(( مدرسـة الحـياة ))

[سـ جروحي ـيد]

[c]

يخدعكـ وحين تواجهه يقول : الظروف دفعتني
يخطيء بحقكـ .. يجرح احساسكـ بكلمه بحركه
بموقف وحين يكون في زاوية عتاب يقول :
الظـروف دفعتني .. يرتكب الجريمه يداه
ملطختان بفعلته .. ويبدو في محكمة الحياه
وقد أنزل رأسه مشيراً إلى الفاعل الآخـر :

(( الظـروف ))

فما هي .. من هي هذه الظروف التي نعلق
عليها كل نواقصنا وافعالنا القبيحه ..
لدينا القناعه بأن هذه التي أسمها الظروف
لا تتحمل أكثر من ربع (25%) المسؤوليه
أما (75%) المتبقيه من المسؤوليه هي علينا
هي ارادتنا .. والـ(25%) التي أتحدث عنها
ليست الظروف الحاليه بقدر ما هي الظروف
المتربسه من الطفوله .. يعني شخص نتعرف
عليه كصديق ولا يكون عنده إلا الكلمه الناقده
الجارحه لكـ .. هكذا متخصص نقد وتحبيط
هذا الانسان ربما 25% من سلوكه يعود
لكون أمـه أو أبيـه كانوا يعاملون بذات الطريقه !!
لكنه الآن في مدرسة الحياه هو ناضج ومسؤول
عن 75% من لسانه الجارح .. وقلبه القاسي

المشكله أننا ونحن نرى أناساً كثيرين قريبين منا
أو موجودين حولنا يرتكبون أخطاء كثيره
نحاول وقد نتطوع ونبرر فعلتهمـ بـ ( الظـروف )
كان ظرفه هكذا .. وكان ظرفه كذلكـ !!
الواقع الذي أؤمن بأن الظروف لا تخلق الانسان
الظروف تكشف حقيقته .. لا تبرر لإنسان يسرق
بإن ظروفه صعبه .. هو حرامي وجاءته فرصه
ليعبر عن حرفنته لا أكثر ,,

في كل مواقع حياتنا نحن عرضه لظروف عديده
واختيارات عديده .. وعباره مثل لمـ يكن عندي
أختيار عباره غير صحيحه .. فلا يوجد ظرف
ليس فيه عدة اختيارات ولا يوجد إنسان عنده
أختيار واحد .. إلا إذا كان إنساناً آلياً مبرمجاً
على عمل شي محدد .. أو غبياً متعوداً على
القيامـ بذات الامر .. إن معظمـ المذنبين حولنا
لا يريدون أن تقر بأنهمـ أذكياء .. وفي هذه
الحاله لابد أن يقروا بأن ما فعلوه ( أخـتيار )
وليس ( ظـروف ) ,,

نحن حين نكون في موقف ونريد أن نقرر :
خيانه .. سرقه .. نميمه .. نقد ..
نجد انفسنا امامـ اختيارات عديده ..
لمـاذ يختار إنسان كلمة نقد جارحه وبإمكانه
أن يقول : مدح جيد ,,

لمــاذا أقول لإنسان ذوقكـ في الملابس سيء
أو أن أطفالكـ يتصرفون بقلة آدب أو دمكـ
ثقيل وكان بالإمكان ان اقول ذوقكـ لا بأس به ..
أطفالكـ شقاوتهمـ عاديه أو أنت مرح مثلاً ,,

لأن صاحب هذا اللسان اللاذع قرر ان يجرح
إنساناً بدلاً من إسعاده .. لـمــاذا ؟!
لأن ذلكـ يحقق له إشباعاً .. هكذا قراراتنا التي
ندين بها الظـروف في الحقيقه هي قرارت لتحقيق
إشباع ما .. الذي خــان لمـ تحده الظــروف
بل دفعته رغبة التجريب المختلف دفعته رغبة
الإحـسـاس بأنه قادر على الغــــش
رغبة الإحـسـاس بالقبول ,,

الظــروف .. إذاً عذر وهمي أخترعن الانسان
ليبرر أموراً لا يبررها المنطق ..
المسـأله حقيقه كلها تحصل داخل الرأس
هناكـ موقف .. هناكـ قرار
الموقف مسأله موجوده في الخارج .. أنت
أمامـ إنسان سعيد أنت أمامـ فلوس مغريه
أنت أمامـ آمرأه .. والقرار أبداً لا يكون
واحداً فكل موقف على الاقل عندكـ له اختياران
وعاده الاختياران متناقضان سلبي و أيجابي
فلا تتعذر بالظــروف .. ولاتقبل الاخر حين
يقول الظــروف ,,

الحقيقه أيضاً .. أن غالبيه الاخطاء والافعال
السيئه التي نرتكبها نفكر في نتائجها السلبيه
ولو للحظه .. فمثلاً لو أردت تجـــرح
إنساناً بكلمة .. عقلكـ يقول :
لو قلت هذه الكلمه ستؤلمه ..
لو قلت الكلمه الاخرى المعاكسه سـتـسـعــده ,,
وتتخذ القرار .. أنت .. أنت من يختار ,,

لا .. لا تضرب رأسكـ وتعاقبه .. فأنت
من برمجه على السيئ .. أنت تعطيه أختيارات
والطريف العقل أو المخ بطبيعته يختار الايجابيه ,,
ومعظمـ الذين يريدون عمل الخطاء يطرأ صح عليهمـ
لكنهمـ أي المختارون يريدون الاختيار السلبي السيئ !!
لأن هناكـ إشـبـاعـات شـريـره .. أنـانـيـه ..
لـمــاذا ؟! لـمــاذا لا نقف بشجاعه ونقول أنا اخترت
هذا الامر لأنه يعطيني إشـباعـاً ,,
لـمــاذا نكــون جـبـنـاء .. ونقول :
ما قدرت .. أنا خنت .. لأنه _____ ؟؟!!
أنا مقدرت .. الحاجه دفعتني لسرقه ..
الغضــب دفعني للخطـاء ...

ولكــن .. هــنـاكـ حـقـيـقـة
معظمـ أصحاب القرارت السلبيه ( جـبـنـاء )
فـقـط .. همـ أصحاب القرارات الانسانيه
هـمـ ( الـشـجـعـان ) ,,

( د/ فوزيه )
×××
سـ جروحي ـيد !!
[/c]