العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 10-03-2007, 10:12 PM   رقم المشاركة : 1
مرحبا بالجميع
Band
 





مرحبا بالجميع غير متصل

أدِّ الأمانة َإلى من إئتمنكَ

أدِّ الأمانة َإلى من ائتمنكَ

الحمدُ للهِ القائل ِفي مُحكم ِالتنزيل ِ:( إنًّ اللهَ يَأمُرُكـُمْ أن تـُؤدُّوا الأماناتِ إلى أهلِـها وإذا حكـَمتـُمْ بينَ الناس ِأن تحكـُمُوا بالعدل ِ, إنَّ اللهَ نِعِمَّـا يَعِظـُكـُم بهِ ، إنَّ اللهَ كانَ سميعاً بصيراً {58} ) النساء .
هذهِ الآية ُالكريمة ُمن أمهاتِ الأحكام ِوقد تضَمَّنت جميعَ أحكام ِالدين ِوالشرع ِ, لأنَّ الخطابَ يشملُ جميعَ النـَّاس ِفي جميع ِالأماناتِ .
والأمانة ُ لغة ً: هيَ نقيضُ الخيانةِ. وتعني وضْعَ الشيءِ في موضِعِهِ فمَن استأمَنَ الذئبَ على غنمهِ ، فقد خانَ الأمانة َ. ومن بايَعَ مَلِكاً أو رئيساً لجمهوريةٍ , أو أعطى الولاءَ لرئيس ِوزراءٍ ، أو شاركَ بحكومةٍ اشتراكيةٍ أو علمانيةٍ أو ديمقراطيةٍ , فقد أعطى ولاءَهُ في غيرِ موضِعِهِ , وبذلكَ يكونُ قد خانَ الأمانة . لانَّ الولاءَ لا يكونُ إلاّ للهِ ولرسولِهِ وللمؤمنين .
وهذهِ الأنظمة ُليستْ منَ الإسلام ِفي شيءٍ , لأنَّ نِظامَ الحُكم ِفي الإسلام ِخلافة ٌ فقط , لقولهِ عليهِ السلامُ : ( كانت بَنـُوا إسرائيلَ تـَسُوسُهُمُ الأنبياءُ كـلـَّمَا هلـَكَ نبيٌّ خـَلـَفـَهُ نبيٌّ , وإنـَّهُ لا نبيَّ بعدي وستكونُ خلفاءُ فتكثر,قالوا: فما تأمُرُنا يا رسولَ اللهِ ؟ قال : فـُوا ببَيعَةِ الأول ِفالأول ِوأعطوهُم حَقهُم فإنَّ اللهَ سائِلـُهُم عَمَّا استرعاهُم )
وقالَ أيضاً : ( إذا بويعَ لِخليفتين ِفاقتلوا الآخـِرَ مِنهُمَا ) .
فنظامُ الحكم ِفي الإسلام ِهو خلافة ٌ, وما سواهُ طاغوتٌ يَحرُمُ أخذهُ , ويجبُ ردُّهُ ونقضُهُ , وعليهِ فمنَ استبدلَ الخبيثَ بالطيبِ فقد وضعَ الشيءَ في غيرِ محلِهِ وخانَ الأمانة .
يقولُ ربُّ العزَّةِ : ( إنـَّا عرضنا الأمانة َعلى السماواتِ والأرض ِوالجبال ِفأبينَ أن يَحملنـَهَا وأشفقنَ منها وحَمَلها الإنسانُ إنـَّهَ كانَ ظلوماً جهولا {32} ) الأحزاب .
وليسَ كلُّ إنسان ٍظلوم ٍجهول . بلْ كلُّ من خانَ اللهَ ورسولـَهُ وخانَ أمانتهُ فهوَ ظلوم , أيّ كثيرُ الظلم , وجهولٌ : عظيمُ الجهل ِ. يقولُ سبحانهُ وتعالى : ( والعصرِ{1} إنَّ الإنسانَ لفي خـُسر{2} إلاّ الذينَ آمنوا وعملوا الصالحاتِ وتواصوا بالحقِّ وتواصوا بالصبر{3} ) .
والأمانة ُشرعاً هي ما كلـَّفَ اللهُ العبادَ بهِ , فكلُّ تكليفٍ متعلقٌ بأمرٍ واجبٍ فهوَ أمانة ٌوجبَ أداؤهُ .
ومن تركهُ يكونُ قد خانَ الأمانة َ, وكلُّ نهي ٍجازم ٍانتـُهكَ استحقَّ فاعلـُهُ عقوبة ًمنَ اللهِ , وعليهِ فالإسلامُ عبارة ٌعن معاريفَ وجبَ إقامَتـُهَا وهذا واجبٌ , وأداؤهُ أمانة ُ, والقِسمُ الأخرُ منَ الأحكام ِهيَ المحظوراتُ والمنهياتُ واجبٌ تركـُها ، ومن يفعلْ غيرَ ذلكَ فقد تعدَّى حدودَ اللهِ وخانَ الأمانة َ.
وقد أدركَ السابقونَ الأولونَ معنى الأمانةِ إبَّانَ الفتوحاتِ العظيمةِ فحملوا عقيدتـَهُم وتسابقوا لنشرِها , ودافعوا عنها بالغالي والنفيس, وحرَّروا البلادَ والعبادَ وهانَ في سبيلها المُهجُ والأرواحُ , ومن تلكَ البلادِ بيتُ المقدس ِ وقد رَبَطهَا اللهُ بعقيدتِهم , وأيقنوا أن فلسطينَ أرضٌ خراجية ٌ, ومنَ الأمانةِ وَضعُهَا في مكانِها ، ومكانـُها في عنق ِكلِّ مسلم ٍلأنها أرضٌ خراجية ٌ فكانت فلسطينُ في عنق ِمليارٍ وثلثِ المليارِ منَ المسلمينَ , ثمَّ جاءَ سَقط ُالمتاع ِ وخانوا الأمانة بمؤتمراتهم ومؤامراتهم , وكانَ الفصلُ الأولُ يومَ فصلوا ما يُسمَّى بالبلادِ الإسلاميةِ عنها وحصروها بالعربان, أيّ فصلوا المليارَ من المسلمين ، وصارتْ قضية ُفلسطينَ عربية ًبعدَ أن كانتْ إسلامية ً, ثمَّ سُلِختْ إلى قضيةٍ شرق ِأوسطيةٍ , ثمَّ مُسختْ إلى قضيةِ الشعبِ الفلسطينيِّ بملايينهِ العشرةِ , فصارتْ م. ت. ف : ألممثلَ الشرعيَّ والوحيدَ .
ثمَّ قـُزِّمتْ إلى مجلس ٍوطني ٍ وتشريعي ٍ ببضع ِعشراتٍ , وآخِرُ المطافِ الرجلُ الواحدُ والحاكمُ الواحدُ فكانتِ الخيانة ُتلوَ الخيانة . فضاعت فلسطينُ بين تفريطِ المتنفذينَ , وصمتِ الأمةِ وتقاعُسها .
إخوتي وأحبتي : ما كانَ ليتمَّ لهم ذلكَ ودولة ُالإسلام ِقائمة ٌ, والدليلُ على ذلكَ ما قالهُ السلطانُ عبدُ الحميدِ رُغمَ ضعفِهِ : لعملُ المِبضَع ِ في جسدي وأنا حيٌّ أهونُ عليَّ من أن أتنازلَ عن بيتِ المقدس ِ لأنـَّها ليستْ مُـلكي بلْ هيَ ملكٌ لشعبي , أيّ : لجميع ِ المسلمين . هذا هو موقفُ الأخيارِ الأبرارِ, أمَّا الأشرارُ الفجارُ فقد حذرَنا البشيرُ منهم يومَ قال : ( إذا ضُيعتِ الأمانة ُ فانتظر الساعة !! قيلَ وكيفَ إضاعَتـُهُا يا رسولَ اللهِ ؟ فقال : إذا وُسِّدَ الأمرُ لغيرِ أهلِهِ فانتظر الساعة ) وُسِّدَ بمعنى أسند .
وها هيَ الأماناتُ قد ضُيعتْ , وأحكامُ الإسلام ِ قد رفعتْ وهرطقاتُ الطاغوتِ طبقت , من رأسماليةٍ وديمقراطيةٍ وعلمانيةٍ وما انبثقَ عنها من عولمةٍ وخصخصةٍ وحرياتٍ , فويلٌ لمن رضيَ وتابع .
وصدقَ الله ( يا أيُّها الذينَ آمنوا لا تـَخونوا اللهَ والرسولَ وتخونوا أماناتِكـُم وأنتم تعلمون{27} ) الأنفال .







 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:12 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية