العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 22-08-2002, 11:34 AM   رقم المشاركة : 1
][بطه][
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية ][بطه][
 





][بطه][ غير متصل

ما وصلنا اليه ( للمسابقه )

بسم الله الرحمن الرحيم

ما وصلنا إليه
أمسكت بزمام قلمها وبدأت في الكتابة كعادتها 0 فهي كانت تجد في ورقها السلوى التي تبحث عنها ، الوعاء الذي يحتوي حزنها والمها وأيضا أفرحها فبدأت تكتب كعادتها بالشكوى إلى قلمها 0
قلمي الحبيب إني أريد أن اعتذر منك وأن آسف لحالي ولهذا الشعور بالوحدة والخواء ، لهذا الشعور الذي يلفني ويفتتني ، لأن بباطني حزن سحيق ومشاعر جياشة 0 بداخلي آلم مدفون وحسره متلو عه ، بين ضلوعي مرارة مرعبه ومكبوتة ى0
وهنا نظرة من النافذة لأنها رأت شخصاً يضع ما يشبه الكيس في صندوق النفايات ويفر سريعاً 0 فلم تهم كثيرا إلى الأمر وأكملت كتابتها ، ضميني يا صفحات كراستي واحتويني يا ورقي ، دعني اشعر بالأمان ، انفضي عني هذا الإحساس بالوحدة والشعور بالمرارة ، ابعدي عني الألم واحميني من نفسي وإشفاقي عليها 0
فتوقفت عن الكتابة لأنها سمعت ما يشبه الأنين المكبوت 0 فأخذت ترهف السمع حيداً لتستطيع تحديد مكان الصوت ولكن لا شيء في هذا الحي الصغير الهادئ ولا يوجد ما يقلق سكون الليل 0 وعادة مرة أخرى تكتب 0 ليتكَ يا كراستي كتف ابكي عليه ، وليتك يا أوراقي حضن دافئ ارتمي بين ذراعيه ، وليتك يا قلمي تكون اليد التي تعطف علي 0 فشعرت بدموع عينيها على خدها ، وبأن القلم يرتعد بين يديها لأنها وصلت إلى طريق مسدود في كتابتها فهي تعرف ان00000000000000 وهنا عاد ذلك الأنين من جديد وذلك الصوت المبحوح بالألم ،عاد ليظهر وكأن طفلاً صغيرا يئن ويحاول البكاء فقررت في هذه المرة أن تستطلع الأمر وتتأكد من مصدر الصوت ، فأخذت ترهف السمع هذه المرة جيدا ، لأنها هي على يقين أن طفلاً يبكي أو ينتحب ولكن من أين ؟
فعاد ذلك الصوت إلى الأنين مرة أخرى وبشكل ملح 0 نعم هي متأكدة انه ليس ببعيد وانه قريب منها 0 فنظرت من النافذة من جديد لتتأكد أن الصوت من خارج البناية وتأكد لها ذلك بعدما أرهفت السمع جيداً 0
وفجأة توقفت ونظراتها شاخصة ومعلقه بذلك الصندوق ، نعم من صندوق النفايات ذلك 0 فشعرت بصدمة مفاجئه ورعشه بين ضلوعها وأخذت تسأل نفسها هل ما تفكر به الآن صحيحاً 0
هل من المعقول إن ذلك الرجل أراد أن يتخلص من ذلك الطفل ؟ هل يعقل أن تكون هنالك قسوة إلى تلك الدرجة هل وصلنا من المكان والزمان لكي تتحجر قلوبنا إلى هذه الدرجة ؟ هل مات فينا هذا الإحساس بالشعور بالحس ؟ أي طفل مسكين ذلك الذي في صندوق النفايات ، وهنا توقفت بتفكيرها وقررت أن تستوضح الأمر بنفسها 0
فخرجت من منزلها بخطوات حثيثة والخوف يلفها والحزن يمزق قلبها ، وعندما وصلت خارج المبنى ووجدت نفسها وحيده في عتمة الليل لامت نفسها على طيشها وقررت العودة ،لأنه لا يوجد حكمه في تصرفها هذا وبعد ما أقنعت نفسها بذلك همت بالعودة ولكن ذلك الصوت الحزين والمؤن عاد من جديد ليجعلها تعدل عن قرارها ، فقالت في نفسها لو انه وجد طفل في ذلك الصندوق فإن الآمر لا يخصها ولا يعنيها وعادت من جديد توبخ نفسها أين الرحمة التي في قلبي أين الشفقة التي كنتِ تلومين الأشخاص لافتقادهم إياها 0تقدمت بخطوات واثقة نحو صندوق النفايات ، فنظرت بداخله وأمعنت النظر فوجدت ذلك الكيس الذي رماه الرجل وبداخله شيء يتحرك 0 وبسرعة وضعت يدها على فمها تمنع نفسها من الصراخ وبأت تبكي دون معرفة منها 0 نعم فقد كان صحيحا ما تخيلته أن في هذا الكيس طفل رضيع طفل مقيد اليدين والفم ، طفل يئن ربما جوعا وربما خوفاً وربما آلما 0 فعادت إلى التفكير أي قلوب ميته تلك التي ألقت به في هذا المكان وأي أم قاسيه هذه التي تفرط بطفلها بهذه الطريقة 0 أو ربما هي تريد أن تتخلص منه بأية طريقه 0 يالي هؤلاء الأشخاص ويالي جبنهم0هل صحيح انه لم يعد هنالك أم ترحم طفلها وتحنو عليه ، فيالا الجبروت الذي تمتلكه أمه 0 أي ألم وأي مرارة تشعر بها هي الآن تفوق تلك التي تبثها في ورقها 0
فأدخلت يدها لتحل ذلك الكيس وتخرج ذلك الطفل البريء وعاد إليها ذلك الشعور بالإحباط والخواء وأصبحت الدنيا فارغة أمامها ومجوفة في عينيها 0 فماذا ينتظرنا بعد ذلك ؟ ماذا بعد أن تتخلى الأم عن طفلها ماذا نفقد أيضا بعد تلك المشاعر الجياشة والروابط الحميمة التي تربطنا ببعضنا ، فإذا نزعت الرحمة من قلوبنا ماذا يتبقى لنا 0
وبيده الحانية أخرجت الكيس وراحت تفك وثاقه وكأن الطفل شعر بيديها وهي تخرجه من الهلاك الذي كان فيه فراح يئن ويتحرك مما جعل الأمر صعباً في فك الوثاق 0 ومرة أخرى رجع إليها هذا الخوف والذي يخبرها بان الأمر لا يعنيها ماذا لو شاهدها شخص ما ؟ وبعفوية راحت تتلفت لتتأكد بأن لا أحد يرها 0 فحثت نفسها بأن تسرع وتنتهي من هذه المهمة 0 ففتحت الكيس وهالها ما رأت بل وصعقت حتى أن صرخة خرجت من شفتيها رغماً عنها وان جسدها أصبح يرتعش خوفاً ، فأصبحت تبكي من ردة الفعل التي آلمت بها 0
فقد كان في ذلك الكيس قطه صغيره بعين واحده وعندما رأت الضوء قفزة في اتجاه الفتاة فجعلها تفزع وتبكي من شدة 0



بقلم : بطه







التوقيع :
[FLASH=http://aseer.jeeran.com/____.swf]WIDTH=300 HEIGHT=340[/FLASH]

تزود للذي لا بد منه 0000 فإن الموت ميقات العبادي
أترضى ان تكون رفيق قومٍ 0000 لهم زادٌ وانت بغير زادِ

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:14 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية