بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يقول المولى عز وجل فى سورة المائدة الآية 64
وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ .
وسأحاول بإذن الله تعالى فى هذا الموضوع او البحث ان أثبت أن هذا العدوان الوشيك على العراق هو فى الواقع من تدبير اليهود وعليه فإن هذه الآية الكريمة تنطبق عليه تماما.
والجزء الذى يهمنا الآن من هذه الآية الكريمة هو قوله تعالى
كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ
ومن الواضح أن الآية الكريمة تتحدث عن اليهود
وعليه فبإمكاننا صياغة هذا القانون السماوى كما يلى :
كلما أوقد اليهود نارا للحرب أطفأها الله
فكلمة "كلما" وردت فى القرآن الكريم خمس عشرة مرة
ثمانية منها تتعلق بالدنيا
وسبعة أخريات يتعلقن بالآخرة
وإليكم مثالين لورود هذه الكلمة
كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً
آل عمران 37
كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ
النساء 56
وهى ظرف او أداة شرط مطلق بمعنى فى كل مرة
ولغويا هذه الكلمة تدخل على الفعل الماضى فقط
وعندما نتدبر فى صيغتها واستخداماتها فى القرآن الكريم نجدها قوية جدا .
فكلما تحقق الشرط حدث الجواب
وإستخدامها هنا فى هذه الآية لم يقتصرعلى مكان ثابت ولا زمن محدد ولا فئة معينة
وكلمة أوقدوا الضمير فيها بالطبع يعود على اليهود وهى إستعارة فليس المقصود إشعال لهب النار وإنما بدء الحرب
وهناك لطيفة جديرة بالتدبر هنا وهى ورود حرف اللام قبل كلمة الحرب
فالمولى عز وجل لم يقل نار الحرب وإنما قال "نارا للحرب" ويفهم منها أنهم هم ليسوا طرفا فيها وإنما هم يبدأوها
وهناك حكمة بالغة فى أن الله تعالى يترك اليهود ليوقدوا نار الحرب ليطفأها فيما بعد فتثبت عليهم جريمة إشعال نار الحرب .
وخير مثال على ذلك ما حدث لسيدنا إبراهيم عليه السلام إذ اذن الله للكافرين أن يوقدوا النار ليرموا فيها خليله ابراهيم عليه السلام لتثبت ضدهم الجريمة وليأمر المولى عز وجل النار فيما بعد أن تكون بردا وسلاما على إبراهيم
حدث ذلك منذ آلاف السنين فى أرض العراق.
الارض التى نحن بصدد الحديث عنها
والسؤال الآن هو هل تنطبق هذه الآية الكريمة على ما يحدث الآن فى العراق ؟
او بتوضيح أكثر هل هم اليهود الذين يحاولون إيقاد نار هذه الحرب ؟
لا يشك عاقل ومنصف فى أن الحرب الوشيكة الوقوع على العراق لا أساس أخلاقى لها ودوافعها غير معقولة وأهدافها لا تبرر وقوعها
وقبل أن نثبت أن اليهود فى الواقع هم من يقف وراء إشعال هذه الحرب ، أنبه أن إستخدام كلمة حرب هنا غير صحيح ولكنى استخدمها لشيوع إستخدامها والصحيح هو كلمة عدوان لان الحرب تقع بإرادة طرفين، وسنسميها حربا عدوانية.
والمتتبع للاحداث يعرف أنه فى العاصمة الامريكية واشنطن توجد مجموعة تسمى عصابة واشنطن او washington cabal وهى تتألف من عدة أشخاص معظمهم يهود
وهم ريتشارد بيرل الذى يعمل الآن مساعد بوزارة الحرب الامريكية chairman of the Pentagon's Defense Policy Board وهو صهيونى قح وكان يعمل كمستشار ل "نتنياهو"
والثانى هو بول وولفويتز ويشغل مساعد وزير الدفاع الامريكي
والآخر هو دوقلاس فيث
و ايليوت ابرامس
والمؤسسات التى تساندهم او يتبعونها هى
Jewish Institute for National Security Affairs (JINSA)
Center for Security Policy (CSP)
بالاضافة الى هؤلاء فمعهم نائب الرئيس الامريكى الحالى دك تشينى
ولقد عمل الجميع فى مشروع تهيئة أمريكا للقرن القادم
Project for the New American Century او PNAC
ولقد حاولوا فى عام 1997 إقناع بل كلينتون الرئيس الامريكى آنذاك بغزو العراق ولكنه رفض إقتراحهم
وحاولوا مرة أخرى مع أعضاء فى الكونجرس
وأخيرا نجحوا فى إقناع بوش بتنفيذ مخططهم.
والحديث عنهم يطول ولكنهم هم الذين يصنعون القرار فى واشنطن الآن
وهم الذين يوقدون النار لهذه الحرب
فهذه الآية الكريمة تنطبق على الوضع الحالى
وما نفهمه من هذه الآية هو أن نار الحرب ستبدأ بالتوقد لتثبت الحجة ضد هؤلاء اليهود من بنى اسرائيل وغيرهم من اليهود من غير بنى اسرائيل
ولكن الله تعالى سيطفؤها
أما كيف سيحدث ذلك فالاحتمالات كثيرة جدا
وأسأل الله فى هذا اليوم المبارك أن ينصر الاسلام والمسلمين وأن يجعلنى وأياكم ممن يعتقهم ويفرج عليهم إنه نعم المولى ونعم النصير
وفقنا الله جميعا الى فهم كتابه والتدبر فى آياته والامتثال لاوامره وإجتناب نواهيه
والصلاة والسلام عليك يا سيدى يا رسول الله
وعلى آلك وصحبك ومن والاك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته