حتَّى لو قُدِّر لك أن تكون ذو ( نفسِيَّة ) حِلوَة ألاّ أنكَ ستجد هناكَ
من يُفسِد عليك هذهِ ( النََّفسِيَّة ) .. وقد يكُون ذلك من خِلال العَمَل
حِينَمَا تقُوم به على أكمَل وَجه ..
وتلتَزِم بدَوَامك وكُل ما اُنِيطَ بِكَ من مَهَام .. وتَجِد التَّرقِيَات وَالتَّصفِيق
يذهَب لِغَيرُك مِمَن هُم أقَل عَطَاءاً منكَ .. مِمَن هُم أقَلُّ إنتَاجِيَّة عَنك
وقَد تُفسَد ( نَفسِيتُكَ ) حِينَمَا تَعُود من عملُكَ خاوي البَطن ( جَائِع )
صَعب المِرَاس ( معصُّب ) وخار لِقِوَاك ( مُتعَب ) ..
تَدلُف إلَى منزلك .. تَبحَث عن ( زِيجَتُكَ ) تُرِيدُهَا تَمسَح عليك بِرِفق
لِتُنسِيكَ ألَم العمَل .. تُرِيدُ مِنهَا كَلِمَة حِلوَة تُعِيد البَسمَة لِشفَتَيك ..
تُرِيد !!
وَبِكُل صِدْق ذَلك الحَضن الدَّافِيء لِتَرتَمِي فِيهِ وَتِلك اليَدَين النَّاعِمَتَين
لِتبِطق عَلَيك فَإذَا بِهَا نَائِمَة تَغطُّ فِي سَبَات عَمِيق ..
وقَد تُفسَد ( نَفسِيتُك ) .. حِينَمَا تَذهَب إلَى الشَّاطِيء قُبَالَة البَحر ..
لِتَستِنشِق عَبِير الحَيَاة لِتَتَأمَّل مَشَاكلك الخَاصَّة لِتُعِيد حِسَابَاتُكَ الدَّقِيقَة
لِتَفعَل كُل ذَلكَ وَأكثَر فَإذَا بك تَرَى بَقَايَا الأطعِمَة ..
ومخلَّفَات العَوَائِل وَالحَضَارَة مُرمَاه فِي كُل الإتِّجَاهَات مِمَا يجعلُكَ
تتخيَّل بأنَّكَ فِي وَسَط ( مَحرِقَة ) للقُمَامَة ..
ولَيسَ بِمُحَاذَاة شَاطِي بَحرِي نَظِيف يُمَثِّل إشرَاقَة الوَطَن وَإطلالَته البَهِيَّة
نعم قَد ( تُفسَد ( نَفسِيتُكَ ) حِينَمَا تَذهَب إلى إحدَى الوزَارَات الحكُومِيَّة ..
بُغيَة تَجدِيد رِخصَة قِيَادَة .. أو بِطَاقَة شَخصِيَّة .. أو إظَافَة مولُود جَدِيد
أبصِر النُّور للتَو وَلَم تُشبِع بعَد من تَقبِيله ..
فَإذَا بالموظَّف الَّذِي أمَامك يَعبِسُ بِوَجهَه وكَأنَّكَ تُرِيد مِنْه شَيء من جَيبه
أومُسَاعَدَة ( مَاديَّة ) من حلاله الخَاص !!
بَل الأكثَر من ذلك .. أنك قَد تجده يتَحَدَّث بِهَاتفِه الخِلوِي لأوقَات طَوِيلَة
ضَارِباً بك وَبِمَشَاعرك عَرض الحَائِط .. أو وَهَذَا يَحصُل أحيَانَاً ..
أنَّكَ تَجده يَحتَسِي قَهوَته المفَضَّلَة وَيَنفُث دُخَّان سِيقَارَته وَيَتَبَادَل الحَدِيث
مَعَ زمِيل آخَر وَأنتَ اشبَه بِالحَائِط الأصَم .. الَّذِي لارُوح فِيْهِ وَلاحِرَاك
بَل وَقَد تُفسَد ( نَفسِيتُكَ ) أحياناً وَأحيَانَاً كَثِيرَة حِينَمَا تَسِيرُ فِي الطّرُقَات
فَتَجد بَعضاً من المُرَاهقِين يَرفعُون أصوَات الأغَانِ بأعلَى مِمَا يَجِب ..
وكَأنّه كُتِبَ عَلَيك ضرُورَة الإستِمَاع لِمَا لاتَحُب سِمَاعه أو تُتَوَّق إلَيهِ ..
فِي مَنظَر يَدعُوكَ للشَّفَقَة عَلَى حَالهُم وَعَلَى مَاوَصَلُوا إلَيهِ من فُسْق!!
إنَّنَا وَالحَقُ يُقَال فِي زَمَن كَثُرَة فِيهِ الإرهَاصَات أخِي ( أسِير الصَّمت )
يَاتُرَى هَل نَبلَع آهَاتُنَا وَنَصمُت ..
ام نُجَيِّش كُل الطَّاقَات الممكِنَة للحَيلُولَة فِي إجتِثَاث كُل مايُفسِد علَينَا
( نَفسِيَّاتُنَا ) ومَهمَا كَلَّف الثَّمَن وكَانَت ردُود الفِعْل من قِبَل الآخرِين؟
/
/
المَحبِرَة اللامُنْتَهْيَة
لأنك أنت العيد..
في عيني..
بكل ما فيه من فرحة..
مهما ما مضى منه..
وأنت المناسبات الحلوة..
في نظري..
أنت ( النَّفْسِيَّات ) السَّعِيدَة ..
بكل ما فيها من مفاجآت سارة..
مهما طال انتظاري لها..
نعم هكذا هي ( النَّفْسِيَّات ) كما أجِدهَا !!
لابد أن تكون مشاعر لطيفة..
احاسيس صادقة..
لابد أن تكون لهدف سام..
ومع إنسان راق مثلك ..
وأين يمكن أن يكون كل ذلك..
سوى فيك أنت؟
أيها الود والأمل..
أيها الإنتظار الذي لا يُمل؟
أين هاه؟
.