في بعض الأحيان ، نحن نفرط في أشياءنا الجميلة ، إما بالإهمال ، وإما بالقسوة والتشدد وإما بالمبالغة في الإهتمام ، فالإهمال يؤدي إلى الشعور بالإحباط ، والقسوة تقود إلى الضيق والتبرم والهرب ، أما المبالغة في الإهتمام ، فإنها تنتهي بالإنسان إلى الملل ، وربما تؤدي إلى الشعور بالتعالي والتحول من حالة التهالكـ إلى التمنع وممارسة الغطرسة إلى درجة الإذلال في بعض الأحيان ؛؛؛
وكما ترى فإن الإهمال على سوءِه ، والقسوة على فظاظتها وبشاعتها قد لا يؤديان إلى نفس النتائج الّتي يؤدي إليها التصرف بشكل يدعو للملل ، أو العجرفة ، ذلك أن كثيراً من حالات الإبتزاز تارةً لمشاعرنا ، وطوراً لكرامتنا ، وأحياناً أخرى لجيوبنا ، تظهر إذا نحن أعطينا الإنسان الآخر أكثر مما يستحق ، من الحب والإحترام ، أو من الإخلاص ، ولذلكـ فالإندفاع أو على الأصح الإرتماء في أحضان الشيطان يقود إلى الندم ويؤدي إلى الكثير من المآسي ، وفي نفس الوقت يدمّر إرادتنا ويقضي على شخصيتنا ، والسبب في كل هذا هو " أننا لم نحسن إختيار من نمنحه أصدق الوفـاء ، وأخلص المشاعر ، وأننا لم نحسب ألف حسابٍ و حساب لإندفاعتنا العاطفية والإنسانية (النقيّة) " ؛؛؛
بل وكنّا نعتقد ونحن نقدم لهم مشاعرنا ؛؛ أحاسيسنا ؛؛ أخلاصنا ؛؛ وفاءنا ، أننا نمتلكهم ونفوز بمودتهم ونحصل على ما يقابلها من مشاعر وأحاسيس و أخلاص ووفــاء ، وعندما نتوقف قليلاً ونتفحص أسباب تجافيهم عنّا فإننا لا نجد غير سبب واحد هـــــو :
أننا أهــدرنا مشاعرنا وفرّطنـا في أحاسيسنا ، وأفضنـا في أخلاصنا , واستحققنا في الإهمال وقطفنا ثمرة التهالكـ غير المحســــــــوب ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
فاصـــــــــلة أخيـــــــــرة :
الأرض الجــــدبـاء ؛؛؛ لا ينفع فيها المطــــــــر ولو أغــــــــرقهـــا ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
منقوووووووووووول