قال الشيخ التهانوي رحمه الله! الحسنه هي العملة التي تجري وتتداول في هذه المملكه ( أي الدنيا ) وتستطيع أن تكسبها وانت فيها ، أما المملكه الآخره فلا والله ! فإنها دار الجزاء ، فإن لم تقدرها ( الحسنه ) حق قدرها ولم تكسبها وأنت في دار الدنيا :
سوف ترى إذا انكشف الغبار
أفرس تحت رجلك أم حمار ؟
حينما تقف بين يدي الله عز وجل في محكمه العدل الإلهية وأنت حسير كسير تذهب هنا وهناك باحثا عن حسنة واحده تثقل بها ميزان حسناتك ولكن لاينفع حينها ندم ، فلا ينفعك يومئذ بكاؤك ولا أخوك ، ولا أمك ولا ابوك ، ولا زوجتك الجميله المحبوبه ، ولا ابناؤك الذين جمعت لهم مالا ممدودا ، قال تعالى
:(يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه )
أي يشغله عن غيره لاشتغاله بنفسه ،،،
قال عكرمه : يلقى الرجل زوجته فيقول لها : ياهذه ! أي بعل كنت لك ؟ فتقول : نعم البعل كنت وتثني بخير ما استطاعت ، فيقول لها : فإني أطلب إليك اليوم حسنه واحده تهبيها لي لعلي أنجو مما ترين ، فتقول : ما أيسر ما طلبت ، ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئا أتخوف مثل الذي تتخوف .
قال إن الرجل ليلقى ابنه فيتعلق به فيقول : يابني! أي والد كنت لك ؟ فيثني بخير ، فيقول له : يابني ! إنياحتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك لعلي أنجو بها مما ترى فيقول ولده : يا أبت! ما أيسر ما طلبت ، ولكني أتخوف مثل الذي تتخوف ،فلا أستطيع أن أعطيك شيئا قال تعالى :
(يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه )