السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
بسم الله نبدأ أول حلقة من حلقات السيرة النبوية إن شاء الله.
قبل البدء بميلاده أريد البدء ببعض الروايات التي ذكرت عن ذويه قبل ميلاده – صلى الله عليه و سلم - .
ذكر نذر عبد المطلب ذبح ولده
كان عبد المطلب بن هاشم , فيما يزعمون و الله أعلم , قد نذر حين حين لقي من قريش ما لقي عند حفر زمزم : لئن ولد له عشرة نفر , ثم بلغوا معه حتى يمنعوه ؛ لينحرن أحدهم لله عند الكعبة , فلما توافى بنوه العشرة , و عرف أنهم سيمنعوه جمعهم , ثم أخبرهم بنذره , و دعاهم إلى الوفاء لله بذلك , فأطاعوه .
و قالوا : كيف نصنع ؟
فقاموا بما يشبه القرعة لاختيار أحدهم , و كان عبد الله بن عبد المطلب أصغر بني أبيه .
و كان عبد المطلب فيما يزعمون , أحب ولد عبد المطلب إليه فكان عبد المطلب يرى أن السهم إذا أخطأه أهون عليه , و هو أبو رسول الله – صلى الله عليه و سلم – فلما أخذ صاحب القداح , القداح ليضرب بها , قام عبد المطلب عند هبل يدعو الله , ثم ضرب صاحب القداح , فخرج القدح على عبد الله .
فأخذه عبد المطلب بيده و أخذ الشفرة , ثم أقبل به إساف و نائلة ( هما صنمان من أصنام الجاهلية كانوا يعبدوه ) ليذبحه , فقامت إليه قريش من أنديتها .
فقالوا : ماذا تريد يا عبد المطلب ؟
قال : أذبحه
قالت له قريش و بنوه : و الله لا تذبحه أبداً , حتى تعذر فيه لئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتي بابنه حتى يذبحه , فما بقاء الناس على هذا ؟!
و قال له المغيرة بن عبد الله , و كان عبد الله بن أخت القوم : و الله لا تذبحه أبداً , حتى تعذر فيه , فأن كان فداؤه بأموالنا فديناه.
و قالت له قريش و بنوه : لا تفعل , و انطلق به إلى الحجاز , فإن به عرافة لها فسلها , ثم أنت على رأس أمرك , إن أمرتك بذبحه ذبحته , و إن أمرتك بأمر لك و له فيه فرج قبلته.
فانطلقوا حتى قدموا المدينة , فوجدوها , فيما يزعمون , بخيبر . فركبوا حتى جاؤها , فسألوها , وقص عليها عبد المطلب خبره و خبر ابنه , و ما أراد به و نذره فيه .
فقالت لهم : ارجعوا عني اليوم يأتني تابعي ( يقصد بالتابعي , التابع من الجن ) , فأسأله , فرجعوا من عندها .
فلما خرجوا عنها قام عبد المطلب يدعو الله , ثم غدوا عليها .
فقالت لهم : قد جاءني الخبر , كم الدية فيكم ؟
قالوا عشرة من الأبل , و كانت كذلك.
قالت : فارجعوا إلى بلادكم , ثم قربوا صاحبكم , و قربوا عشراً من الأبل , ثم اضربوا عليها و عليه بالقداح , فأن خرجتم على صاحبكم , فزيدوا من الأبل حتى ير ضى ربكم , و إن خرجت على الأبل , فانحروها عنه , فقد رضى ربكم , و نجا صاحبكم .
فخرجوا حتى قدموا مكة , فلما أجمعوا على ذلك من الأمر , قام عبد المطلب يدعو الله , ثم قربوا عبد الله و عشراً من الأبل , و عبد المطلب قائم عند هبل يدعو الله عز و جل , ثم ضربوا فخرج القدح على عبد الله , فزادوا على الأبل عشرة فعادوا الكرة و كان القدح يخرج على عبد الله حتى بلغ عدد الأبل مئة من الأبل , فقام عبد المطلب يدعو الله , ثم ضربوا القدح فخرج القدح على الأبل .
فقالت قريش و من حضر : قد انتهى رضا ربك يا عبد المطلب .
قال : لا و الله حتى أضرب عليها ثلاث مرات .
فضربوا على عبد الله , و على الأبل , قام عبد المطلب يدعو الله , فخرج القدح على الأبل , ثم عادوا الثانية , فخرج القدح على الأبل ,و عبد المطلب قائم يدعو الله , فضربوا فخرج القدح على الأبل , ثم عادوا الثالثة , و عبد المطلب قائم يدعو الله , فضربوا فخرج القدح على الأبل .
فنحرت , ثم تركت لا يصد عنها إنسان و لا سبع .
ذكر المرأة المتعرضة لنكاح عبد الله بن عبد الطلب
ثم انصرف عبد المطلب آخذاً بيد عبد الله , فمر به فيما يزعمون على امرأة من بني أسد بن عبد العزى , و هي أخت ورقة بن نوفل بن عبد العزى ؛ و هي عند الكعبة .
فقالت له حين نظرت إلى وجهه : أين تذهب يا عبد الله ؟
قال : مع أبي .
قالت : لك مثل الأبل التي نحرت عنك , وقع علىَّ الآن .
قال : أنا مع أبي و لا أستطيع خلافه و لا فراقه .
فخرج به عبد المطلب حتى أتى به و هب بن عبد مناف , و هو يومئذ سيد بنى زهرة نسباً و شرفاً فزوجه ابنته آمنة بنت و هب و هي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسباً و موضعاً.
فزعموا أنه دخل عليها حين أملكها مكانه , فوقع عليها , فحملت برسول الله– صلى الله عليه و سلم – ثم خرج من عندها , فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت .
فقال لها : ما لك لا تعرضين علىَّ اليوم ما عرضت علىَّ بالأمس ؟
فقالت له : فارقك النور الذي كان معك بالأمس , فليس لي بك اليوم حاجة .
و قد كانت تسمع من أخيها ورقة بن نوفل , و كان قد تنصر و اتبع الكتب : أنه سيكون في هذه الأمة نبي .
ذكر ما قيل لآنمة عند حملها برسول الله
يزعمون فيما يتحدث الناس و الله أعلم , أن آمنة بنت وهب أم رسول الله – صلى الله عليه و سلم – كانت تحدث :
أنها أُتيت , حين حملت برسول الله – صلى الله عليه و سلم – فقيل لها : إنك حملت بسيد هذه الأمة , فإذا وقع إلى الأرض , فقولي : أعوذه بالواحد من شر كل حاسد , ثم سميه : محمداً و رأت حين حملت به أنه أخرج منها نوراً , و رأت به قصور بصرى , من أرض الشام .
ثم لم يلبث عبد الله بن عبد المطلب , أبو رسول الله – صلى الله عليه و سلم – أن هلك , و أم رسول الله – صلى الله عليه و سلم – حامل به .
إلى الحلقة القادمة إن شاء الله....
بعد العيد و(كل عام وانت بخير)