العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 03-03-2007, 08:20 AM   رقم المشاركة : 1
الحيزان
( ود جديد )
 





الحيزان غير متصل

ماذا يريد المواطن من التشكيل الوزاري الجديد ؟

رغم كثرة الحديث, في الآونة الأخيرة, عن قرب قدوم التشكيل الوزاري الجديد وما سيشكله هذا الحدث من أهمية كبيرة في تجسيد رؤى وتطلعات خادم الحرمين الشريفين في بناء مملكة المستقبل, فالتحديات كبيرة وتطلعات الوطن والمواطن أكبر وأعظم منها, إلا أن الجميع في هذه المرة قد أولى اهتمامه بالأفكار الجديدة التي ستحملها لنا هذه الوزارة أكثر من الاهتمام بشخوصها وعناوينها الاجتماعية أو الاقتصادية أو الأكاديمية. ولعل الحديث الذي أدلى به خادم الحرمين الشريفين قبل أسابيع, والذي أراد به أن يحدد جملة من العناوين التي ستكون شغله الشاغل في عهده وفي قيادته المملكة وهي تدخل مرحلة تاريخية جديدة في مسيرة البناء والتطور. ولعل الأهم من بين كل هذه العناوين تأكيده وحرصه على الانشغال بالهم الداخلي, فالوطن القوي باقتصاده والمنتظم في أموره والشجاع في تحديه مشكلاته الداخلية والمتلاحم بين فئاته المتنوعة والراسخ في وطنية أبنائه وانتماء مواطنيه, هو الوطن المطلوب وهو المستقبل المنشود. هذا الحرص الذي أبداه خادم الحرمين الشريفين على الهموم الداخلية, من تنمية عادلة تشمل جميع المناطق, تحسين المستوى المعاشي للمواطن, الارتقاء بالأداء الحكومي إداريا وتنظيميا وتوجيه المزيد من الموارد من أجل تحسين الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وغيرهما. كل هذه المهمات الداخلية هي أمانة تضعها القيادة في رقاب القادمين في الوزارة الجديدة. هموم الداخل أولا, قضايا المواطن هي التي ستنصب عليها كل الاهتمامات, قضايا التنمية هي التي ستتصدر الأولويات, مشكلات الوطن هي التي ستوجه إليها كل الموارد, الأزمات التي يعانيها البلد هي التي ستكون الموضوع الرئيس لكل الخطط السنوية والخمسية والعشرية. مستقبل أطفالنا وطموحات شبابنا ومعاناة فقرائنا وتطلعات نسائنا وحماس رجال أعمالنا وأمنيات مثقفينا, كلها ستكون العناوين الرئيسة للمرحلة المقبلة التي نتطلع إلى أن تدخل في مرحلتها العملية مع التشكيل الوزاري الجديد. كل الظروف متاحة للدخول في مثل هذه المرحلة, إصرار من القيادة على حدوث مثل هذه النقلة, انتعاش اقتصادي غير مسبوق, مجتمع شبابي يختزن الكثير من مصادر القوة التي تنتظر من يستثمرها, عالم تتلاشى فيه الحدود وكل دولة فيه تريد أن تستأثر بالحصة الأكبر من التسويق لمنتجاتها من أجل تعزيز تنمية بلدانها, وعصر تنساب فيه المعلومات عن طريق الإنترنت بغزارة وشفافية, وبالتالي فلا مجال للتمويه والتزويق والخداع والمظاهر على حساب العمل والإنجاز.
لم تكن كلمات خادم الحرمين الشريفين في حاجة إلى تحليل وإعادة قراءة, فهي جاءت واضحة ومباشرة لتؤكد للجميع في الداخل والخارج أن قيادة المملكة قد تعاهدت مع نفسها على أن تعطي للشأن الداخلي والهموم الداخلية والمحلية جل اهتمامها وأنها تفتخر بأنها ستبقى مشغولة بالهم الداخلي. ويبقى علينا جميعا, وبالأخص من سيتبوأ المواقع الوزارية الجديدة, أن يتجاوب مع هذا الحرص وأن يتفاعل بصدق مع هذه التوجهات. هموم الداخل كثيرة ومتشعبة والبعض منها تحول إلى أزمات تنتظر حلولا بتفكير جديد ورؤية مغايرة لما ألفناها في السابق. ومن دون الإسهاب في الكلام والاستغراق في التنظير, في النقاط التالية محاولة للاقتراب من هذه الهموم ولكن علينا أن نجعل من هذه الهموم تحديات, تحديات نتحدى بها أنفسنا ونتحدى بها ظروفنا ونتحدى بها من يشكك في قدراتنا وإصرارنا, وهي تحديات تضعها القيادة والوطن والمواطن أمام الوزراء الجدد, هذه التحديات يمكن ذكرها باختصار:
1 - تنعم المملكة في الوقت الحاضر بمداخيل كبيرة بفضل ارتفاع أسعار النفط, التي وإن انخفضت في بداية سنة 2007 ولكن المرشح أنها ستبقى مرتفعة وتراوح بين الخمسينات والستينات, وهذه الأسعار وما تنتجه من مداخيل عالية ستتيح للمملكة فرصا تنموية كثيرة. ففي العام الماضي تجاوزت إيرادات الدولة 600 مليار ريال, وهي أرقام فيها الكثير من البركة إن أحسنا توظيفها واستثمارها. فالوزراء الجدد ليسوا مطالبين بإنفاق هذه الأموال ولكن استثمارها في مشاريع تعيد للوطن أضعاف قيمتها بشكل مباشر أو غير مباشر. نحن ننتظر منهم أن تستثمر هذه الأموال في مشاريع ترتب بأولويات وطنية وليس باجتهادات شخصية ووفق حاجات غير مدروسة. الأموال موجودة والوطن يختزن بل يزدحم بالحاجات فلا داعي للتردد أو عدم الجراءة في اقتراح مشاريع نوعية تلامس الأهم فألاهم من هذه الحاجات.
2 ـ لقد أكد خادم الحرمين الشريفين أنه يريد تنمية عادلة تصل إلى جميع المواطنين وتشمل كل مناطق المملكة بمدنها وقراها وحضرها وهجرها. إذا كانت هناك مناطق قد نسيت في الماضي ولم تنل نصيبها العادل من التنمية أسوة بالمناطق الأخرى, إما بسبب أن الوزير ليس من تلك المنطقة أو من المناطق التي حواليها وإما أنه ليس من أبناء تلك المنطقة ممن هم وكلاء وزراء أو مديري إدارات في تلك الوزارة كي يذكروا الوزراء بتلك المناطق المحرومة كما حصل لمنطقة الجوف, فسيكون الأمر مختلفا هذه المرة وسيكون خادم الحرمين الشريفين بتوجيهاته هو من يضمن لهذه المناطق حصتها من اهتمام الدولة ومشاريعها التنموية. على الوزراء أن يتجردوا من لباس المناطقية والفئوية وأن يلبسوا لباس الهم الوطني الشامل الذي هو بالتأكيد يتسع لكل شبر من هذا الوطن.
3 - إن لم نخطط جيدا للمستقبل فسيضيع الحاضر منا وسيطير منا المستقبل, والمستقبل في أبنائنا وبناتنا وشبابنا ولهم حق علينا أن نضعهم نصب أعيننا ومحل اهتمامنا ومدار رعايتنا. من المعيب علينا ألا نعترف بمشكلاتهم وألا ننزل للاستماع إليهم والتعرف على قضاياهم. ليس من المقبول أبدا أن نستهين بقدراتهم ولا ندعوهم للمشاركة في قرار بناء مستقبلهم وحياتهم. إذا كانوا يعانون اليوم من بطالة فنحن من أنتج لهم هذه البطالة, وإذا كنا نتهمهم بعد الجدية والتهرب من بذل الجهد فنحن من فشلنا في إعدادهم وعلينا مراجعة أخطائنا, وإذا كنا نشتكي من ضعف تعليمهم ورداءة تحصيلهم الدراسي فنحن وليس هم من يتحمل مسؤولية هذا الأمر, فنحن من اعتمد سياسة استئجار المدارس وليس بنائها, ونحن من جعلنا التلقين وليس التفكير منهجا لتعليمهم. الشباب هم أثمن مواردنا وهم أعظم تحدياتنا, فلا نخيب ظنونهم بنا ولا نحطم أحلامهم بعدم استجابة الوطن لقضاياهم.
الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم", وعندما تتغير همومنا وتصبح هموما داخلية تلامس قضايانا وتخترق أزماتنا وتقترب من تطلعاتنا فبالتأكيد سيتغير واقعنا نحو الأفضل وسيكون لنا وللوطن تنمية شاملة ومستدامة.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

كاتب اعلامي _الشرق الاوسط
فيصل الحيزان
السعودية _الجوف

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:10 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية