الذاكرة المثقوبة !!
هل شخت ؟ . سؤال بدأ مؤخرا يطرق ذهني كثيرا . لم أتجاوز الـ 25 وأشعر أني ( طبقت ) الستين . استنتجت ذلك بعدما اكتشفت تزايد الثقوب في ذاكرتي . ثقوب تكفي لدخول ضوء الشمس كاملا الى جميع انحاء الذاكرة .
كثيرا ما يقول أصدقائي " لا أذكر حتى عشائي بالأمس" . وكنت استخدم هذه العبارة بعد سماعها منهم لكي استنتج أن المشكلة ليست مشكلتي أنا فقط. وبهذا اخفف من القلق الذي يعتريني . أحد الاصدقاء يخرج ورقة بين لحظة وأخرى حسبما قال لي ويكتب فيها ما يريد , بل ويقول انه سوف يشتري جهازا بقلم ( جهاز متطور مزود بقلم تحفظ فيه اسم امك وابيك في حال نسيتهم ). صديق آخر يحدثني عن انه كتب في جواله مفكرة عن الطالب الذي يجب ان يفتش على شعره لاحقا .
من الوم في هذا ؟ . هل الوم المدنية الحديثة ايضا ؟ .. داما ما القى اللوم عليها ولا أدري لماذا احس انها هي السبب في كل مصائبنا بدءا باستعمار العراق وحتى انتشار الثقوب في ذاكرتي . هل الوم المأكولات المعلبة التي نتناولها ايضا . ام الوم اللواتي جرحنني ام صديقا تسبب في ألمي ذات يوم !! . لن ألوم نفسي أبدا . فأنا دائما على حق !!.
منذ وقت وانا احاول تعويد نفسي على طريقة لكي لا انسى لكنني دائما افشل . حتى المفكرة الصغيره التي اكتب فيها ما يجب علي فعله ( كتسليم واجبات او مواعيد اختبارات او حضور مناسبات ) انساها في غرفتي حينما اخرج . وبذلك تصبح عديمة الجدوى . ولم اعد استخدمها بعد تكرر ذلك . المصيبة في الامر ان هناك اشياء تدعو الله ليلا ونهارا لكي تنساها الا انها ( تنط ) فجأة لـ ( تحوسك ) . واحيانا تشن هجمة ( جماعية ) عليك لتفقدك توازنك وعقلانيتك . اشياء مؤلمة . تحس انها ولدت مع الذاكرة ولا يمكن محوها .
ورغم هذا أشكر الله اني انسى كثيرا . لكن الكارثة ستكون حينما تنسى كل شيء !! . لانك ببساطة حينها سـ " تخرف" .
*r