العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 02-12-2006, 09:36 PM   رقم المشاركة : 1
اخو هدلا
( وِد لامِـــع )
 
الصورة الرمزية اخو هدلا
 






اخو هدلا غير متصل

لقد اقتربت لحظة الهروب الكبير ....... وإليكم بعض علاماتها !!!

إنها الحرب، ليس لها بدائل إلا الانتصار، أو الاستسلام، أو الهروب. تلك البدائل ذاتها هي المتوفرة حاليا أمام الولايات المتحدة للخروج من مستنقع العراق، الذي كان السبب الرئيس في السقوط الذريع للجمهوريين في انتخابات التجديد النصفية لمجلسي الكونجرس، التي جرت هذا الشهر. وقد تكون هذه هي المرة الوحيدة التي يكون فيها عامل خارجي سببا لسقوط حزب ما في الانتخابات، إذا جرت العادة أن تكون العوامل الداخلية هي ما يشكل الناخب الأمريكي رأيه بناء عليها. هذه الانتخابات لا تعكس اقتناع الشارع الأمريكي بالحزب الديمقراطي، بقدر ما تعكس رغبته في تغيير حقيقي لأوضاع جيش بلاده في العراق.

بنظرة خاطفة إلى هذه البدائل، نجد أن البديل الأول ـ الانتصار ـ بات من المستحيل تحقيقه. وهذا ما شهد به هنري كيسنجر، أحد أشهر ساسة الولايات المتحدة ووزير خارجيتها إبان فترة حكم الرئيس ريتشارد نكسون وخلفه جيرالد فورد، حين قال في مقابلة له مع هيئة الإذاعة البريطانية "إن تحقيق انتصار عسكري في العراق بات مستحيلا الآن، وأنه لا بد للتحالف من إعادة تحديد استراتيجيته هناك". أما البديل الثاني ـ الاستسلام ـ فهو أمر لن ترضى به الدولة العظمى الوحيدة في العالم مهما ازداد وضعها سوءا.

إذا لم يتبقى إلا البديل الثالث ـ الهروب ـ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وما يستشفه أي متابع للحراك السياسي الذي تشهده واشنطن حاليا، يدرك أن الخيار قد وقع عليه بديلا لحرب استنزفت الأموال والرجال بدون هدف واضح. ولكن حتى الهروب لم يعد أمرا سهلا كما يتصور البعض. لأن إخراج أي جيش من معركة ما أصعب بكثير من إرساله إليها. قال كوفي أنان في مؤتمر صحفي "الاميركيون عالقون في فخ العراق، بمعنى أنهم عاجزون عن البقاء وعاجزون عن الرحيل في آن واحد". لقد احتاج الجنرال تومي فرانك فترة ثمانية أشهر لتجهيز الجيش الذي غزا العراق في مارس 2003. ويتفق الخبراء العسكريين أن القوات الأمريكية بحاجة إلى ثلاثة أضعاف هذه المدة للانسحاب. كذلك يحتاج الجيش الهارب إلى مكان يؤوي به جنوده ومعداته. والأهم من هذا كله هو وجود طرف قوي يخلفه، ويستطيع تأمين هروبه، أي بحماية ظهره من ضربات العدو أثناء الهروب.

ما هو باد للعيان حاليا، هو أن عيني واشنطن قد وقعت على من كانت تعتبرهما حتى وقت قصير مضى حلقتين رئيسيتين من محور الشر، إيران وسوريا. هذا التحول الكبير في السياسة الأمريكية تجاه هذين البلدين، ليس بمستغرب على الإطلاق. إذ ليس في عالم السياسة ديمومة لحالة بعينها، أي ليس هناك عدو دائم أو حليف دائم. وإنما هي المصالح فقط من يحدد اتجاه بوصلة العلاقات السياسية بين الدول، إن اتفقت فحلف وصداقة، وإن اختلفت فعداوة وحرب.

كثيرة جدا هي الدلائل التي تشير إلى هذا التغير الاستراتيجي في السياسة الأمريكية. فما يعرف بـ "لجنة بيكر" أو "مجموعة دراسة العراق" (Iraq Study Group)، التي شكلها الكونجرس في مارس 2006، وكلفها بتقييم الوضع في العراق وصياغة تقرير تقدمه نهاية هذا العام تقترح فيه سبلا لحل الأزمة هناك. خلصت إلى نتائج كان أهمها وجوب التفاوض مع كل من إيران وسوريا، لمساعدة أمريكا في العراق. وهذا ما تؤكده تصريحات السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى من أن جيمس بيكر التقى مسؤولين سوريين على رأسهم وليد المعلم وزير الخارجية السوري بغرض مناقشة كيفية تعاون سوريا مع الولايات المتحدة في مسألة العراق. وقال "إن بيكر سأل المعلم، خلال لقاء جرى في نيويورك بفندق آلدورف آستوريا في سبتمبر الماضي قائلا: ما الذين يمكن ان تفعله سورية للمساعدة في مسألة العراق؟". كذلك لا نستطيع أن نجعل اختيار روبرت غيتس بالذات ليخلف دونالد رامسفيلد في وزارة الدفاع في معزل عن هذا السياق، لا سيما وإن علمنا أنه أحد أكثر المتحمسين لفتح حوار مع إيران.

بريطانيا من جانبها كان لها دور كبير في هذا التحول أيضا، فمن المعروف أن أمريكا لا تستطيع التفاوض مباشرة مع إيران وسوريا، خشية من غضب حليفتها الأقرب إلى قلبها إسرائيل. ومن هذا المنظور، لانستطيع اعتبار السلوك البريطاني الجديد تجاه سوريا وإيران إلا أنه سلوك أمريكي في حقيقته. فمن الدعوات المتكررة التي أطلقها توني بلير إلى سوريا وإيران للتعاون في مسألة العراق، إلى زيارة مبعوث خاص من قبله إلي دمشق ولقاؤه مع الرئيس بشار الاسد، وما تلي هذه الزيارة من تسخين مفاجئ لقنوات الاتصال السورية ـ البريطانية وتبادل زيارات سرية وعلنية لمسؤولين في البلدين، والتي توجت أخيرا بزيارة وليد المعلم إلى العراق وما لقيه هناك من ترحيب رسمي مبالغ فيه. ثم زيارة الرئيس العراقي جلال الطالباني إلى إيران بالأمس وطلبه صراحة مساعدة شاملة منها لإنهاء العنف وحفظ الأمن.

هذه الشواهد ما هي إلا غيض من فيض، وإلا فهناك دلائل أخرى لا تقل أهمية عنها، تشير جميعها إلى تأميم واشنطن وجهها شطر إيران وسوريا علها تنقذها من فخ العراق الذي أوقعتها فيه سياسة التخبط والعشوائية التي انتهجتها إدارة الرئيس جورج بوش منذ دخلت البيت الأبيض إلى هذا اليوم. وما هذه الخطوة إلا إحدى حلقات مسلسل طويل من التخبط والعشوائية. فهل سئل الساسة الأمريكيون أنفسهم عما تستطيع إيران وسوريا فعله من أجل تهدئة الأوضاع الأمنية هناك، أو عما إذا كانتا تستطيعان تأمين هروبها.

التدهور الأمني في العراق ليس له قاع أو قرار، فلا أعتقد أن أي من دول المنطقة قادرة على ضبطه مهما بلغ نفوذها فيه قوة. إيران مثلا لم تكن خارج العراق يوما منذ سقوط نظام صدام حسين، فقد قدمت كل ما بوسعها لدعم التيارات والقوى التي تحكم العراق حاليا، لأنها خرجت من تحت عباءتها، ومع ذلك لم تنجح في فرض سيطرتها على كامل الأراضي العراقيه. إذا ليس لديها أي جديد تقدمه لصالح أمريكا، إذ ليس بالإمكان أحسن مما كان. أما سوريا فدورها ليس بالفاعلية التي تتصورها واشنطن، فأقصى ما تستطيع فعله هو الحد من عمليات التسلل وتهريب السلاح من خلال حدودها المشتركة مع العراق. أما داخل العراق فليس لها أدنى سيطرة على عمليات المقاومة الجارية هناك. أضف إلى ذلك أن أي تدخل سوري لصالح المشروع الأمريكي في العراق ستكون له تداعياته السلبية على سوريا نفسها. ولا أعتقد أن القيادة السورية غافلة عن هذا الأمر.

ثمة أمر أخير يجب أن يقال، وهو أن على الولايات المتحدة إن هي أرادت أن تفلت من فخ العراق، أن تعالج نفسها أولا من مرض التخبط المزمن الذي تعاني منه سياستها الخارجية. ثم عليها بعد ذلك أن تذهب إلى العناوين الصحيحة للتفاوض معها علها تساعدها في الخروج من هذه الأزمة.


الساحات







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



شكرا للاخت فوق الغيوم ع الاهداء

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:15 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية