كتبه حسين بن محمود
الكل يسأل: أين أسامة !! الكل أمسى وأصبح يسأل عن أسامة !! يا ترى أين أسامة !! أشعل الدنيا لهيباً وتلاشى في الهواء أسامة !! ليس له في الأرض علامة !! العدو استدار ودار وطاشت سهامه !!
أين أسامة !!
أرعب الدنيا وزمجر .. زئيرٌ في الورى "الله أكبر" .. فزعت قلوب وطارت مُهجٌ في سماء الرعب تُعفَّر !! نار ودمار ولهيبٌ وكلامٌ تفجّر .. قلوبٌ بالدماء تقطّر .. غبارٌ صار أسمر .. طائرات من السماء تحدَّر .. ناطحات للسحاب تُدمّر .. وجه الكفر صار أصفر ..
الكل من فرط الجهالة صار ينبح !! الكل من فرط الجهالة صار للجلمود ينطح !! قطط باتت تلاحق ظل كلبٍ بالدماء تلطّخ !! الكلب يعوي ، والكل ينبح:
أين أسامة !!
في هدوء وسكينة ووقار .. رجع الليث إلى عرينه .. باسم الثغر نافظاً عن كتفيه الغبار .. ترك السهل وبات في ظلمة غار .. مطمئن النفس ، رابط الجأش .. ساكن الحس يرقب فجر النهار ..
الليث في عرينه .. والذئاب تعوي في كل ميدان وغاب .. الليث في عرينه .. وابن آوى حوله جمع الذئاب .. خرج الكلب لما ظن أن الليث عن الساحة غاب .. خرجت الكلاب ..
قطرات الثلج دموع من سفوح الجبال .. زهرة تتوسّد بيض هاتيك التلال .. وخِمار السماء يبعث القطن عمائم لرؤوس الرجال !! كهوفٌ في صخورٍ في باطن الأرض في قعر صوّانٍ في خيال !!
القِدْر يغلي وفي القدر من الشاي أخضر .. القدر يغلي وسباع الكهف تحيط بالقِدر المُعفّر .. القدر يغلي ورجالٌ من حول القدر سُمّر .. القدر يغلي ويغلي مع القدر صبر كُفرٍ مدمّر ..
أين أنت يا أسامة !!
الكل يسأل عن مكانك يا أسامة !! الكلب يركض خلف ذيله .. والفأر خلف القط خلف الكلب خلف ظلّه !! الكل خلف الكل يدور .. الكل يبحث عن ليثٍ هصور .. وأُسامة .. ليس منا من يعرف أين أسامة !!
أين أسامة !!؟
العرض العادي
