المحبة لا تُلقى إلا في قلب طاهر ، فطهّر قلبك من الشوائب .. أما رأيت
الزارع يتخير الأرض الطيبة ويسقيها ويرويها ، ثم يثيرها ويقلبها
وكلما رأى حجرا ألقاه ، وكلما شاهد ما يؤذي نحاه
ثم يلقي فيها البذر ويتعاهدها ؟
وكذلك الحق عز وجل – ولله المثل الأعلى – إذا أراد عبدا لوداده
حصد من قلبه شوك الشرك ، وطهره من أوساخ الرياء والشك ..
ثم يسقيه ماء التوبة والإنابة ، ويثيره بسحاب الخوف والإخلاص
فيستوي ظاهره وباطنه في التقى ، حينئذ تُبذر بذور الهدى
فتثمر حب المحبة ، فتصبح النفس طاهرة ..
رايتها العلم .. وسجنها الخوف .. وميدانها الرجاء ..
وبستانها الخلوة .. وكنزها القناعة ..
وبضاعتها اليقين .. ومركزها الزهد .. وطعامها الفكر ..
وهي مشغولة بتوطئة رحلها لرحيلها ، وعين أملها ناظرة إلى سبيلها ..
فإن صعد حافظاها .. فالصحيفة نقية ..
وإن جاء البلاء .. فالنفس صابرة تقية ..
وإن أقبل الموت وجدها من الغش خالية ..
فحينئذ يُنادى أن { يا أيتها النفس المطمئنة ، ارجعي إلى ربك
راضية مرضية ، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي }
منقول