الأخ هيثم التميمي
قد ذكرت في ردك على الأخ (boos) أنك لا تتصيد الأخطاء وهذا دليل على كرم أخلاقك
وسعة صدرك وتقبلك للحوار الهادف.
أخي الفاضل ما ذكرته في ردي السابق يُمثل وجهة نظري الخاصة , والرد على جزء من
الموضوع ألا وهو أن من عاد يجب منحه الفرصة , فربما عاد عودة صادقة ,أما بقية
الموضوع فأتفق معك فيما ذهبت إليه.
ولكن يبدو أن هناك سوء فهم فعلاً كما تفضل أخي (boos)
أخي الفاضل : عندما ذكرت أن رب العباد يقبل التوبة , لم أقصد مطلقاً ( تشبيه صفات المخلوق
بصفات الخالق) , وقد بين الأخ (boos) بما فيه الكفاية فله الشكر والتقدير
وإنما قصدت من ذلك وجوب العفو عند المقدرة ليس إلا
فقد حثنا ديننا الإسلامي على العفو عند المقدرة لأنها من تقوى النفس ، وكظم الغيظ
قال تعالى (( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين
الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين))
صدق الله العظيم
قال تعالى (( ولكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر )), فهذا أمر من
الله سبحانه وتعالى باتخاذ الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لنا في جميع تعاملاتنا
والرسول عليه الصلاة والسلام كان لينا" متسامح هينا" طيب القلب عفو
قال تعالى (( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فأعف عنهم وأستغفر لهم وشاورهم
في الأمر ، فإذا عزمت فتوكل على الله أن الله يحب المتوكلين )) صدق الله العظيم
فلولا الله سبحانه وتعالى ثم حلم الرسول عليه الصلاة والسلام لما انتشرت الدعوة الإسلامية
وهي من أصعب المهام البشرية التي وُجهت لإنسان.
اسمح لي أخي الفاضل أن أورد هذا المثال الدال على تسامح الرسول صلى الله عليه وسلم
وما أكثر الأمثلة الدالة على التسامح والعفو والتي نستمدها من السيرة العطرة لرسولنا الكريم
وتذكّر معي عندما لاقى الرسول صلى الله عليه وسلم من الكفار إيذاءً شديداً ورموه بالحجارة
حتى أدمت قدماه فخرج مخاطباً ربه ويشكو له ما لاقاه من قومه فبعث الله له جبريل عليه
السلام ومعه ملك الجبال فسلم عليه وقال إن شئت لأطبقت عليهم الاخشبين , قال بل أرجو أن
يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً.
فهذه الصفة الجميلة (العفو) التي أوصانا بها الله العلي القدير واقتضى بها الرسول عليه الصلاة
والسلام يجب أن نتأسى بها ونجعلها ديدنُنا لأننا امة إسلامية خُلقت للتحاب والمودة فيما بينها.
لا أحد يُنكر أن من يسامح شخص في حقه فأن الله عز وجل سوف يعوضه خيرا في الدنيا
والآخرة وتضاعف مضاعفه عظيمه في ميزان حسناته.
أخيراً أخي الفاضل لا أُنكر استفادتي من موضوعك الرائع , ومن وجهات نظر بعض الأعضاء
حفظهم الله والتي قرأتها هنا .
حفظك الله ,,,,,,,,