يَسْتَريِحُ العَالَمَ على مَعَالِمِ يَدِي الفَارِغَة إلا مِنْكِ
وتَشْهدُ بَعْض مَسَامَاتِ (( كفّي )) نَحْراً
بانْتِظَارِ مَنْ سَتَقِيء لِتُعطّر كَفّاً قّدْ تَحَلّل
وهُنَاكَ عَيْنَاي تَرْقُبَانِ كَأرْجُوحَة
مُثَقّلَةً بَالدُمُوعِ
تُومِآنِ بِبَوحٍ مِنْ صَمْتٍ
وفِي لَحْظَةِ عِنَاقٍ بين كَفٍّ وعَينٍ
تَسْتَرِيحُ قُُْبّلتُكِ على كَفٍّ عَمْيَاءَ
دِفْءُ الْقُرب
يَتْكِئ عَلى وِسَادَة
أعْلاَهَا شَمْعة
وَجُمُودُ الدّمْعَةِ
ليسَ لاخْتِزَالِها
بَلْ لِسَاعَةٍ تَكُونُ فِيها الدّمْعَةُ
شَمْعَة
ولأنّهَا الشَكّوى التِي أتَتْنِي زَاحِفَةًً
عَلى (( الأعْناَق ))
في لَحْظَةِ بُؤْسٍ
وعَرَاء مِنَ الإنْصَافِ
وليسَ فِي قَائِمَتِي سِوَى
ضَدّانِ يَعْتَرِكَان
أحَدُهُمَا (( الحَيَاة ))
والآخر بِتَأْكِيدِ الأَمْوَاتِ
(( مَوت ))
سَأتَقَمّصُ لِحِينِ إفْرَاغِ القَائِمَة ذَاكَ الدّوْر
فَفَقْدُ الأَمُومَة كَانَ دَافَعاً لِدَهْنِ الوَرَقَة
بِدِمَاءِ الأَمَل
وزَفْرَاتِ الحُلْمِ الأبْيَضِ
ولازَالتْ تُوقِدُ شَمْعَتَها
رَحِمَهُمَا الله !!
السّعَادَة – الهَنَاء
شَنَقْتهُمَا
بَعْدَ أنْ وضَعْتَهُمَا فِي كِيِسٍ
كَي لا يَهْرُبَانِ ويَعُوَدانِ لِي مُجَدّداً
فَقدْ وَدّعْتُهُمَا سَاعَةَ ودَاعَهَا
وأحَرَقْتُ بَقَاَيا (( الأمَلْ ))
وَرَسَمْتُُ صُورَةً جَمِيَلةً ِلْلحُزْنِ
أُغَنّي بِها عُذُوقَ اللّيلِ
بِألمٍ يُسِهِّدُ أحْرُفِي
بِخِفّةِ ظَلٍّ
اخْتَلَقْتُهُ لأعِيشَهُ
أُوهِمُ ذَاتِي
حَامِلاً مَعِي المّطَر
وحَامِلاً مَعِي لَحْظَةَ غُرُوب
نَكّأتْ دَمْعَتِي وَجْنَةً
وَأدْمَتْ أُخْرَى
أضَاءَتْ أصَابِعَها الخّمْسَة
كَشُمُوعٍ
أَخَذَتْ كُلَّ شَئٍ مَعَها
عَدَاهَا
ظَلّّتْ مُشْتَعِلَةً
لا يَشْتَعِلُ مَعَهَا سِوَايَ
لَهَبٌ لا تُحَرّكُهُ الرّيَاح
هَائِجٌ بِدَاخِلي سَاكِنٌ بِأصَاِبعِها
فِي كُلّ إصْبَعٍ أرْبَع سَنَواتٍ وشَهُور
مِنْ عَمْرِي الفَانِي
قَاحِلَةً
ليسَ بِها سِوى آثَار أقْدَامٍ
لآخِرِ زيَارَاتِ الفَرَح
ومِلْيُون وَرَقَة خَضْراء حَتْماً سَتَمُوت
إنْ لَمْ أزُرْ تِلْكَ البُقْعَة
سَتْخَتِفي مَعَالِمُ الحَيَاةِ فِيها
فَمِنْ أيْنَ لَهَا بِسَاقِي ؟
وَدُموعِي مَرْتَعُهَا وَمَنْبَعُهَا
كَانَتْ الدّمْعَة المِلْيُون التِي سَقَتْ بَقَايَا خُضْرَتِها
وإنْ تَوَقّفَ النّزْف مَاتَتِ الحَيَاة
مَسَافَاتٌ بَينَ اصَابِعِي
كَالْمَسَافَاتِ بينَ كُلِّ صَعْبٍ نَسْتَسْهِلُه
وإنْ بَِعُُدَ نَرَاهُ قَرِيباً
مِنْ بَينِ أزِقّةِ أصَابَعِي تَعْدُو النَسَمات
مُتَسَابِقَة
وهُنَاكَ شَخْصِي كَضَبَابٍ
أوضَحُ مَافَيهِ كَفّ بِخَمْسَةِ أصَابِعَ
يَنْتَظِرُ أُمّاً غَابَت
فَي لَحْظَة سَهْوٍ
ارْتَسَمَتْ بَسْمَةً شَفّافَةً
عَلَى شَفَتَيهِ
وبَقَايَا حَنَانٍ مِنْ كَفِّ الأُم
تَكْفِيهِ لِيَعِيشَ دَهْرَاً
فَصَبْراً يا انا صَبْرَا
فَيَدِي الأُخْرَى تُخَبّئ صخباّ مِنْ (( الذكرى ))
عَينٌ أُخْرَى تَبْكِي !!
لا غـَـرَابَة
فَنَكَسَاتُ الأَرَق تَجِيء بِشَيخُوخَة
تُهَيّّج جُثْمَانَ (( حُزْن ))
تَضُمُّ دَاخِلَ مُقْلَتَهْا مَقَامُكِ الكَبِير
بُكَاءٌ صَامِتٌ
غَزَارَةُ دُمُوع
بِلا عَوِيل
فَقَدْ أخْرَسَتِ الدّمْعَةُ المَحَاجرَ
وعَادَت الإيمَاءات عَرْجَاءَ
تَتّكئ إيمَاءة على الأُخْرَى
فِي رِحْلَةٍ مِنْ إيَماءات
لَنْ تَنْتَهي إلا بِزَهْقِ الرُوح
ولا بـــَــوح
فقد عَلمتِني ذاتَ إفْراطٍ فِي الشَكّوى
بأن الشَكّوى لِغَيرِ الله مَذَلّة
أعَدَمْتُ حِينَها (( الــبـَـوْح ))
وعَانَقَت تَدُفق أحَاسِيسي دَمْعَاً
فعَلى وجْنَتَايَ شَكّوى الظَمَأ مَمْنُوعَة
فَهِي تُعَانِي وتُعَانِي مِنْ وَفْرَةِ المِيَاه
اخي الغالي
يالروعة بوحـكـ
وهذا اللحن الحزين
قيثارة تعزف
على الوتر الحنين
وأمير تداعبه الذكريات
علها تنساب من يديه
الآمال !!
هنا قيثارة تبكي لموعد أمل ..
نزف الحروف .
تختلج حروفها قلوب العذارى
فرفقا بقلبك الندي
ورفقا لحرفك النازف
فلربما عاد الدفء لشتاؤك القاسي
وقاسمك تلك الذكريات ..!!
سيدي
قد اخجلت كل الحروف والكلمات من معانقة حرفك
حروفك تحلق في السماء كالبدر المنير
هنا نلتمس عذب الكلمات
وسحر الاحساس المرهف
يا لكلماتك
وحروفك العذبه
وقفت اتأملها حرفاً حرفاً
وكلما قرأت زاد اعجابي بنظمها
رائع انت حيث كنت
كنت هنـا فتقبل مروري المتواضع
*
*
المســــ فهد ــــااافر