بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذا الزمن ابتعدت العقلانية و غلبت العاطفة وأصبحت هي المسيطرة
على الكثير من الناس فأصبحت العاطفة هي المتحكمة في حكمهم على كل شيء.
فالعاطفة هي التي تجرف الإنسان إلى مستنقع المزاجية المتقلب
الذي ليس له لون ولا طعم ولا رائحة
فيصبح الإنسان غريب وعجيب بلا قاعدة ولا عنوان ويصبح أيضا التعامل معه غريب و معقد .
فاليوم حين يحب الإنسان شيء معين تجده يدافع عنه ويروج له الدعايات التي تدعوا لحبة
ويحاول إقناع الآخرين بأن ما يحبه هو الأفضل وعليهم أن يحبوه كما حبه هو .
و إلا سوف ينتقد أو ربما يهاجم الذين لا يحبون ما يحبه هو .
وغدا تجده كره الذي بالأمس كان يحبه فأخذ ينتقده ويهاجمه
ويحاول أن يقنع الآخرين بأن يكرهوه كما كرهه هو .
وهكذا تجده في اغلب امورة فاليوم يحب شيء ويدافع عنه
وغدا يكره الذي احبه فينتقده ويهاجم من يحبه .
المزاجية تجعل الشخص :
يتصور بأنه حين يحب شيء يجب على الجميع ان يحبوه .؟
وحين يكره شيء يجب على الجميع ان يكرهوه .؟
فالمزاجية تصور له وكأنه يستطيع أن يسير العالم بأسره على حسب مزاجيته المتقلبة ؟
وتجعله يتخذ مبداء أن لم تكن معي فأنت ضدي في أغلب الأمور حتى التافهة منها .؟
ووصل الأمر بالمزاجية إلى مرحلة خطيرة وخطيرة جدا وهي :
ان المزاجية تدخلت في أمور الدين وأحكامه وشروطه
وهذا الأمر في غاية الخطورة ويجب التنبه له
فالمزاجية قد توصل الشخص إلى مرحلة خطيرة جدا
تتعدى مرحلة تصوره بأنه يسيطر على العالم
وتصل به والعياذ بالله إلى انه يتصور بأنه اعلم من خالقه عز وجل
وهذا التصور الخطير جعل البعض ينتقد والعياذ بالله أحكام الله وشروطها
بل ويحاول إقناع الناس بأن ما يقوله هو الصحيح
وكأنه أعلم العالمين والعياذ بالله ....(( الحمد لله على العقل )).
فتجده اليوم مبسوط ومزاجه رايق وأخذ ينتقد قطع اليد في السرقة اذا توفرت الشروط
ويقول والعياذ بالله يا أخي حرام ليه يقطعون يد السارق مسكين ما سرق إلا وهو محتاج
المفروض يسجنونه يومين أو ثلاثة أيام ويطلقون صراحة .
و غدا يكون زعلان ومزاجيته غير رايقه ولو عرضت عليه نفس الموضوع السرقة
لقال : يا أخي اكره السرقة وأكره اللي يسرق والمفروض ان السارق ما يقطعون يده وبس
المفروض إنهم يطيرون رأسه ويحكمون عليه قصاص يستاهل من قاله يسرق .
فكم هو ضعيف وغريب أمر الإنسان هذه فقط العاطفة حين تسيطر عليه وعلى أحكامه
تجعله يتصور بأنه ملك الأرض ومن عليها بل تتجاوز ذلك إلى أن يصل به الأمر إلى انه
يتصور انه اعلم من خالقه فيبداء ينتقد أحكام الله وشروطها .
ولم يعلم ذلك الإنسان بأنه مخلوق ضعيف وأنه ما أوتي من العلم إلا قليلا .
وأنه لا يصل لمرحلة الكمال أبدا .
فهذا هو الإنسان حين يبتعد عن العقلانية وتسيطر علية العاطفة تجده مزاجي
اليوم يحب وغدا يكره اليوم صديق وغدا عدو اليوم يحلل وغدا يحرم .
قال تعالى :
( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب )
صدق الله العظيم
(( يعطيكم العافية شكرا لكم وبالتووووفيق ))
(( العاطفة لعبة بنا والمزاجية دمرتنا؟؟))
العرض الشجري
