ارتفعت حصيلة القتلى في نيجيريا إثر المواجهات التي اندلعت على خلفية تنظيم مسابقة "ملكة الجمال" إلى 215 قتيل و حرق ثمانية مساجد و 22 كنيسة بالإضافة إلى إصابة نحو 500 شخص بجروح و وجود ما يقرب ال5 آلاف من دون مأوى.
و أنكر منظمو المسابقة علاقتها بالأحداث رغم قرارهم بنقل المتسابقات إلى العاصمة البريطانية لندن، في وقت أكد أحد مسؤولي مجلس تطبيق الشريعة في نيجيريا بأن لمحاولة تنظيم المسابقة الماجنة في العاصمة الفدرالية و خلال شهر رمضان المبارك علاقة مباشرة بموجة العنف التي اندلعت فجأة، كون لو لم يكن مشروع الحفل و عرض عشرات الفتيات المتبرج لما نشر المقال الذي أسيء فيه لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه و سلم في جريدة "ذيس داي".
و من جانب أعلنت السلطات النيجيرية التي فرضت نظام حظر التجوال في مدينة كادونا شمالي البلاد و التي كانت مسرحا للمواجهات بين المسلمين و المسيحيين أنها اعتقلت ضابطين في الشرطة و الجيش اتهمتهم باعتقال نحو عشرين مسلما من منازلهم و تصفيتهم جسديا و رمي جثثهم في النهر.
و الملفت أن منظمات "الدفاع" عن حقوق الإنسان الدولية التي احتجت بقوة و قادت حملة ضد الحكومة النيجيرية من أجل إلغاء أحكام الرجم التي صدرت في حق نساء نيجيريات مسلمات اتهمن بارتكاب جريمة الزنا، ثم وظفت بعض المتسابقات في الحفل الملغى لابتزاز الحكومة الفدرالية التي أذعنت في نهاية المطاف، لم تبد موقفا مماثلا دفاعا عن الأرواح التي أزهقت وسخرت لنزوة و هوى مسؤولي المسابقة و المستثمرين الذي يكسبون من ورائها أرباحا كبيرة.
و المؤكد أن المشرفين على المسابقة-الفتنة سيكونون آخر من يولي اهتماما بمواقف الشعوب المسلمة كون الحكومة النيجيرية نفسها لم تجرأ على إلغاء المسابقة إثر اندلاع المواجهات متمسكة بوهم "المكاسب الاقتصادية و السياحية". و أكد أحد مسؤولي المؤسسة التي تشرف على تنظيم المسابقة سنويا و التي يوجد مقرها في لندن ضمنيا بأن من قتلوا في المواجهات "لا يعنيهم" و أن الدافع من ترحيل المتسابقات الخوف على أمنهن و "عدم تلطيخ سمعة" المسابقة! و عليه فقد قرر التمسك بتنظيم الحفل في أي مكان و إحاطته ب"الدعاية التي يستحقها" على حد قوله!