مساء الخير جميعاً متى ما أسدل الليل ستاره عليكم....وصباح الخير متى ما أشرقت شمس أيامكم...
وما دامت كلماتي قد تسابقت إلى ستائر ليل وشروق شمس فحتماً هي تقودنا إلى زمن نعيشه...زمن أعيشه أنا وغيري ممن يقرأ هذه السطور...زمن تكالبت عليه مواجعنا وآهاتنا...أحزاننا ودموعنا...مصائبنا وذنوبنا...همومنا وكروبنا..زمن يحكي ويقول لنا...
أن هناك وفي ركن هادي وعلى ضفاف بحر ما سكنت مدينة....مدينة تنطق بالسحر والجمال..مدينة يأتيها البعيد والقريب ليخطب ودها...ويخاطب سحرها...ويستنشق عبيرها...ويرحل مع أمواج بحرها في هدوء وسكينة...وفي شاعرية لا تستطيع رسمها إلا في تلك المدينة...
مدينة حالمة أخاذ جمالها...ترقص في الليل كعروس فرحه بعرسها...وتزمجر بالنهار بأمواج بحرها وكأنها تنادي...هل من محب ودود...؟؟....هل من عاشق يعزف بقلبه لي..؟؟...هل من مسافر يريد الارتماء بأحضان ليلي ونهاري فينسى أعباء السفر..؟؟؟
جدة....عروس البحر الأحمر هي قضيتنا يا سادة يا كرام....جدة تلك المدينة التي لا يختلف اثنان أنها مدينة تلبس ثوباً وعقال وغترة كعادة آهل السعودية لكن ما أن تسمع هذا يحكي عنها أو ترى ما رآه ذاك أو واجه ذاك من مواقف إلا ويدور في مدار العقل سؤال...هل هي فعلا مدينة سعودية..؟؟
هذه المدينة كانت في الماضي البعيد محطة للتجارة والمال...أما الآن فهيا هدف لتجارة أخرى...تجارة أبطالها لا يتحركون إلا في جنح الظلام كالخفافيش...وبضاعتها تأتي إليها من الخارج مغلفة بالطهر والنظافة وما إن تلامس أرض تلك المدينة إلا وتنتشر كما ينتشر الذباب في كل مكان تبحث عن قلب قذر وعقل مريض يضمها بين صدره فرحاً ببضاعته...وتباً لها من بضاعة...بل هيهات هيهات أن يكسب بها مبتاع
فمدينة جدة كانت ولا زالت هدف لكل مومس وبائعة هوى والسبب يعود لكون تلك البضاعه غالية الثمن...فمع أننا نجزم أنها لا ترى في سوق أو في شارع أو في حانة...لكننا ندرك تماما أنها موجودة ولا يستطيع أحد نكران ذلك لكوننا مجتمع مترابط بروابط قوية...فإذا ضعفت حلقة من حلقات ذلك الترابط ظهر لنا سبب هذا الضعف جلياً....وتجارة الهوى في مدينة جدة هي ليست تجارة ظاهره...لكن كونها خفية يجعلنا نحسب لها ألف حساب...
فتجارة الهوى في كل مدينة تعتبر تجارة رخيصة تعتمد على أساس جلب المومسات أو بائعات الهوى سموها ما شئتم وعرضها على زبون مغفل....غفل قلبه قبل عقله فسقط في مستنقع قذر...وطبعا لا يمكن أن يكون الثمن رخيصاً خاصة وأن الزبون يعلم أنه في مدينة هي واحدة ضمن عدة مدن في وطن واحد تحتكم بالإسلام الذي يحرم الزنا تحريما قاطعاً....إذن فالسعر غالي...بل باهض الثمن.
ندرك يا أعزائي أن الشفافية في طرح مثل هذه الأمور قد تفقد الكاتب احترامه من البعض أو أن مثل هذا الطرح يجعل البعض يفقد أعصابه لكونه تهجماً على مدينته على أساس أن التجارة تلك قد تكون في أي مدينة أخرى فلماذا مدينة جدة بالذات..!!
الجواب بسيط للغاية...سوف أقول لكل آهل جدة الكرام أن مدينتهم هي مدينة كل سعودي غيور على وطنه...وأن تلك المدينة هي أقرب المدن الرئيسية لأطهر بقعة على وجه الأرض...وأن تلك المدينة المتنفس البحري السياحي الوحيد في الجهة الغربية من المملكة وتضم مشاريع سياحية عملاقة...
وما دمنا في وطن واحد فلا نرضى أن يعبث بوطننا هذا تجار الفسق في أي مدينة كانت.....وما دامت تلك المدينة قريبة من أطهر بقعة على وجه الأرض فكيف نرضى أن يصبح لوطننا وجهين أحدهم مضيء والآخر مظلم...وما دامت تلك المدينة هي عملاق السياحة في الجهة الغربية من المملكة فكيف يصبح للسياحة مكاسب أو رفعة ما دام هؤلاء يصيدون السائحين من المواطنين كما يصيد الذئب نعاج الراعي...بل أن كل رب أسرة كريمة يريد أن ينفس عن أبنائه وبناته المراهقين بزيارة لتلك المدينة أو يرسل أبنائه أو بناته للدراسة في تلك المدينة إلا ويعيش بقلق عليهم...!!....لكن لماذا...؟؟...الجواب بين السطور السابقة..!
قد أكون مبالغاً بما أقول...وقد يخالفني الكثير بما كتبت...لكنه واقع يراه الكثيرون وتحدثوا عنه...
ثم ماذا يا جدة...؟؟...كيف نمحو عنك هذا الضباب الأسود الذي أتى مع العابثين بشرفك..؟؟
كيف ننتشل أبناء الوطن من أن يقعوا في أفخاخ هؤلاء الصيادين..؟؟
ما هو السبيل في قتل تلك الخفافيش الليلية وطردها عن سماء وطننا الحبيب..؟؟
كيف أستطيع أنا وغيري من شباب هذا الوطن بأن نمشى في شوارع مدينتنا دون أن نقع في المستنقع القذر لهؤلاء ؟
آه يا جدة....هل تسمعين مآذن الحرم تنادي الله أكبر والمصلين يجيبون النداء بخشوع وسكينة...بينما في أركانك المظلمة يئن قلب ويتفطر من رؤية ظلال بائعة هوى وضيعه مرت من جانبه..؟؟
آه يا عروس البحر...هل تقرئين في وجه بحار عجوز كيف كنتي وكيف أنتي الآن...؟؟
آه يا عروسي وعروس كل آهل وطني...كيف وشحوا وجهك البهي الذي ينطق بالفرح بوجه آخر لا نطيق على رؤيته..؟؟
أجيبوني يا من قرأتم هذه السطور....لماذا لا نصبح كأمواج بحر تلك المدينة فنزمجر بغضب ونمحو عن وجه الأرض كل بيوت وأوكار لصوص الليل؟
أجيبوني...فربما يأتي يوم ما فاسقاً وعلى ظهر صحائف ذلك الزمن المسكين فيعلق...لوحة على حانته الخربة..ويكتب عليها..
(اغتنم الفرصة.. فلدينا مومسات هنا)...!!!
حتماً لن أكون أنا ومعاذ الله أن أكون هو....ولكني كتبت موضوعاً أقول في عنوانه الصارخ...
(اغتنم الفرصة.. فلدينا مومسات هنا)...وما لدي إلا ما كتبت..فأبصروا ما كتبت بعقولكم وليس فقط بأعينكم وأرجو أن لا يفتنكم زمان ذلك الفاسق وتقرئون ما سوف يكتبه وحين يشاء الله يوما ما...فيسرق عقولكم وأعينكم معا..فالعنوان واحد...لكن المقاصد والنوايا مختلفة بيني وبينه.....والله المستعان
نقطة::
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا...اللهم إذا هامت علينا فتن الزمان فأقبضنا إليك غير مفتونين يارب العالمين.
انتهى
العرض الشجري
