أمسكت قلمي..وأخذت أُ بحر بفكري بعيداً..بعيداً..حتى اختفى ما حولي..ولفّني جدار
السكون..وأحاط بي الصمت حتى أسمعني الفراغ..
ظلامٌ وعتمةٌ وشيءٌ من نور..أَخذتْ تسرقني اللحظات وقلمي يخطُّ ويكتب دون أن أشعر به..أسمع
خطواته على الورق من وراء الصمت..فأحاول أن أفهم صياغة الخطوات..تملّكني شعور الرهبة
والوجل..بقيت لمدةٍ لا أعلمها أصوّر معنى الجماد..ثم سَرَتْ في كياني رعشةٌ عجيبة..لم أفهم
منطِقها تحت الظلام..وفيما أنا بين ارتعاشي وخوفي..ضعت في دوّامة الفكر حتى غبت خلف
الغياب..
ووجدت نفسي أمام لوحةٍ غريبةٍ ..تحمل صورةً قد غطّاها التراب..كانت تحملني وأنا أكتب بعض الكلمات..
حاولت أن أقرأ..ولكن الصورة أخذت في الابتعاد شيئاً فشيئاً..حتى استحالت إلى سراب..فأغمضت عيني وصرت ابناً للبؤس والشقاء..حتى رأيت بوضوحٍ خلف الجفون تلك الصورة وقد اختلفت بعض الشيء..فلقد كانت وكأنني قد كتبت أكثر..ففتحت عيني لأجد نفسي فجأةً كما رأيتها في الصورة..
فوضعت القلم..وأخذت الورقة..وأخذت أقرأها في صمتٍ عميق..
رغم أني لم أعلم من أين عدت..أو من أين أتيت!!
المخلص&ذايع&
|