العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 09-08-2002, 04:37 PM   رقم المشاركة : 1
العمده الإجباري
( ود فعّال )
 







العمده الإجباري غير متصل

ملك الملوك إذا وهب

حقيقة التوكل على الله غائبة عن أذهان أكثر من ناقشت معهم هذا الموضوع، الحقيقة كما عرفتها، أن الله وحده هو الرزاق، وأخبرنا في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، أن نجعل أكبر همنا في العبادة، وهو يسوق لنا الرزق بحكمته وقدرته. قال جلَّت قدرته: " وفي السماء رزقكم وما توعدون ".

والمعنى العام الذي أريد إيصاله، أن نجعل كل تفكيرنا في عبادتنا، ويكون عملنا نوع من العبادة، ولكن الحاصل والمسيطر على أذهان العموم، هو التفكير فيما سنأكله غداً، ونسي أن عليه أن يفكر في كيفية حفاظه على مواعيد صلاته وقيامه.

أسوق فيما يلي قصتان عن التوكل على الله وهي قصص واقعية عاصرتها وسأنشر المزيد في مشاركات أخرى بإذن الله:

القصة الأولى:

أحس صاحبنا بعد عصر يوم من الأيام ببودار مرض، ولكنه أكمل دراسته وأعماله، حتى صلى المغرب في المسجد ثم عاد إلى غرفته، استلقى على سريره وإعياء الدنيا يتملكه، وأشتعل جسمه حرارةً، وبدا لنا أنه أصيب بالحمى.
يقول: لم أعد أحس بالعالم، وبدأت أفكاري تتهاوي وتتخبط فيما يشبه الهذيان، أريد أن أحرك يديي،،،، أريد أن أفتح عيني،،،، أريد أن،،، أن،،،،،،
وسقطت في غيبوبة،،،، وفجأة،،، رن في وعيي صوت آذان العشاء،،، أحسست أن عقلي الباطن ينتفض إلى الواقع،،، أريد أن أقوم للصلاة،،، ولكني لا أستطيع.
توجه صاحبنا في تلك اللحظات إلى ملك الملوك، إلى الله، إلى من لا يذل من والاه، ودعا في قلبه:
اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت،،،، يا رب،،،، مكني من اللحاق بالصلاة يا كريم.
توجه صاحبنا إلى الغفار بسيد الاستغفار، ولم يكد يتم دعائه، حتى نزلت نسائم الرحمة.
يقول صاحبنا:
ما إن انتهيت من الدعاء، حتى شعرت ببرودة تلامس أخمص قدمي،،، وكأن هناك من يصب عليَّ ماءً بارداً،،، ثم تتقدم البرودة رويدا رويدا على ساقيّ،،، ثم بطني،،، ثم صدري،،، ثم رأسي،،،، وما أن وصلت البرودة إلى آخر شعرة من رأسي،،، فتحت عينيًّ فجأة على منظر السقف،،، ثم انتفضت جالساً،، وكأنني كنت سارحا وانتبهت. وضللت أحدق في يدي وكأنني أبحث عن بلل قد أصابهما،،، ثم أيقنت أن الله أستجاب لدعائي،،، فحمدت الله،، وقمت على عجل للحاق بصلاة العشاء.

القصة الثانية:

كان صاحبنا يدرس في إحدى كليات القمة متغربا عن أهله، وكانت متطلبات الدراسة تستنزف من ميزانيته نصيب الأسد. الأمر الذي يضطره كثيرا إلى مخاطبة أهله لإرسال معونة مادية بين الفينة والفينة.
يقول: كنت أصرف الكثير على دراستي، وأحاول قدر الإمكان التوفير والتدبير في النفقات، وكان أصعب قرار أتخذه، هو اللجوء إلى أهلي،، كنت أخجل من الطلب منهم، ليس لضعف إمكانياتهم، بل لأنهم لا يتفهمون طبيعة دراستي، وغالبا ما يلجؤن لمقارنتي ببقية أقاربي في الكليات الأدبية. وفي نفس الوقت، كان إحساسي بالمسؤولية عظيم، كنت أحس أن إخوتي أحق مني بالمال الذي يرسل إلي.
يوماً ما أضطر صاحبنا إلى طلب معونة من أهله، الذين أبلغوه أنه قد تم إرسال حوالة بالمبلغ عن طريق أحد البنوك.
يقول: كنت أعلم أن الحوالة يستغرق وصولها يومان على الأكثر، وكنت قد وزنت ميزانيتي لكي تصمد إلى حين وصول الحوالة. إلى أن ذهبت بسيارتي عصراً إلى البنك وكنت قد صرفت آخر ريال معي ظهر ذاك اليوم،، دخلت البنك،، توجهت إلى الموظف المختص،، بحث عن إسمى على جهازه،،، وكانت المفاجأة،،،، هناك خطأ في الاسم،،، ولا يمكن أن أستلم الحوالة قبل مراجعة فرع البنك المرسل،،، وقد تستغرق العملية يومان آخران.
بهدوء شديد،،، وثقة مفرطة،،، وإيمان عميق،،، قال صاحبنا " حسبي الله ونعم الوكيل"،، ثم انسحب عائداَ إلى سيارته.
يقول: كل ما كنت أفكر فيه،، هو الإتصال بأهلي لتعديل الخطأ،،، ولم أكن أهتم بقضية مصاريفي الشخصية لليومين القادمين،،، كان لدي أمل عظيم أن الله لن يتخلى عني.
كم مضى من الوقت ؟،،، دقيقتان ؟،،، ثلاثة ؟ توجه صاحبنا إلى سيارته،،، ودس المفتاح في قفل الباب وأداره، تم شد مقبض الباب وسحب الباب في إتجاهه،،،، ثم انحنى ليدخل ،،، وفجأة تسمرت عيناه على منظر غريب.
يقول: هممت بالدخول إلى سيارتي،،، فوقعت عيناي على ورقة مالية من فئة المائة ريال موضوعة على قطعة السجاد التي تغطي الأرضية عند قدمي السائق،،، تجمدت في مكاني للحظات،، ثم التقطت الورقة النقدية،،، وظللت أتأملها،،، مقلّباً في ذهني كل الاحتمالات الممكنة لسبب وجود هذه العملة هنا،،،،واستبعدتها كلها،،، لقد كانت موضوعة على مدى بصري لكي أراها،،، وفجأة،،، تذكرت ما حدث معي في البنك،، واحتسابي إلى الله،،، وارتاحت نفسي لهذا الخاطر،،، وعرفت بأن الله أنقذني.

أرجو أن تكونوا قد إستفدتم من هذه القصص،،، وإلى الملتقى مع المزيد منها بمشيئة الله







التوقيع :
رئيس مجلس إدارة المركاز

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:52 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية