العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام التقنيه والتصاميم والجرافيكس]:::::+ > منتدى التجارب
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-02-2009, 03:12 AM   رقم المشاركة : 21
أريستاراخ
( ود نشِـط )
 






أريستاراخ غير متصل






هاتفني أحد الأصدقاء على الهاتف الثابت يشكو من تجاهلي لاتصالاته على الهاتف الجوال ، فحاولت تطهير الأجواء لإرضائه ، وجئته من باب ( المرجلة ) و ( حبّ الخشوم ) و ( الطلايب ) فتحول إلى جرو وسخ صغير كُسرت إحدى رجليه ! ، وعندما أغلقتُ سمّاعة الهاتف الثابت وجدتُ أنَّ كفي قد تركت أثراً عليها ، وقد علق الغُبار في راحة يدي ، تبادر إلى ذهني تساؤل سريع وبديهي : ( كمّ مر من الوقت على آخر مرة استخدمتُ فيها الهاتف الثابت !!؟ ) .

جلستُ أُحصي الأرقام الهاتفية المُضافة في قائمة الحفظ بجهاز الجوال ، فوجدتها 4 أرقام ثابتة فقط ! ، واحد للبنك وآخر للعمل وثالث يقبع تحت اسم ( Unnamed ) لا أدري لمن ولا أعرف متى حفظته ! ، والرابع هو رقم لهاتف ثابت في المنطقة الشماليّة ، عجوز كانت تتصل منه كل شهر تقريباً في فترات الصباح وتسألني عن شخص اسمه محمد ، فأقول لها بأن صاحب هذا الرقم ليس محمد ! ، وفي آخر الأيام ومع كثرة إلحاحها صرت أقول بأن محمد ذهب لقضاء غرض له وترك هاتفه عندي ، لعلي بذلك أزرع في قلبها بذرة من الأمل أسقيها كل شهر ، العجوز تتصل بي منذ 4 سنوات وبشكل منتظم حتّى الآن .
في الحقيقة أنا أعرف هذا المحمد الذي تسأل عنه العجوز ، نعم هو صاحب الرقم سابقاً ؛ أخينا في الله سافر إلى الخارج – كما روى لي – فترة ليست بالقصيرة ، حتى تراكمت الفواتير التي تسببت بدورها في قطع الخدمة عنه ، وأُسقط الرقم عمداً فأخذته بطريقة ملتوية قبل أن يصل إليه أحدهم قبلي ؛ لا أخفيكم بأني واجهت أعسر أيَّامي التكنولوجية في الأشهر الثلاث الأولى لاستخدامي الرقم ! ، فمحمد كما يبدو لم يترك عذراء ولا ثيّب ولا مُطلقة ولا عانس ولا أرملة إلا وأعطاها رقمه ، حتى شَمل ذلك فتيات من المغرب العربي وبلاد اللحم الأبيض المتوسط ، فصار الجوال هماً مؤرقاً أحمله في جيبي مضطراً ؛ وفي الوقت الذي كنت أفكر فيه بإلغاء الرقم والبصق في وجه شركة الاتصالات وقريبي معها جاءتني رسالة مفادها :
( السلام عليكم أنا صاحب الرقم سابقا ، اسمي محمد الـ**** ، ياليت أي واحد يتصل فيك يبغاني تعطيه رقمي هذا ، خصوصاً منال ) !! .

لم أكن أدري بأن هناك بشر بهذا المقدار من عدم اللباقة وضعف العقل وقلة الأدب وبذاءة المنطق وسوء التربية ، حقيقة هذا الشخص كان ( ما فيه دم ) بكل ما تعنيه الكلمة طبياً ومجازاً ؛ وقتها نزلت علي كل أساليب التعذيب والتشويه والحسد والبغض والكراهية والإفساد والتفرقة ، فجعلت أُعطي كل متصل يريده رقماً من تأليفي ، وفي غمرة هذا الشعور كنت أترقب هذه المنال ترقب الموظف لراتبه في ليلة 24 ؛ اتصلت طيّبة الذكر منال فدار بيني وبينها هذا الحوار الذي أذكر فيه حتى عدد الأنفاس التي وردت :


أنا : نعم ( بحزم وسخرية في آنٍ واحد ) .

منال : السلام عليكم .

أنا : وعليكم مثله وأحسن منه .

منال : شكلي غلطانة ..

أنا : ( قاطعتها ) .. لحظة ، تبغين محمد ؟

منال : محمد من ؟

أنا : تختبريني يعني ؛ محمد الـ**** ، صح ؟

منال : أيه ، وينه لو سمحت ؟

أنا : ممكن تسمحين لي بالقليل من وقتك ، الموضوع جدّي وضروري !

منال : محمد فيه شيء !

أنا : محمد ، لا ! محمد بخير وصحة والحمد لله .

منال : رجع من السفر ؟

أنا : صحيح ، وأنا شخص لا أعرف من محمد سوى اسمه ، ورقمه الذي أصبح معي .

منال : طيّب ، تعرف رقمه الجديد ؟

أنا : أعرفه ، وسأعطيك إياه لكن بشرط .

منال : ..

أنا : أن تسمعي كلامي كاملاً وبلا مقاطعة أو مجابهة أو تمثيل أو تكذيب ؛ وألا تقولي في آخر المكالمة بأن هذا الشخص مجنون ، اتفقنا ؟

منال : أوكي ( وهي تمضغ العلكة ) .

أنا : قبل كل شيء ! ، أرمي العلكة من باب الاحترام والأدب .

منال : مالك دخل ، فمي وأنا حُرة فيه .

أنا : إذن ، يبدو أن محمد قد اختارك بعناية ، فأنتِ لا تفرقين عنه كثيراً ؛ عموماً ما صار شيء ، في أمان الله .

منال : خلاص رميتها والله ، محمد فيه شيء أكيد ، صح ؟

أنا : جسدياً أظنه أكثر صحة من بغل هولندي ، ونفسياً فهو بالتأكيد أفضل حالاً منك ومني ؛ الأمر يتعلق بما يُخفي محمد .

منال : ..

أنا : محمد يا آنسة يعرف مدينة من النساء ، يهتمُّ لأمرهن بلا تفضيل ، ويتلمظ لأجل أن يرى رقم إحداهن يبرق على شاشة جواله ؛ محمد يا آنسة يحبهن بالتساوي ، وبنفس المقدار ، أنا أعرف ذلك بسبب الاتصالات التي وردتني في الفترة الماضية ( وهنا أعطيتها القصة كاملة ) .

منال ( مندهشة ) : أنت من أنت ، وش الكلام اللي قاعد تقوله .. !!

أنا : أنا لا تعرفيني ولا أعرفك ، ولا أريد ذلك صدقاً ؛ لكن محمد خصّك في رسالة منه لي ..

منال ( مقاطعة ) : أنت ، هيه ! ، محمد هذا خطيبي .

منال : يا أخي ، أرجوك ! ، أنا بنت ناس ومحترمة ولا أطلع كوفيات ولا أواعد ولا عندي أصدقاء من الذكور ، لكن ولأكون صادقة معك أنا عرفت هذا المحمد على شاطئ العُراة في إسبانيا !! ، وقد كانت والعياذ بالله وكزة شيطان لمدة شهرين ! .

أنا : عجيبة أنتِ ؟ ، ومن قال بأن وكز الشيطان يستمر لتلك المدة ، أعتقد بأن الشيطان كان يعمل ( كامبينج ) فوقك ! ؛ لا يهم أمرك يا آنسة ! ، المهم أمر هذا المحمد .

منال ( منفعلة ) : وربي خرعتني ، هلكتني ! ، أخلص علي وقول !! .

أنا : هذا كل شيء ، أتمنى أن تخلعي خطبتك وتكركبي الدنيا فوق رأسه ، ولو أردتِ لأعطيتك بعض أرقام صديقاته اليافعات ، وعلى فكرة ترى أصواتهن أجمل من صوتك بمراحل كبيرة .

منال : أنت يا أخ ، أنت تعرف أنك كذا تخرب بيتي ، أنت متأكد من كلامك ؟

أنا : لا تبالغين ، أي بيت يا هوه ، لسى يمكن عندكم بس غرفة نوم فستقيّة ، يمديك تلحقين عمرك وتواجهين الفاسق ابن الفاسق بحقيقته .

منال : أنا لازم أتأكد ..

أنا : أكيد لازم ، تفضلي هذي كم رقم باقية في سجل المكالمات عندي ..( أعطيتها 9 أرقام ) ، تأكدي وتصرفي بحكمة .

منال : مشكور ، وما قصرت ؛ بس حرام عليك لو كان كلامك كذب !

أنا : كذب ! ، أعوذ بالله ! بالعكس كلامي صدق ، عموماً هذا أقل ما أقدمه ، وحبذا لو تعرفين مكان محمد هذا تعلميني لأني محتاج أعطيه رقمه يد بيد و وجه بوجه .




وأغلقت الخط وأنا أتصور ردّة فعل هذا الدجاجة محمد ، كيف سيكون موقفه أمام خطيبته وذويه والناس أجمعين ، بل حتّى صديقاته التسع كيف ستكون ردة فعلهن ؟ ، اعتقدتُ أول الأمر أن فعلتي شنعاء وقذرة وتندرج تحت أهداف الموساد ، لكن بعد لحظات فقط تمنيّت لو أني ( بهرتْ ) الأمر أكثر ، وزدت من عندي ! ، لكن كان ما كان .

تختلف ردة الفعل من كائن لآخر ، فالبعض يرى أنَّ استرداد حقه هو عملية سرقة ! ، والعكس هو الصحيح ، فلو أُخذ حقك يجب أن تتحول إلى أسد وتتشبث بفريستك وترمي بثقلك على الأرض لأجل أن توقعها ، تبطحها وتمرغ لحمها بالتراب ، استرداد الحق لا يكون بالضرب والشدة كما يظن البعض ، ربما يكون بالهدوء والتريث والترتيب والمكيدة ، والنوع الثاني أكثر لذة لصاحب الحق وأثره أكبر في نفس الطرف الآخر .

لم أكن أعلم أن هناك شرائح سوا توزع في أوقات الحج وتعمل لمدة 3 أشهر فقط وبعدها تُقطع ، وتستطيع بالواسطة أن تجعلها تستمر أبد الآبدين ، ولم أكن أعلم بأن العمل يوزع هواتف برافو ، أنيقة وتعمل على توفير نقودك بشكل مفجع ! ، وبأن هناك نقاطاً تُسمى قِطاف ، تقطف ثمارها كلما قطِفت من رصيدك ، آخر ما أذكره أن لدي 1800 نقطة تقريباً قضيتُ 5 ساعات في محاولة مني لأجل أن استفيد منها ولم أفلح فحاولت أن أحولها لرقم آخر لا أعرفه فضبطت وذهبت النقاط نقطة نقطة ! ، يجرني الحديث إلى القول بأننا نحن الشعب السعودي أقل الناس انتفاعاً من الأشياء المجانيّة ! ، فلا أذكر سعودياً قد كتب اسمه في كوبون بيتزا هَتْ لأجل الفوز بسيّارة دودج ، أو شارك في الجريدة التي تصله يومياً مجاناً لأجل جوائزها الضخمة ، ومنذ أيّام كأس العالم 94 وعلب الكوكاكولا التي وضعت عليها أسماء اللاعبين المشاركين في تلك الكأس كنّا نرميها بعد فراغنا من شربها ! ، وأنا قبل شهر تقريباً وجدتُ سودانياً يحفظ العشرات من تلك العلب لأجل الذكرى ! وبعد أن قدمها لشركة كوكاكولا كافأته بـ1000 دولار لكل علبة !! ، لا تحاول عزيزي القارئ بعد هذا أن تحتفظ بعلب راني أو أكياس لبن شنانة ! ، ليس لشيء إلا لأنك سعودي ! ، ألم تشاهدوا يوماً سباقات الفروسيّة يوم الجمعة ؟ ، كل من يفوز بالسيّارات هم من حَملة الجنسيّة السودانية ! ، وإن ابتسم الحظ ذلك اليوم ، وفتح ذراعية لنا ، فزنا بوجبة مجانيّة من ماكدونالدز ! .

أعرف أن لا علاقة بين مقدمة الموضوع ومؤخرته ! .







التوقيع :
نسبة الدم في الكحول 2%

قديم 19-02-2009, 03:22 AM   رقم المشاركة : 22
أريستاراخ
( ود نشِـط )
 






أريستاراخ غير متصل




سأورد لك مارٍ هناّ نصيب من ميراث اللغه.


طبتم لا مايرام







التوقيع :
نسبة الدم في الكحول 2%

قديم 19-02-2009, 09:26 AM   رقم المشاركة : 23
اخر المشوار
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية اخر المشوار
 






اخر المشوار غير متصل


لا تعليق
>>>> انلحس
حسبي الله عليك
شتت مخي ما ادري ويش احكم عليك
هههههههههههههههههه
بس باين عليك ملسن
خخخخخخخخخخخخخخ
كمل فالك اللي بتوقيعك








التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 19-02-2009, 03:01 PM   رقم المشاركة : 24
انا الحلوه
Band
 
الصورة الرمزية انا الحلوه
 






انا الحلوه غير متصل

يعطيك العافيه







قديم 20-02-2009, 03:25 AM   رقم المشاركة : 25
أريستاراخ
( ود نشِـط )
 






أريستاراخ غير متصل

قليل جدا أنا هذه اللحظه







التوقيع :
نسبة الدم في الكحول 2%

قديم 20-02-2009, 03:55 AM   رقم المشاركة : 26
أريستاراخ
( ود نشِـط )
 






أريستاراخ غير متصل



هذا الصرح لا يقبل مثل هذا الطرح , الامر بحاجه لتدخل سلطه لدحرجة الموضوع للمملكه الخاصه

شكرا كثيره







التوقيع :
نسبة الدم في الكحول 2%

قديم 21-02-2009, 01:52 AM   رقم المشاركة : 27
أريستاراخ
( ود نشِـط )
 






أريستاراخ غير متصل



في الحقيقة كُنت – ولا زلتُ – أتربع على رأس هرم الغلابى ، ولكنني لم أعي ذلك إلا متأخراً ، خصوصاً عندما أدركتُ أنَّ الرطل يساوي نفس سعر الكيلو بالرغم من أن الرطل يساوي 2,5 كيلو تقريباً ، فلعنة الله على المكيال وعلى العثيم ! ؛ أريد أن أطمس بعض سنوات العُمر ، خصوصاً تلك الفترة التي كان عمري فيها ما بين – 8 سنوات إلى 18 سنة - ، أريد أن أُقطِّع نفسي إرباً إربا نظير أفعالي وقتها ، بالتأكيد سأحتاج إلى خرّيج إدارة أعمال ليحسب لي عدد – الطراقات*- التي تلقيتها في تلك الفترة من العمر ، بالرغم من أنَّ تأثيرها معدوم ، حتّى أني أحياناً أتجه لوالدي بعد الفِعلة وأقف أمامه مقدماً خدّي على صينية من ذهب قائلاً ( هَهْ ، أخلص ) !! ، لم يكن الضرب وقتها أمراً بالغ الأهميّة كما هو الآن ، كان الكل يُضرب ، حتى المتزوج كان ينال نصيبه من الضرب ، أما الآن فرب البيت بحاجة إلى حجة عظيمة كي يتفوه على ولده – متهوراً – ويقول ( يا ولدي ، أعقل ) ، لم تعد التربية الأسرية كما كانت ، فالأولاد تمردوا وكربوا من نيل راية الأمارة في كل بيت ! .

لا أعلم لماذا أنا غلبان ، ولا أريد وصف الشعور الذي يداخلني عند رؤيتي لابن مكتوم مثلاً وهو يعتمرُ الغُتره الصوف ، أو الإحساس الذي يباغتني عند رؤية أسعار النفط ، لكنني على يقين بأن الله قد مهد طريقي إلى الجنّة بجعلي غلباناً أحلم كل ليلة بأن يصدر قرار من مجلس الوزراء يقضي بأن يُصرف لكل مواطن راتب شهر أو قسيمة اشتراك مجانيّة لغسيل الملابس ! ؛ لكن الذي لا أستطيع التوقف عن التفكير فيه هو أصدقائي الذين ساروا معي على طريق الغلابى ثم انعطفوا مع أول مفترق طرق ليسيروا في طريق الرفاهية ؛ صديقي عبد العزيز الذي لا زلتُ أذكره جيّداً ، وأذكر حتَّى آخر ليلة جاء فيها إلى المملكة العربية السعودية قادماً من كندا لأستقبله في المطار وأحضره – فوراً – إلى صلبوخ ( حيث كُنّا نخيّم ) ، ليروي لي حكايته مع تشيسكا وحدائق مونتريال ، وبعد العشاء أوصلته إلى بيته في حيَّ الفلاح وقلت له ( باكر أن شاء الله نشوفك ) ، كم أتمنى أني قلت وقتها ( باكر أن شاء الله أشوفك ، أحرص تكفى على بكرة ) ، لأن عبد العزيز غادر في اليوم التالي عائداً إلى كندا ، لتنقطع أخباره بعدها حتّى عن أهله ، وله الآن 12 سنة – لا حسّ ولا خَبر - ، لا أدري في ماذا كان يفكر عبد العزيز وهو يتسلل خارجاً من بيتهم ، ويحمل حقيبته – الكروهات - ، ولا أعلم بأي يد هو أشار لسيّارات التاكسي في الشارع العام !! .

ليس عبد العزيز هو محور الحديث أبداً ، ولا يهم خبره ، لكن عبد العزيز كان من القلائل – إن لم يكن الوحيد – الذين أثروا على حياتي أيما تأثير ، سواء بفعلته الأخيرة هذه ، أو بماضيه معي ! .
فلم أتلمظ لأجل مشاهدة الأفلام إلا من خلاله ، ولم أدفع 10 ريالات لحضور المباريات عصراً تحت شمس الرياض الشاوية إلا معه ، حتّى أني أدمنت – الحَب الخَانس – بسببه ، ولم ألبس أي بنطلوناً في حياتي قبله ، ولم أتفوّق دراسياً إلا بجهده ، فقد كان يأخذ ورقة الإجابة خاصتي ليحلها أولاً وبعدها يحل لنفسه !! ، كان شهماً لا تبدو عليه آثار هذه الشهامة ، مؤدباً لدرجة الجاذبيّة ، حاضر النكتة ، وسريع البديهة ، كان كاملاً – ولا كامل إلا وجهه تعالى – لو تخلا عن المزاجية .

المهم في الأمر هو مفترق الطرق الذي سلكه عبد العزيز ، وتركه إياي أكمل المسير على طريق الغلابى الصحراوي ! ، ليس عبد العزيز أول من يفعلها ، وبالتأكيد لم يكن الأخير ، فجميع أصدقائي قد سلكوا نفس مفترق الطرق ذاك ، فبعضهم يدرس الآن في الخارج ، وبعضهم الآخر يحتل تلك المناصب التي لا تستطيع الحديث مع أصحابها إلا ببصمة صوت وإصبع ! ، وبقيت وحيداً على طريق الغلابى الموحش .
لا أستغرب بقائي حتى يومنا هذا على طريق الغلابى ، فقد تعمدت أكثر من مرة تفويت الفرصة على نفسي لأجل بعض الشهوات الوقتيّة ، كمشاهدة فريق النصر ! ، والاجتماع بأصدقاء السوء مساء كل يوم ! ، والتلذذ بما يقدمه مطعم ميرا البخاري ! ، وانتظار مواسم الإثمار لشجرة العبري ! ، لعل انتمائي لفئة الغلابى هذه لم يمنعني قطّ من التمني كل يوم ، ودعاء ربي بعد صلاة ، بأن يكون أبي يملك أرضاً في حيّ لبن ، أو عمارة في شارع الستين ، أو رصيداً في البنك يجعل موظف خدمة العملاء الذي أحضره – أي أبي – يأخذ ( بونص ) سنوي يتجاوز ال 400 ألف ريال ! ، أتمنى ذلك وأرجو ألا أعرف أبداً لأن المفاجئة ستكون مفجعة بالنسبة لي في كل الأحوال .







التوقيع :
نسبة الدم في الكحول 2%

قديم 23-02-2009, 02:09 AM   رقم المشاركة : 28
أريستاراخ
( ود نشِـط )
 






أريستاراخ غير متصل





عيال سيف ، تاريخٌ أهمله التاريخ ، يعيشون في مؤسسة أمنية متقشِّفة تحت ظلال والدهم سيف ، هم 4 أبناء وبنت وحيدة لا أدري كيف خرجت من صلب ذاك الرجل سيف ! ، فمن الغريب والعجيب أن يُصدِّر لنا صدر ذلك الرجل المرتخي صدراً مشدوداً كصدر بنته ، ومن المستحيل أن يُنتج بطنه المليء بالعمليات الجراحية بطناً صغيراً مكوراً كبطنها ، كذلك ولا أنسى أن وجهه – والعياذ بالله – الذي يجعلك تأخذ فكرة موسّعة عن حرب فيتنام لا يستطيع توريث صفاته في وجهها البيضاوي المنير ؛ بعد هذا لا تقل – عزيزي القارئ – أنها ورثت صفاتها من أمها ، فسيف لم يتزوج أصلاً ، بل كان متكلاً على رب العالمين في شؤونه صغيرها وكبيرها ، ويُقال أنه يتكاثر ذاتياً ؛ لا يهم أن تعجبوا ، الأهم أن تصدقوا ؛ سيف ملياردير ، رجل فاحش الثراء ، لكنه – للأسف – بخيل بمقدار ثراءه ، تخيّل أنه لم يبتع سيّارة غير هايلوكس موديل 1976 وبقيّة سياراته أهداه إياها أقاربه !! ، فورد أخضر وهوندا خضراء ومرسيدس أخضر ، يبدو أن السيّارات نباتية ! ؛ لم يكن سيف محبوباً من كبار الحارة أو أصحاب النفوذ فيها ، لم يكن يصلي ، ما قدْ ركعها الظاهر ، وكُنا نتلقى تحذيرات شبه يوميّة شديدة اللهجة تقضي بعدم السلام عليه أو احترامه وتقديره بل بلغنا تحذير بعدم مصاحبة أبناءه ولكن هيهات ، من أين لنا بتُحفة مثل محمد ؟! ؛ كُنا نطلق عليه لقب / عيارة ( بابا نويل ) ، لم يكن هناك شخص يتناسب شكله مع لقب بابا نويل كَسيف ، فالرجل عبارة عن 3 دوائر ، رأس وبطن وأقدام كلها دائريّة ، هو أصلاً لا يمشي في تنقلاته بل ( يتدربى ) فهذه الطريقة أسرع بكثير من المشي بالنسبة له ! ، يزرع سيف في حديقة منزله الصغيرة والتي نسميها ( بخشة ) أصناف الخضار والفاكهة ، تين وعبري وموز ولوز وأبو فروة وخيار وطماط وكرّاث وخَسْ وجرجير وتمر وجوز هند وكيوي ولومي وأفيون وقنّب وبيض وحيض.. إلخ ، رغم صغر مساحة الحديقة إلا أنها تفيض من النعم ، وهو يحرص عليها أكثر من نفسه ، فهذه الحديقة تُغنيه عن شراء هذه المنتجات من المِحلات بسعرٍ مضاعف ! ، كما أنه يُغذي أولاده لحماً رديئاً ! ، فلا أعرف أحداً يأكل البربري حتى وقت قريب إلا هو ، خصوصاً إذا ما علمنا أن أشهى وجبة بالنسبة للبربري هي ( الخنافس والصراصير ) ! .

الأبناء الأربعة ، حمد ومحمد وإبراهيم وعبد الله ، حمد لم أستطع اللحاق بتاريخه الجليل فقد كان يكبرني بكذا سنة ، أما الثلاثة الباقين فقد عايشت أفعالهم يوماً بعد يوم ، ما روي لي هو أن حمداً كان لا يلبس سروالاً قصيراً تحت الثوب ، ولا حتّى سروالاً طويلاً ، ليس بمجنون لكنه يقول بأن ذلك يُعرقل حركته ، ويطوّق إمكاناته ، (محذوف ثلاث عبارات من قبلي أكرم من يحذفها غيري)

محمد مختل عقلي ، ويتدلدل من فمه خيطاً من اللُعابِ ، عينه اليمنى ناعسة ، ولون بشرته صفراء ناشفة إلا في منطقة الفم والرقبة والصدر – بسبب خيط اللعاب إياه - ، لم تفلح محاولات سيف لجعل محمد يُكمل تعليمه ، كان فصلهم دورة مياه لأن المدرسة مبنى مستأجر ولتسألوا عن مدرسة أبي الطيب المتنبي في حيّ البديعة - ؛ طُرد محمد من المدرسة بعد هذه الفعلة بسرعة البرق ، لم نره ذلك في صلاة الظهر في باحة المدرسة ؛ استحق محمد لقب ( حمار القايلة ) بكل جدارة وبلا منافسة تذكر ، فهو الوحيد الذي يتجول في الحارة والحارات المجاورة من بعد صلاة الظهر وحتّى قُبيل آذان صلاة العصر – كان يُرفع آذان العصر آنذاك عند الثامنة مساءً لطول أيَّام الصيف - ، إسفلت البديعة الحار ، الإسفلت الذي يبدو من تحت قدمك رقراقاً وكأنه زوبعة من جنّهم ، كان محمد يجمع كراتين الموز والتايد الملقاة عند الأبواب ويفتّش في مكبّات القمامة شرق الحارة ، يلبس ثوباً . . . لحظة منظر محمد كأنه صورة ( أبيض وأسود ) وكل شيء من حوله ملون ، كأنه صورة مُعدلة بالفوتوشوب ! ، طَمْل و وسخ ، لم تكن الطمالة والوساخة آنذاك بالشيء المقزز مثل يومنا هذا ، لكنه كان مبالغاً فيها ؛ يربي محمد في سطح منزلهم نخبة من الحمام ويبيعه على فتيان الحارة ، كان لديه جميع أنواع الحمام ، المصري والمصرول والقطيفي . . إلخ ، والحمام إن كنتم لا تعلمون له طرق في التربية قبل أن تُطلقَ له العنان وتجعله يحلّق ، كأن تضع مع الماء سُكر ومن هذه الأمور ، وبعد فترة تستطيع فتح القفص له ليُحلق فوق سطح المنزل ويعود إليك ، محمد كان بارعاً في ذلك ، بل إن حمامه أصيب بمرض السُّكر من زود الدلع ! ، ذات يوم باع محمد جوز من الحمام القطيفي لعبد الله جارهم القريب ، وبعد ثلاثة أيام عاد عبد الله يشتكي لمحمد بأن الحمام غادره وذهب إلى سطح منزله – أي سطح منزل محمد - ! ، فقال محمد لعبد الله ( ياخي وش أسوي ، الحمام يحبني ) ! ، وبما أن الحمام يحبّه فلم يعد الحمام إلى عبد الله ولم يُعيد محمد المال لعبد لله .
كان بجوار مسجد الحارة مساحة فضاء كبيرة من الإسفلت نلعب فيها كرة قدم حفاة عراة ، بريكامب البدوي وصلاح قابيل وعيال النوفل وقيق وأنا مرحوم المرحوم ومعي محمد كذلك ؛ في قانون كرة القدم إذا خرجت الكرة في جهة حارس المرمى يقولون بالعربية ( ركنية ) و يقولون بالإنجليزية ( كُورنر ) أما محمد فيقول ( رُكنَنْ ) خليط من العربية والإنجليزية والفارسية واللاتينية والغباء ! ، أما إذا سجل محمد هدف فابتعدوا حفاظاً على أرواحكم ، فأنا لا أنسى عندما سجل هدفاً وكنت أقرب شخص من فريقه إليه فبادرني ضمّاً وقبّل رأسي وسال لعابه الذي يوجد فيه – إن دقّقت – حبّات من اللُّب الخانس على جبهتي وأنفي ودخل بعضه فمي وبكى وهو يقول ( جبته ، جبته ، جبته ) ! .
يُضرب محمد في الحائط مثالاً حيّاً للرجل الشره في أكله ، فعندما كنا نغني :
أشعب يا أشعب يا أشعب ..
يا بطنٌ أكبر من ملعب ..
صرنا نقول بعد أن عرفنا محمد :
محمد يا محمد يا محمد ..
نعنبوك وش خليت لأشعب ! ..
ومع ذلك لا يظهر على محمد آثار للسمنة ! ، ولا يوجد فيه شحوم ولحوم غير ضرورية ، بل إنَّ جسده رياضياً مشدوداً وكأنه لاعب قوى في منتخب أوكرانيا ، ولذلك تردد أنَّ في بطن محمد ( دود ) ! ، وإلى يومنا هذا وأنا أقول ( نعنبوكم ذا في بطنه أنكوندا مهب دود ) ! ، ومع أن وجبته المفضلة هي ساندويتش الفول وصحن كبير من فوّال النخيل لطبقه اللذيذ ( الكمّونية ) وهي – أي الكمونيّة – قطع صغيرة من كرش الخروف مغموسة في أطنان من الكمون يُشرف على تحريكها سوداني ، السوداني أهم ما في الطبخة ! ، لأن طعم يد السوداني تختلف عن طعم بقيّة أيادي العالمين .
جرّب محمد قيادة السيارة ، وعلى ما يملك والده من أموال تنوء بخزانات البنك إلا أنه ابتاع له مازدا بوكس ذهبية موديل 78 ماركة ( أنتش وقُد ) ! ، خضعت هذه المازدا قبل شراءها للعديد من عمليات التلقيح والسباكة والسمكرة بمعجون سيجنال تو ، كنا نسمي السيارة هذه ( عدوّة البيئة ) فهي تنفث الدخان والغبار والقمح والمخدرات والزيوت والروائح الكريهة وكل شيء ضار ! ، أتعرفون ماذا يعني أن تقود هذه السيارة في الشارع أو حتّى أن تركبها بثوبك ! ، يعني أنك ستكون محطّ أنظار الجميع خصوصاً إذا كان الذي يقودها يتدلدل من فمه اللعاب ! ، كأنه مستر بين بنسخته القرويّة ؛ عموماً كانت هذه السيارة سبيلاً لنا ، متى ما أراد أحدنا القيادة ركبها وشغّلها بواسطة الأسلاك العارية ومشى ! ، حتى جاءنا خبر أن هناك حادثاً في شارع المدينة المنورة ، فهرعنا جمعاً إلى ذات الموقع ، لنرى مؤخرة المازدا ظاهرة على جانب الطريق ، وشاهدنا محمد جالس على الرصيف فدار بيننا هذا الحوار :
أنا : محمد . . سلامتك ، وش ذا الحادث ؟ فيك شيء ؟ سلامات يا شيخ في الحديد ولا فيك ! .
محمد : ألله يلعن أمها يا شيخ ، ألله يلعن أمها يا شيخ ، ألله يلعن أمها يا شيخ ! .
أنا : أستغفر الله ، أحمد ربك ع العافية والدردعة ذي بدالها ألف دردعة .
محمد : مهب السيّارة اللي يلعن أمها ، البنت بنت الكلب اللي تأشر لي هي اللي ألله يلعن أمها ! .
أنا : خيررر ، بنت وتأشر لك يا أبو حميد ؟ ، ياخي شيء ما شفناه بالعقل عرفناه ، لو أنا مقطوع لي 4 أيام على خط ومرّيت من عندي ما أشرت لك ، وش السالفة ؟ .
محمد : ياخي مرّيت من هنا وشفت بنت وكانت تأشر لي ، أحسبها تبغاني . . ( يبكي ) . .
أنا : أيوه . . كمّل . .
محمد : أثاريها تأشرلي تبغاني أنتبه من الحفريّات اللي قدامي ! ، ما أمداني أوخر عن الحفريات إلا أنا فيها ! .
أنا : زين يا رجال ، خوّفتني ، أحسبها تأشر لك .
محمد : يرحم أمك .. ليييف مي ألووون .

محمّد يرحم أمّنْ جابتك وين أنت ؟! .


هنالك عدة عبارات متفرقه في جسد النص حذفتها كونها تخدش حياء الرجل قبل الانثى







التوقيع :
نسبة الدم في الكحول 2%

قديم 23-02-2009, 02:12 AM   رقم المشاركة : 29
أريستاراخ
( ود نشِـط )
 






أريستاراخ غير متصل





آفة الفضح مرتفعه


عندما كانت القناة الأولى تبث قُبيل صلاة الظهر برنامج عالم المرأة والتي كانت مقدمته تلبس طيلة سنوات بث البرنامج تنورة سوداء وقميص أسود وحجاب أسود وجاكيت أحمر والتي تتحدث طيلة سنوات بث البرنامج أيضاً عن موضوع واحد وهو ( كيف تستفيدين من الخردة في منزلك ) ، كنت أظن بأن البرنامج موجهٌ لبيتنا على وجه الخصوص !؟ ، فما أدراهم أن أمي – حفظها الله – تهوى تجميع الخردة ، وتأبى رمي أي شيء ، ابتداءً من كؤوس الجُبن والتي تُستخدم كأكواب للشاي أيّام الامتحانات ، مروراً بعلب الحليب كليم والذي كانت تخرقه من الأعلى ليكون حصّالة ، هذه الحصّالة التي نجمع فيها سنة كاملة وآخر الأمر لا نجد سوى 6 ريال ، فكلنا نسرق من هذه الحصّالة وأولنا أمي ! ، و وصولاً للقمصان والفساتين التي تنتفع بها في هوايتها المُحبّبة ( حياكة البيوز ) ، وانتهاءً بكتب المدرسة التي كلما رأيتها بكيت ! لأنها تذكرني بعيال الكلب ( هيئة التدريس ) ! ؛ ولو أن مدارسنا سابقاً ليست إلا معاهد للتدريب ، من قال أننا بحاجة إلى تجنيد ؟ ، فلو عاش هذا النشء الحالي في مدرسة من مدارس أيّام العبودية – 1406 ه - لأصبحنا مهيئين لأي حرب تدور رحاها في هذا الوطن ، فمثلاً كانت حصّة الجبر في الأساس تنقسم إلى 3 أجزاء ، تدريب على الوقوف ، وتدريب على تضميد الجروح ، وآخر شيء تعليم المادة ، أما حصة القواعد ، فهي بالأساس مخصصة للمُقعدين من الطلبة والذي أصيبوا بالشلل في إحدى الحصص الدراسية وتدريبهم على كيّفيّة المشاركة الفعليّة في المعركة وأنت بهذه الحالة ! ، وحصة الرياضة ليست إلا لياقة وتدريب على التسلق والضرب والنحر والرجف والجفاسة ، فقد كان معلم الرياضة يحتفظ في السّلة المخصصة لجمع الكرات عدداً لا بأس به من علب البيبسي المعدنيّة المُسنّنة ، فبهذا يضمن أن لا تذهب الكرة خارج أسوار المدرسة أو أن يسرقها أحد الطلبة ، مع أنه – ابن الكلب – كان يُعطي الكرة للفصل الذي كان فيه ابن المدير ! ، ولهذا نشأت وأنا مُقر بأن المحسوبية في هذا البلد هي في الأصل طبع يصعب تغييره ! ، في الزمن القديم كان طالب 3 ثانوي يحضر للمدرسة متأخراً وهو يلبس العقال بعد أن يوصّل أبناءه لمدارسهم ! ، وبعضهم كان يحلق ذقنه في الفسحة ! ، بل إن إفطارهم كان مع هيئة التدريس ! ، أما مدارس الوقت الحالي فحدث ولا حرج ، المعلم عمره لا يكاد يتجاوز 23 عاماً ، وطلبة 3 ثانوي لم يبلغوا الحلم بعد ! ، بل بلغني بأن فُسحة الطالب في مدارس الروّاد تتجاوز مبلغ 1200 ريال ! وتستطيع بطريقة أو بأخرى أن تنتخب معلماً يدخل الاختبار عنك ! ؛ أنا معكم بأن الزمن الغابر كُنا ننجح بغير علمنا ، ونخرج من المدرسة بحفنة من المعارف الشوارعيّة التي لا تمت للآدمية بصلة ، لكن لم يكن التعليم بهذا الوضع الرديء .
وعندما كنت بألمانيا في رحلة لزيارة بعض أقاربي * كنت أطالع مع صديق لي من الجنسية الألمانية كتباً لابنه يشرح بتفصيل عمليّة الفصل بين التوائم والتي يقوم بها الربيعة كل 3 أيام ، فقلت مادحاً ( يبدو أن العائلة كلها متخرجة من كليّة الطب ) ، فأجابني ضاحكاً ( لا أظن فابني لم يزل في 2 ابتدائي ولا أظن أنني سأملك واسطة عندما يتخرج من الثانويّة ) ! .
أما الابن لدينا عندما ينجح من الصف الثاني إلى الصف الثالث فهو لا يتقن غير ( وش يسوي أبوك وأمك في الليل ؟ ) !! .
وبالعودة للحلول الجذريّة في التعليم نجد أن لا فائدة من تغيير وزير التربية والتعليم ، فالمسكين ليس له يد في هذا كله ، المشكلة تكمن في مجموعة ( الخصية ) التي لم تفارق مناصبها منذ هجرة الرسول إلى المدينة ! .
وبمناسبة الحديث عن المدرسة ، فسوف أذكر لكم رجلاً لم ينتظم فيها يوماً وهو عبد الله .
عبد الله ، أحد أشد المارقين عن دين الله ، المتبعين هوى النفس وهوى السويدي وهوى المكيف في ملحقه الخارجي ! ، بدأ حياته مثل كل الناس صغيراً ، لكنه لم يكن يرى جيداً بسبب خدوده التي اعتلت حتّى غطّت نظره ! ، داشر بمعنى الكلمة ، بدأ تدخين الحشيش في غرفة الحضانة بالمستشفى ، ثم تناول حبوب الكبتاجون وهو في المهد لتُساعده على السهر والصراخ والبكاء أكثر وأكثر ! ، وقد كان أسرعنا في حالة اللحاق بسيّارة ( الفليت ) ، يتشبث في فتحة ( الفليت ) ويستنشق الفليت حتى تتشقق حيازيمه ! ، بالرغم من صغره إلا أنه كان قويّاً ، على النقيض من بندر ، فقد كان يضرب الفتيان الذين يلتحقون بحلقات تحفيظ القرآن الكريم ، كان من المفترض أن يكون اسمه ( نِزغه ) وليس ( عبد الله ) ، فهو يقدم صورة مشوّهة عن الإسلام والمسلمين ؛ وإن اجتمع عبد الله مع ابن عم له يكبره بكذا سنة اسمه ثامر تكون الطّامة ، تستنفر الحارة والحارات المجاورة ، يختبئ الأطفال والهنود ، وتُوضع الأقفال على الأبواب ، وتُغلّق مخارج الرياض ، وتتوقف الدارسة ، ويؤجل دوري خادم الحرمين الشريفين ، ويُرابط الدفاع المدني في الرياض والقصيم ومِنى !! ، فثامر هذا مُجرم حرب يبحث عنه الإنتربول وليفربول وكل شيء ! ، و فوق هذا يملك سيّارة ! ، ثامر وعبد الله أو عبد الله وثامر لا تستطيع التنبؤ بتصرفاتهما وهما يمشيان على أرجلهم ، فما بالك بسيّارة ، كانوا يسرقون سيّارات التاكسي بطريقة خبيثة ، يستوقف عبد الله سيّارة التاكسي ثم يقول له أذهب من هنا – أي داخل الحارة – فيدخل قائد التاكسي المسكين والذي عادة يكون هندي لضعفه ، فيصدمه ثامر من الخلف ، وعندها ينزل قائد التاكسي كما يفعل الجميع بالسعودية وهذه المشاهد متكررة وعادة يكون فيها تكرار لبعض الألفاظ التي يكون من ضمنها ( أمك ، أختك ) وبعض الإشارات بالأصابع متبوعة بإيماءات غريبة وكأنك تُطالع رقصة راب بالثياب ، عموماً في هذه اللحظة ينطلق عبد الله بالتاكسي ويعود ثامر لسيّارته ، يُدخلون التاكسي لبيتهم – أي بيت عبد الله – ويقومون بنزع كل شيء في السيّارة يدل على أنها ( تاكسي ) ثم يخرجون لممارسة رياضة التفحيط ! ، وعلى الرغم من أنَّ سعد ( أخ عبد الله الكبير ) رقيب في المرور إلا أنه لا يفعل شيئاً ولذلك لم نستغرب تسريحه من العمل في وقت قريب ! .
عوداً لذي بدء ومشكلة عبد الله الأزليّة مع الأعين والخدود المتورّمة ، فبسبب هذه المشكلة لم يكمل عبد الله كذلك تعليمه ، والتحق بالسلك أو السوط العسكري ، ولأن عبد الله تعوّد في حياته كلها على أن يكون آمراً لا مأموراً لم يتقبّل مسألة أن يأمره ( رقيب خال ) أو رجل أقلّ من مرتبته قبليّاً ، فمنذ أول يوم له في الاستجداد تمَّ فصله بعد ضربه لعسكري أمره بالركض قائلاً ( أركض يا حيوان ) فحوّل عبد الله موسم الاستجداد لذلك الرقيب إلى موسم استنجاد ، فشتمه وضربه ومسح بكرامته الأرض ودسَّ في فمه حذاءه وغطاء رأسه ونظارته الشمسيّة ومحفظته وجهاز الجوال كذلك ثمّ هزّ رأسه بقوّة حتّى ضاعت محتويات الرأس وصار بدلاً عنها أغراضه الشخصيّة ! .
و واصل عبد الله حياته غير آبه ، جرّب كل شيء قد يخطر في بالك ، الشيئان الوحيدان اللذان لم يجربهما في هذه الحياة هما القراءة والجهاد في سبيل الله .
أذكر أني كنت أهرول أريد اللحاق بصلاة المغرب في مسجد الحارة ، نسفت أحذيتي بطريقة الزحلقة لتصطكّ في الجدار ودلفت إلى داخل المسجد لأسمع الإمام يقول ( السلام عليكم ورحمة الله ؛ السلام عليكم ورحمة الله ) ؛ بحثت في المسجد عن جماعة فلم أجد غير عبد الله قد كبّر للتو ، فصلّيت جنبه ، وأخذ يقرأ ..
الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم .. الآية الكريمة ، ثم قرأ ( لا يلف قريش ، لا يلف عليهم .. ) وقد كان يقصد (لإيلاف قريش * إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ) الآية الكريمة ، فلم أتمالك نفسي من شدّة الضحك ، وقطعت الصلاة وقطعت معها علاقتي بعبد الله ! .
ولو حاولتم البحث عن موقع حارتنا على خارطة ( قوقل ) فمن السهل تحديدها ، فهي جنّة غنّاء مغطاة بالأشجار التي تستمدّ حياتها من مياه الصرف الصحّي ، لم يتبرع أحد من البلدية للمجيء والقيام بتشذيب أو خلع هذه الأشجار التي صارت ملجأً للطيور والكواسر والقردة والخنازير ، بل إننا في أوقات متفرقة من السنة نسمع صرخة طرزان ! ، ولهذا السبب كان يخرج عبد الله قُبيل آذان المغرب وهو وقت عودة الطيور لأعشاشها حاملاً بندقيته الهوائية – الساكتون – لاصطياد هذه الطيور لمجرد التعذيب فقط لا غير ، وكانت أكبر شجرة تقع بجوار بيت رجل اسمه صالح واسم عائلته كان كصوت آلة موسيقيّة تستخدمها الراقصة في الرقص الشرقيّ ، وكان هذا الصالح دائماً ينهر عبد الله ويطلب منه الابتعاد عن بيته ، وفي ذلك اليوم خرج العمّ صالح و وجد عبد الله مغشيّاً عليه من شدّة التركيز والتصويب ، فصرخ فيه ( أنقلع من عند بيتي يا المدمن ) ، عندها استجمع عبد الله قواه وصوّب ناحية بطن صالح وأطلق عليه فخرّ الأخير صريعاً على الأرض لا يقوى على التنفس ! ، ومنذ ذلك اليوم وعبد الله يصطاد كل يوم ناحية شجرة العم صالح وكان يتكفل – أي العم صالح – بالذخيرة وتنظيف البندقية ونتف ريش العصافير وشوائها وتقديمها لعبد الله .
أبو عبد الله والذي لا أذكر اسمه لكنني أذكر رسمه فتبارك الله أحسن الخالقين ، له رأس في الرؤوس غريب جداً ، حكمة وليس رأس ! بل إنك تستطيع الحصول على دورة أركان من خلال مشاهدة رأسه لمدة نصف ساعة ، طويل ومائل ناحية اليسار بقوّة ويبلغ الميلان أشدّه من ناحية الفم ، كان يُفصل شماغه !! ، وله شارب أبيض طويل وممتد على طول شاطئ الخليج العربي ، أذكر أنه ضرب ابنه عبد الله بأداة ( الزرّاديّة ) مع ظهره حتّى دخلت في ظهره وفرَّ هارباً وهو يلحقه قائلاً :
( عبيّد ، رجّع الزرادية ) ! .
أما أم عبد الله ، فيا للعجب ، هي أوبرا الحارة ، تلبس خماراً للرأس كثير الفتحات تُخبئ فيه بضاعتها من جوارب وملابس داخلية وفتيات مخطوفات وأكياس حناء صغيرة ولُبان وقمصان نوم تُسبب الأرق للأزواج ! ، كثيرة الخروج وكثيرة المسيار ، فتبدأ مناوبتها من بعد صلاة الفجر بعد أن تأكل كميّة لا بأس منها من التمر وتشرب 5 جوالين من القهوة العربيّة المهيّلة ، فتضرب الأرض طولاً وعرضاً متأبطةً ( الدراريع ) لبيعها ! ، حتّى أنه وفي صبيحة إحدى الأيام الغامقة أصيبت بحادث سيّارة ، عندما صدمتها سيّارة البلديّة فتناثرت القمامة في الشارع العام ، وقام العُمال بالهرب ولملمة القمامة المتناثرة في الشارع ولأن السيّدة أم عبد الله تلبس عباءة فقد حملوها مع القمامة ظناً منهم بأنها كيس قمامة ! ولكن بضاعتها فضحتهم ، فقد قامت – بحنكتها - بنثر الجوارب والعباءات والحناء واللبان على طول الطريق ، فتتبّعها المحقق حتّى وجدها مُلقاة على طرف وادي نمار ! ، وقبضوا على العَمالة .







التوقيع :
نسبة الدم في الكحول 2%

قديم 23-02-2009, 02:14 AM   رقم المشاركة : 30
أريستاراخ
( ود نشِـط )
 






أريستاراخ غير متصل

بوكر والمكسب ثلاث ملون دولار في الفيس بوك







التوقيع :
نسبة الدم في الكحول 2%

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:10 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية