مِن شروطِ الدُّعاءِ:
1- التوحيدُ والإخلاصُ فيه:
قالَ تعالى: [قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي * فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ][الزمر:14-15].
وقالَ تعالى: [لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ][الرعد:14].
2- ومنها أنْ يكونَ المَطْعَمُ والمَشْرَبُ والمَلْبَسُ حلالاً:
(( ذَكَرَ النَّبيُّ (ص) الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَارَبِّ، يَارَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!)).(12)
ومِنْ آدابِ الدُّعاءِ:
1- أَنْ يُفتَتَحَ الدُّعاءُ بحمدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ، والصَّلاةِ والسَّلامِ على النَّبيِّ (ص)، ويُخْتَتَمَ بذلك:
قالَ النبيُّ (ص) لِمَنْ تعجَّلَ بدُعائِه قَبْلَ الصَّلاةِ والسَّلامِ عليهِ (ص): (( عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي، إِذَاِ صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدِ اللهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ وَصَلِّ عَلَيَّ، ثُمَّ ادْعُهُ)).
وقالَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ لِمَنْ حَمِدَ اللهَ وصلَّى على النبِيِّ (ص): (( أَيُّهَا الْمُصَلِّي ادْعُ تُجَبْ )). (13)
2- أَنْ يَعْزِمَ في المسألةِ:
قالَ رسولُ اللهِ (ص): ((إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ، وَلاَ يَقُولَنَّ: اللّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي، فَإِنَّهُ لاَ مُسْتَكْرِهَ لَهُ )).(14)
3- ألاَّ يعجَلَ استِجابَةَ الدُّعاءِ:
قالَ رسولُ الله (ص): (( يُسْتَجَــابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْــجَلْ، يَقُولُ: دَعَــوْتُ فَلَمْ يُستَجَــبْ لِي )). (15)
4- ألاَّ يتكلَّفَ السَّجْعَ في الدُّعاءِ، ولا يرفعَ صوتَه به
وقد فُسِّر الاعتداءُ بالسَّجْعِ في قولِه تعالى: [ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ][الأعراف:55].
قالَ ابنُ عَّباسٍ رضيَ اللهُ عنُهما لعِكْرِمَةَ رَحِمَهُ اللهُ:[... فَانُظرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ، فَإِنِّـي عَهِدتُّ رَسُولَ اللهِ (ص) وَأَصْحَابَهُ لا يَفْعَلُونَ إِلاَّ ذَلِكَ]. (16)
(12) أخرجه مسلم؛ كتاب الزكاة، باب: قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، برقم (1015)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(13) أخرجه الترمذي؛ كتاب الدعوات، باب: في إيجاب الدُّعاء بتقديم الحمد والثناء والصلاة على النبيّ (ص) قبله، برقم (3476) عن فضالة ابن عبيد رضي الله عنه، وقال:" هذا حديث حسن".
(14) أخرجه البخاريّ؛ كتاب الدعوات، باب: ليعزم المسألة فإنه لا مكره له، برقم(6338) عن أنس رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب الذّكر والدُّعاء، باب: العزم بالدُّعاء ولا يقل إن شئت، برقم (2678) عنه أيضاً. واللفظ للبخاري.
(15) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: البخاريّ؛ كتاب الدعوات، باب: يستجاب للعبد مالم يعجَل برقم (6340). ومسلم؛ كتاب الذّكر والدُّعاء، باب: بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجَل برقم (2735).
(16) أخرجه البخاريّ؛ كتاب الدعوات، باب: ما يكره من السَّجْع في الدُّعاء، برقم(6337) عن ابن عباس رضي الله عنهما. ومعنى:" لا يفعلون إلا ذلك" أي لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب. كما بيّنه البخاريّ عقب الرواية.