دخلت غرفة العناية المركزة لاول مرة عندما كنت طالبا متدربا في المستشفى.
وبينما كنا امام احد الاجهزة التي تتبع لقسمنا دخل اربعة شباب لزيارة والدهم وبعد مدة بسيطة حدث امر غريب وهو ان هؤلاء الشباب خرجوا باكين فسالت الممرضة فقالت ببرود مات والدهم.
انا لم استغرب قط من حادثة الموت انما استغربت من تبلد احساس موظفي القسم.
فالممرضة اقصى مافعلته هو ان غطت وجه المتوفى.
اما الطبيب فقد كان يقرأ كتابا وعندما سمع النحيب والبكاء اكتفى برفع رأسه لحظة ليرى مالذي حدث ثم عاد يقرا كتابه من جديد.
وهكذ جميع الموظفين هناك لم يكونوا اكثر تاثرا من الطبيب والممرضة فبعضهم كان يكتب وبعضهم كان يتحدث بالهاتف ولم ارى لحادثة الوفاة تلك ادنى تأثير عليهم .
وبعد فترة وبعد ان التحقت بالعمل ايقنت مالسبب؟؟
فكثرة المساس تميت الاحساس فكم توفي امامهم من شخص ؟
وكم سمعوا من نحيب وبكاء ؟؟؟
وهذه هي طبيعة الانسان يظن ان الموت مكتوب على جميع الخلائق الا هو....
يظن ان جميع من في الارض سيفنى قبله....
فالموت اذا هو الحقيقة الوحيدة التي لاشك فيها ومع هذا يتصرف الانسان وكأنها وهم لاحقيقة.
يظنها الانسان خيال واوهام حتى اذا مامات قريب له انتبه وتذكر.
اقول هذا القول وقد اكون انا من اشدكم تقصيرا ولكنها خاطرة حدثتني بها نفسي احببت ان انقلها لكم.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا واعمل لآخرتك كانك تموت غدا .
أختكم
مطلع الشمس.........
العرض الشجري
