الامل المخزون في بحر الشجون
بين صرخات الازمان وظلمة الاماكن وحزن الالحان تكاد تتفطر حنايا قلبي الصغير بالاشجان التي اندلعت كالنيران تأكل جوفي وتسري في عروقي بدل دماء العروق وتنبض بالقلب بالحروق بدلا من نبض الخفوق ... فكياني اصبح ملاذا للبراكين الملتهبه وارضا للزلازل المتصدعه تكسر اوصالي واشلائي لتحرقني بلهيب البركان المتدفق من فوهة الغضب الجنوني في كل هبة من هبات الشجون التي تمتد من قدماي لرمش العيون ...والعيون تفيض بحرقة لعلها تخرج شي من اثار ذلك الزلزال او تخفف من ثورة ذلك البركان الغاضب وتفجر شلالات الدموع الحارقه التي تخرج بمراره من ذلك الجوف البركاني المتوهج بتلك الحمرة القاتله لتحرق اثناء مجراها كل ما يتلقاها لتكمل حرق ذلك الجوف المتزلزل من الداخل لتكمل تصدعه من الخارج ... وتاخذني زفرات الحزن والمرارة الى دوامة تحيطها النيران ويعتريها الظلام وتقسوا عليها زفرات الحقد والنكران فاتوه بين جدرانها الوهاجه بالشر وبين انيابها الحيوانية ومخالبها الجارحه واصواتها المرعبه .. حيث اقف مذعورا تائها لااعلم مااصنع فكل ماايقنه ان عقارب الساعة باتت واقفه وزفرة فؤادي هاتفه بصوت مخنوق اريد الفناء اريد ان اذهب الى العدم اريد ان اكون لاشي لاشي لاشي لكي لاارى هذه الدوامة ولاارى تلك الوحوش ولاارى تلك الوجوه المزيفه التي ظاهرها ملاك وباطنها شيطان .. بين كل صرخاتي الخافته اتمتم في لحظة الشؤم التي حطت بي في هذا العالم لتعري ظهري للمخالب الجارحه ولتكشف صدري للوحوش الضارية لاكون دمعة حمراء لحنها لي الزمن بالحان العذاب ليتسلى بعزفها على الة قلبي الجريح الذي بات فتاتا متناثرا حطمه من كان قلبي له حصنا حصين وكان عرشي لملكوته مستكين وكلي في حظرته خادمه الامين .. اي لحظة انتي جعلتني اخرج من بين تلك الضلوع الدافئة وذاك الصدر المليء بالحنان الى هذه الدنيا الدنية صارخا باعلى صوتي اعيدوني الى رحمها اعيدوني الى عالمي لااريد هذا المكان الذي كان مظلما موحشا مخيفا شعرت بضيق منذ ملامستي له ... ليتك ياامي حبستني بين ثناياك ليتك لم تخرجيني من بطنك ليتك بعد خروجي من بطنك خمدتي انفاسي ..... دموعي الحمراء تحرق وجنتي فالوذ صارخا والليل صاخب في قسوة السواد والناس في سبات وانا الوذ حائرا تحرقني تلك المياه الجارفه بالحمرة القاتلة ... اهيم في الليل عاري وعلى الرمال اركض واداري ... الطم خدي علها تهدا هذه النيران وتبرد من ثورة هذا البركان .. ارفع راسي وانا في انكسار تكسرني دمعتي الى تلك الغيوم الى تلك النجوم التي تتلألأ في صفحة السماء الساكنه وارى بين تلك النجوم قمرا يعشي عيني شعاعه التي باتت لاترى الا الظلام الدامس وارى في وسط هذا البدر المنير موجات متراقصه تترنم بالحان دفاقه سحرتني بالحانها وجذبتني برقصاتها فهربت راكضا متتبعا تلك الانغام متموجا مع امواجها الراقصه لاادري الى هل ستسيقني قدامي الى تلك الانغام ؟ .. اسير واركض والهث مستنيرا بنور القمر راكضا وراء الالحان ... حتى وصلت الى نهاية المطاف لاتوجد ارض امشي ولامكان كالذي اتيت منه كل مااراه هو راقصات وعازفات يترنمن بتلك الالحان متداعبين مع تلك الرمال الناعمه التي هي اخر شي وطأته قدماي .. استرسلت على ركبتي فقد جذبني الهمس للاقتراب لاسمع ماتقوله تلك الراقصات لتلك الرملات .. فلم اسمع الا انغاما انعشت في روحي وانتشلت دمعتي من خدي لتدعوني للرقص والغناء معها فمدت يدها بعد ان اعتلت من بين تلك الموجات وكلها بسمة ضاحكة وانتشلتني لتضمني الى صدرها لتثلج قلبي بثلج يطفىء تلك البراكين ويمحي تلك الزلازل لترتسم شفتي بلحن الفرح وليستبشر وجهي بنور القمر الذي هداني لهذه الالحان ... وقفت في ذهول اناظر من ضمتني والامواج تتلاطم من بينها تضرب بقسوة تلك الصخور الصامده بعد ان كانت تعزف الحانا عذوبتها لاتوصف فاستصرخت مستغربا مالحالها تغير والكون قد اظلم والقمر انكسر والنجوم تبعثرت الا يوجد مكان مليء بالالحان العذبه الا يوجد ملاذ ينتشلني من عالم الاحزان هذا لماذا لم تستمر معي لحظة السعادة هذه التي لاول مرة اشعر بها .. قالت لي وهي تبتسم بهدوء لاتخشى شي مادمت بين يدي فكل شي سيعود سعيدا وستبدا الالحان في العزف جديدا هكذا هو العالم وهذا البحر هو جزء من هذا العالم وانا الامل المخزون في هذا البحر المليء بالشجون ..
العرض العادي
