كعادتي كل صباح يوم اتوجه بالسياره إلى مكتبي الـ خمسون (كيلو) عن مقر بيتي خلال هذه المسافه والمده اللتي تقارب 40 دقيقه احاول ان اجد مايبهج خاطري استفتح به يومي اللذي بدأته بالتفائل ,, ادرت الموجه على( الام بي سي) واذا بـ سيل من الاغاني المزعجه والصخب مع " صباح الله خير" حتى اغانيهم تفتقر للذوق " احد يحط اغنية (عزاه من الهم عزاه ) في الصبح
.. يصيبني الملل فأنا لا احب الاغاني والحمد لله .. وبعد دوره كامله في الاذاعه ينتهي بي المطاف في شريط من الباديه اللي اسمعه كل يوم (ابتسامه تشق الوجه) اللذي يستهله بقصائد في الامطار فيبتهج خاطري ولكن سُرعان مايتحول إلى مدح في الجيب والشاص مما يبث في نفسي القهر فأنا على كامري
وصلت المكتب .. صباح الخير يابو فيصل.. صباح الخير ياابو هلال .. صباح الخير .. صباح ...الخ . فتحت مكتبي وشغلت الكمبيوتر واذا بـ الشاهي من يد عبدالمجيد" البنقلاديشي الله يسعده" (صح انه بنقلاديشي لكن والله مايعرف للحركات النص كم او التزوير) واطلب منه دائما احضار بعض السندوتشات من " البوفيّه" 
فتحت الجهاز وعلى طول على موقع الصحف السعوديه وكعادتي ايضا على الاخبار المحليه متأملا خير او زياده عشره في الميه او إعلان لوظائف او او
فإذا بـ
طُرد الشيخ الفلاني من منصبه ,, اُصيبت جميع مزارع الخرج بالوباء .. قُبض على عشرة مهربين .. اكتشفنا مرض خطير في المزاحميه.. ثلاث مية دجاجه تدخل مدينة الرياض بالتهريب..قُتل الضابط الفلاني برصاصه من احد جنوده .. صرحت بنت القطيف .. ثنين سرقوا الوزاره الفلانيه (يعني بس هم ثنين )
و
و
و
الكثير الكثير من الاخبار اللتي تبعث في النفس " الطفش والاسى" لم تعد الصحافه تهتم بالثقافه ولا تهتم بالاخبار الساره بل اصبحت " نقمة عيش" على كل قارئ لها
بل انك تقرأ اكثر من خمس جرائد كلها تحمل نفس الاخبار " الممله" وربما نفس الكُتاب ايضا
لم تعد صحافتنا تهتم بأخبار الموهوبين ولا الابتكارات الجديده او حتى معلومات تستفيد منها انت ايها القارئ.. لا اجزم انها لاتمتلك ولكن اصبحة اغلبية الصحف تبحث عن الاثاره في الاخبار وعن الامور اللتي تزيد من عبئ المواطن وعلى "بث" الاشاعات واصبحت ذات اهداف شخصيه لرؤساء التحرير .. فمن يريد ان ينتقم من وزارة لأنها لم تعامله بالشكل المطلوب فعليه بصحافتنا
.
.
حسين العتيبي