بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
أختي المسلمة…
يا مَنْ سرى الإيمان في قلبها..
يا مَنْ أحبت الله، وأحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم..
يا مَنْ أنعم الله عليك بالعفاف والطهر والعقل..
أنتِ التي ركعت لله وسجدت لله، وعبدت الله.
أنتِ المؤمنة.. أنتِ المسلمة.. أنتِ الطاهرة العفيفة.
أنتِ التي أوصى بك المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: ( استوصوا بالنساء خيراً) {البخاري}.
أنتِ من لكِ نصيب كبير في حياة الرجل أُمَّاً وأختاً وزوجةً وبنتاً.
أيتها الجوهرة المصونة.
اسمحي لي بسؤال..
هل يليق بمَنْ هذه صفاتها أن تكشف وجهها.. أن تتعطر.. أن تتلثم.. أن تلبس عباءة قصيرة أو مطرزة؟
هل يليق بمَنْ هذه صفاتها أن تلبس فستاناً ضيقاً أو تنورة مفتوحة.. بنطلوناً.. غطوه (غطاء الوجه) خفيفة شفافة تفتن الرجال؟
أو أن تكثر الكلام مع الرجال…؟
تتكلم وتضحك وتمزح مع رفيقاتها في السوق بشكل ملفت…؟!
تقضي أوقاتاً طويلة في السوق بدون حاجة أو داع…؟!
لا.. وألف لا، لا والله لا يليق بمَنْ أوصافها مثلك أن تفعل هذا.
أختي المؤمنة:
اعلمي أن الله عز وجل ينظر إليك ويراقبك في كل وقت وزمان، في السوق، وفي كل مكان.
فهل ترضي أن يراك تفعلين ما نهى عنه أو نهى عنه رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم؟
ألم يقل سبحانه: ( يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن)؟{الأحزاب:59}.
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: ( أيما امرأة استعطرت، ثم خرجت؛ فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية) {صحيح الجامع2701}.
يـــــــــــا مسلمة…
هل أيقنت أن كل ما تفعلينه صغيراً أو كبيراً مسجل عليك، إن خيراً فخير.. وإن شراً فشر؟ فالله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ( يعلم خائنة العين وما تخفي الصدور19)؟
أختــــــــــاه…
أيرضيك أن تكوني وسيلة من وسائل الشيطان؟
ألا يحزنك أن تكوني من وسائل أعداء الله والكفار…!
نعم، أما سمعت قول أحد الكفار: ( امرأة متبرجة واحدة أشد على المسلمين من ألف مدفع).
أختي الفاضلة…
هل ترضين أن تكوني سبباً في وقوع مسلم في الحرام ، وسخط الرحمن، ودخول النيران.
أختـــــــــــي…
الله عز وجل تكرَّم عليك بنعم كثيرة.. الصحة.. الشكل الحسن.. الذكاء، ونِعَمٌ أخرى كثيرة قال تعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) أفلا تخافين أن تُسْلب منك هذه النعم بسبب معصية أو ذنب.
يـــــــــا مؤمنة..
القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.
فماذا تريدين حال قبرك أن يكون؟
هل تريدين النور؟
هل تريدين السعة؟
هل تردين الراحة؟
أختـــــــــاه…
الجنة معروضة أمامك فهل تردّينها؟!!
لا تتعجبي، فهناك من يأبى ويرفض دخول الجنة!!
وحتى تصدقي ما أقول اسمعي هذا الحديث:
( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى){رواه البخاري}.
ومن معصية الرسول صلى الله عليه وسلم عدم التمسك بالحجاب الشرعي الصحيح، وحتى تتجنبي هذه المعصية، إليك شروط الحجاب الشرعي الصحيح، إليك طريقاً من طرق الجنة.
1ـ أن يستر الحجاب كل الجسم بلا استثناء ( فلا يجوز كشف الوجه ولا غيره).
2ـ أن لا يكون هو نفسه مزيناً.
3ـ أن يكون واسعاً غير شفاف ( فالغطوة – غطاء الوجه – الشفافة لا تجوز).
4ـ أن يكون واسعاً فضفاضاً غير ضيق.
5ـ ألا تكون الملابس معطرة أو مبخَّرة.
6ـ ألا يكون الحجاب مشابهاً لملابس الرجال.
همســـــــــــــــــة…
كيف يكون عاقلاً من باع الجنة بما فيها بشهوة ساعة؟
وختامــــــــاً… أختي الصادقة: تذكري قوله تعالى: ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) {آل عمران: 185}.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.