إن الأمر كله لله..!
الناس في مواجهة المحن طرفان.. بينهما وسط..
طرف تظلم الدنيا في عينيه غماً وانزعاجاً.. وإحباطاً وقنوطاً!
وطرف لا يبالي أَهَلكَ الناس أم سَلِمُوا.. لا همّة له.. ولا هم له إلا مصلحته الآنية القريبة!
والوسط بينهما من تحركه الأحداث وأحوال الناس، فهو معهم في الأفراح والأتراح.. يتفاعل معها.. إن غاب افتقد، وإن حضر كان بلسماً للحزين وزيادة في سرور الفرحين!
الأصناف الثلاثة يتقاسمون الآن ردود الفعل تجاه الأحداث الجارية المتلاحقة:
العدوان الصهيوني الغاشم في فلسطين.. استعداد أمريكا لضرب العراق.. اتخاذ الحرب على ما يسمى بـ "الإرهاب" ذريعة للتدخل السافر في أحوال البلاد والعباد...إلخ.
فمن الناس من أفسدت الأحداث عليه حياته ونغّصت معيشته! فلم يعد يهنأ بنعمة، ولا يستسيغ لقمة، هلعاً وذعراً، وجلس يترقب عبر القنوات الإعلامية الحدث بعد الآخر.. يخشى أن يخر عليه السقف من فوقه!
ومنهم من لا يكاد يشعر بالأحداث أصلاً! وإن سمع ألقى إليها أذناً صمّاء.. همه القريب يشغله عن الدنيا وما فيها!
ومن الناس من بهم تبقى الخيرية لأمة الوسطية.. إن أصابتهم أو أصابت المسلمين سراء؛ شكروا.. , وإن أصابتهم أو الأمة ضراء صبروا، "وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن"!
المؤمنون هم أهل اليقين والثقة بالله تعالى، لا يغرهم تقلب الذين كفروا في البلاد، ولا يستخفنهم الذين لا يوقنون..
لا يشغلهم "متى نصر الله" عن " كيف ننصر الله"! فنصرهم الحاضر الذي لا يفارقهم أن يدوروا مع الأحداث، علمأ وعملاً، صبراً وشكراً، جهاداً ونصرة، حتى يأتي الله عز وجل بنصره في حياتهم، أو يلقونه منصورين!
{ولقد سبقت كلمتنـا لعبادنـا المرسليـن* إنهـم لهـم المنصـورون* وإن جندنـا لهـم الغالبون}.
أخوكم الهوى
منقول