بسم الله الرحمن الرحيم
كثيراً ما نسمع بعض الناس يقولون:
"اكثر شيء يعجبني بفلانة انها صريحة"
و هنا السؤال.... فهل صفة الصراحة او ميزة الصراحة.. هل هي محمودة؟
اول جواب يتبادر الى اذهاننا...
انها لا بد تكون محمودة... طالما ان الناس يعجبون بها... ؟
و لكن...
انا اجد ان الانسان.. لا يجب ان يُطْلق صراحته هكذا بدون قيود..!
فأحياناً... الصراحة قد تصل الى درجة الوقاحة
و قد تجرح و تخدش
بهذا اننا لا نقول ان نذهب للناس و نقول لهم خلاف الواقع لكي لا نجرحهم..
لا.. ليس هذا المقصود من تقييد الصراحة
انما نحن ممكن نصيغ ما نريد البوح به لهم بطريقة ألبق..
و بطريقة أكثر ايجابية
*-*-*-*
ثم ان هنالك أمور.. نعم يجب كتمانها و عدم البوح بهــا
و منها الذنوب و المعاصي....!!
فلا يقوم العبد و يذهب للناس.. و يقول لهم... و الله انا اريد ان اصارحكم، فأنا انسان عاصٍ.. انا كذا و كذا... !
هذه الذنوب و المعاصي لا ينبغي ان يصارح بها الا الله وحده !
لا يبوح بها الا لله وحده دون سواه...
فالله وحده يستر عليه... و يلطف به.... و يعينه على تركها...
و نحن لسنا كالنصارى... ( و ربما غيرهم)... لسنا نذهب الى القس او الخوري.. لنبوح له بذنوبنا .. لكي يتواسط لنا بالتوبة و المغفرة .. و العياذ بالله !
لذلك يا اخوة الايمان... المجاهرة بالذنوب و المعاصي... لا يمكن ابداً ان تكون في اطار الصراحة
*-*-*-*
و من الامور التي يجب كتمانها و عدم البوح بها...
ما يتعلق بالزوجين....
مثلاً اذا كانت الزوجة فعلاً ليست جميلة.. فلا يجب ان يقول لها زوجها هكذا: انتِ قبيحة !!!
فهنا ( في مثل هذه الامور) الكذب مبـــــاح بين الزوجين
لأن هذا من شأنه ان يوفق بينهما .....
*-*-*-*
و أخيراً أعيد و اكرر..
ان الصراحة التي نعنيها في أغلب الاحيان.......الصراحة بين الاصدقاء.. و بين الناس
طبعاً ما في أحلى منها.. و الكذب ما في أبغض منه و هو ليس من صفات المؤمن...
و كذلك الغش.. فليس منا
فلنحسن ضبط صراحتنا .. لكي تكون فعلاً راحة ... و ليس وقاحة.