لايزال الشيطان بالإنسان الى أن ينظر لنفسه وعمله نظرة اعجاب وغرور واكبار فيقول له انت فعلت وفعلت ~ فيعجب بنفسه ويغتر ~ فيهلك وهو لايشعر ~ ثم يتوقف عن العمل فيشقى ~ لأن السعادة إنما تدرك بالسعي والطلب .
والمعجب بنفسه يرى انه وصل ~ فلا حاجة للسعي ~ فيقضي العمر كله وهو في مكانه ~ لا يتقدم لمكرمة ~ ولايرتقي لمنزلة ~
عند ذلك يرفض الحق ~ ويحتقر الخلق ~ ويداوم تزكية النفس أمام الخلق ~ ويفرح بعيوب أقرانه من الخلق ~ ثم يستعصي على النصح ~ ولايعترف بجهود الآخرين ~ يداوم الحديث عما ينجزه من اعمال ~ ويرفض الرجوع عن الخطأ ~ ويحاول تبرير الخطأ ~ ويستبد برأيه ~ فرأيه صواب لاخطأ فيه .
لايستشير اهل التجارب العقلاء ~ ولايستنير بآراء الأكياس الفطناء ~
فحاله ياله من حال : كالصخرة الصماء الضخمة على القمة والسفح ~ تغادرها خيرات السماء ~ حتى تجتمع في الارض المنخفضة
أو كالإنسان في قمة جبل يرى الناس في السهل كالنمل ~ ويراه الناس في القمة كالذر وهو لايشعر
مثــــــل المعجب في إعجابه ~~~ مثـــــل الواقف في رأس الجبل
يبصــر الناس صغاراً وهوفي ~~~~ أعيـــن الناس صغيراً لم يزل
او هو ( كالسنبلة الفارغة من الحَب , بين السنابل المملوءة بالحَب , تجدها رافعة رأسها , تتعالى على صديقاتها , مع أنها لاتصلح الا علفاً للحيوان , والمملوءة حباً مثقلة بالخير , قد انحنت برؤوسها
ان كريم الأصل كالغصن كلما ~~~ ازداد من خير تواضع وانحنى
ثم أن المعجب بنفسه يخلق بينه وبين الناس ~ جفوة وفجوة لا تكاد تردم ~ فالقلوب جبلت على بغض من يتعالى عليها ~ فالمتعالي يحرم من توفيق الله ~ فالخذلان مرافق ومصاحب له قال المولى عز وجل { سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يرو كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلاً }
اما علاج الاعجاب الزائد بالنفس والغرور هو كالتالي
1 ~ العلم واليقين بأن الله كما أعطاك من مواهب وقدرات قادر على سلبك اياها
2 ~ المداومة على حضور مجالس العلم والعلماء تلميذا
3 ~ خدمة من هم دونك علماً ومرتبة وقدراً , ومجالستهم ومؤاكلتهم
4 ~ تأمل عيوب النفس , ثم جد في محاسبتها أولاً بأول , وأنت أعرف بنفسك
5 ~ اجلس دائما حيث ينتهي بك المجلس فذلك يكسر نخوة النفس وغرورها
6 ~ الاستعانة بالله , واللجوء إلى الله أن يطهرك من هذه الآفة , ومن استعان بالله أعانه الله
7 ~ اذا عجبت بمدح اخوانك ففكر في ذم اعدائك اياك
8 ~ التدبر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم , فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم وهوسيد ولد آدم , انه كان يجلس على الأرض , ويأكل على الأرض , ويجيب دعوة المملوك . ويقول : انما أنا عبد , آكل كما يأكل العبد , كان يخيط ثوبه , ويخصف نعله , كان يزور الامنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم , ويعود مرضاهم.
تشبه بالرسول تفز بدنيا ~~~ واخرى والشقي من استهانا
تحيـــاتي ،،؛؛،،
® هــديــر ®