بسم الله الرحمن الرحيم ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
حين قرأت كلمات الأخ متامل رعاه الله في موضوعه (( تأملات في حديث ))
انبعثت من نفسي اهات واهات ,, وتصاعدت من اعماقي زفرات وحسرات
عشت للحظات افكر في حياتنا ومرت بخاطري بعض التاملات و ثار في عقلي العديد من التساؤلات ,,
يقول الله تعالى (( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ))
اللهم ارحمنا برحمتك واشملنا بلطفك ولا تسلط علينا غضبك ,,
فكم نحن مقصرون في حقك ؟؟ وكم نحن جاحدون لنعمك ؟؟
أيها المسلم الساكن في قلب كل شاب وشابة منا ... إني أحدثك فاسمعني ..
هل سألت نفسك يوما إن كنت اديت شكر الله على اكمل وجه ؟؟
هل حاولت مرة ان تخلو بنفسك وتفكر في نعم الله التي انعم بها عليك
إنك لن تحصيها ولو حاولت ولن تعدها ولو جاهدت ,, لكن هل فكرت في فعل ذلك ولو لمرة ؟؟
إسال نفسك وجاوبها ,, كن صريحا وصادقا وتامل حياتك ..
هل شكرت الله على الصحة والعافية اما انك تنسى ذلك حين تصاب بشوكة أو بعض الرشح فتشكو وتتذمر
كانك مريض لأعوام وأعوام,,وما أن تسترد عافيتك حتى تعود لشرب الدخان ومعاقرة المنكرات وتغرق في ذنوبك ؟؟
لو زرت اصحاب الاسرة البيضاء ,, اولئك المرضى القابعين في المستشفيات ,, وشعرت بمعاناتهم والامهم
وشعرت بضيق صدورهم وتعاستهم ,, لأدركت كم انت سعيد ,, فهل ستشكر الله ؟؟
لو أصابك مسمار في قدمك ؟؟ هل ستعرف كم هي نعمة المشي غالية ؟؟ ام انك ستنسى ذلك حين تشفى
فتقود سيارتك نحو مجالس السوء والمنكر ,, وتتجول في الأسواق لتغازل هذه وتصيد تلك ؟؟
وستنسين انتي ذلك لتعاودي مغامراتك مع اصحاب المحلات وشباب الطرقات,,
فتلبسين عباءتك الفاضحة وتضعين عطرك النفاذ وتمشين بهذه القدم بغنج ودلال لتفتني هذا او توقعي ذاك في شباكك ؟
هل رأيت المعاق .. هل احسست كيف يتمنى الوقوف على قدميه ..ليجري ويلعب الكرة ويسبح ......
هل علمت انه يتمنى لو يصلي كما تصلي انت ,, ويحج كما تستطيع انت الحج .. فهل شكرت الله ؟؟
هل شكرته على نعمة البصر ؟؟ ام انك ما أن تطفأ الكهرباء في المنزل لثواني حتى تتأفف وتتململ ,,
وما أن يعود النور حتى تستعيد بهجتك لكنها ليست بهجة بالنعمة بل لأنك ستعود لتقلب بصرك على القنوات وما حرم الله ؟؟
هل عشت يوما مع اعمى ؟؟ هل رايت كيف يتحسس طريقه .. هل تدرك انه يتمنى لو يعرف شكله وملامحه
هل تدرك انه يتمنى لو يرى اهله واقاربه وزوجته وابنائه ,, هل تعلم انه يتمنى لو يدرك معنى الالوان
هل تدرك انه يتمنى لو ينظر للكعبة ولو للحظة ؟؟؟؟ فهل شكرت الله وتبت إليه ..
هل شكرت الله على نعمة السمع ؟؟ لو شعرت بالم بسيط في أذنك هل ستدرك قيمتها ؟؟ أم انك ما ان يذهب الالم
حتى تسرع إلى الموسيقى ويطربك الغناء وتتراقص مع الأنغام المحرمة ؟؟
ارايت الأصم .. الا تعتقد بانه يتمنى لو يسمع صوت والديه وزوجه ... الا تعتقد انه يتوق لسماع القران
الا تعتقد انه يتمنى لو يسمع صوت المطر وتغريد الطيور ,, فهل ستشكر الله حين تعي هذه الكلمات ؟؟
هل شكرت الله على قوت يومك المتوفر (( وأقول يومك لا شهرك ومعظمنا كما ذكر الاخ متامل لديه قوت شهور وسنين))
ام انك لو تأخرت المكافاة أو الراتب لأيام لضقت ذرعا وامتلأت غيظا ,, وأنك لو نقص الملح في الطعام أو زاد
لغضبت ورفضت تناوله مطالبا بغيره ؟؟
هل تعلم ان الكثيرين حولك وفي حارتك لا يملكون عشائهم ,, يتمنون اللقمة ولا يجدوها ,,
يتمنون الجديد من الثياب لكن من اين لهم ذلك .. يحلمون بما ترميه انت ولا تبالي به .. فهل شكرت الله ؟؟
هل شكرت الله على نعمة النطق واللسان ؟؟؟ (( ويالها من نعمة تجر علينا الكثير من النقم لسوء استخدامنا لها ))
لو أصبت بالتهاب في الحلق ذهب بصوتك لايام ,, هل ستشعر كم كنت منعما حين تستطيع الكلام ,,
ام انك حين يعود إليك صوتك ستحتضن سماعة الهاتف لتتبادل احاديث الغرام الكاذبة وكلمات الفحش المبتذلة
وستعاود اكاذبيك البيضاء والسوداء ,, ستنقل احاديث المجالس ؟؟ وتشتم هذا وذاك لو أخطا او لم يخطا ,
هل ستعود لسالف عهدك غارقا في النميمة والغيبة والبهتان ؟؟ أم انك ستتوب وتنيب ... ؟؟؟
اسال نفسك هذه الاسئلة اليوم وليس غدا ,,, ففي الغد ستكون هناك اسئلة غيرها تنتظر اجابتك ,,
اسال الله تعالى ان تكون هذه الكلمات حجة لنا لا علينا ,, واساله ان ينفع بها الجميع ,,
العرض الشجري
