.. تركني وحيدة في عالم القساة ..
أطلقت لعيناي العنان .. للبعد بالأفكار والأحلام .. أملتُ بعالم السلام .. بعيداً عن الحزن والآلام .. وهناك بنيتُ لي بيت جميل .. يحمل كل الأماني وأحلام السنين .. أصبحت أرتبه بكل ما أرادته نفسي .. فبالمحبة بنيته .. وبالمودة حميته .. وبكل ما تتخيله النفس من راحة جملته ..
هناك .. عشت به أحلى الأيام .. وغمرتني السعادة والآمال .. حتى أتى طائر الأحلام .. لبلاد الواقع ..
وجدته مطلوق برصاص .. والدماء تسيل من الأعماق .. فقلت له .. يا طائري ماذا حدث لك .. من الذي حاول قتلك .. فسقطت دمعته .. معلنة عن ألمه .. بادية حزنه .. ومقاماً جرحه قائلا ..
يا صاحبتي .. أتعلمين أن عالمك قد هجم .. وبدى الحرب بها .. وأعلن القتال .. وأصحابك يدافعون عن منزلك .. وها أنا جريح بين يديك ..
كلماته سقطت علي كوابل من السهام .. جرحت فؤادي المليء بالآمال .. وكسرت عالمي .. حيتها .. عزمت على شد الرحال .. ضممتُ لطائري جراحه .. وودعته .. وغادرت مكاني مسرعة .. لألاقي أصحابه .. وأرى ما فعلوا بعالمي .. فرأيت الجميع قتلوا .. والمنزل هدموه .. وما بقي شئ بعالمي لم يفعلوه ..
... هنا ...
صرخت بأعلى صوتي .. حتى الأحلام لم تدعوها تكتمل .. أ فهذه الأماني شئ يحرم .. فعالمي بعدته عنكم .. عن عالم القساة .. فلحقتموني حتى تهدموه .. فما بقي في عالمي حتى أكمله .. ورجعت لدياري ..لأرى طائري .. فوجدته قد فارقني .. وتركني وحيدة في عالم القساة ..