*·~-.¸¸,.-~* الدنيا ساعه .......... فاجعلها طاعه *·~-.¸¸,.-~*
كلمات بسيطة دائما ما أرددها .. بل الكثير و الكثير يرددها و يكتبها .. لكن العبرة ليست بالكتابة بل بتدبر تلك العبارة .. فالدنيا ساعة .. ونحن نعيش بتلك الدنيا .. و أعمارنا أيام معدودة وكلما ذهب يوم ذهب بعضنا لكن من استغل تلك الساعة فجعلها عبادة و قيام و طاعة لله تعالى ؟؟ سؤال يتردد في ذهني دوما ! يلقي بي في دوامة الحيرة و التساؤل ؟! قد أجد له جوابا لكن سرعان ما يذوب ويتلاشى .. مع ملاهي الدنيا ... واتباع الهوى ... قد يتأثر القلب .. وتتحرك المشاعر .. وتدمع العين .. عند سماع موعظة أو قراءة قصة .. لكن ؟! كل ذلك يحدث في تلك اللحظة فقط .. وبعدها يزول كل شعور و إحساس بالخوف و الهبة .. لماذا كل ذلك التواني ؟! ألفقدان الرفيق المعين ؟؟ أم لقلة الزاد في الطريق ؟؟ نعم فكلاهما معا فقدانهما خسارة .. وزوالهما دمار .. لأن الدنيا طريق شاق كثير العثرات بحاجة إلى صاحب و زاد .. فالأول لنا أن نأخذ من سعتنا لضيقنا .. ومن دنيانا لآخرتنا .. فنحن في هذه الدنيا إما غرباء أو عابري سبيل .. ولقد طالت لنا أيام غربتنا .. فكم نسجت لنا الدنيا أحلامها .. وزرعت في قلوبنا الضعيفة غراس حبها .. كم أعجزتنا و أقعدتنا .. وركنت بنا إلى ظلها الذي آل للسقوط .. ذلك البناء الذي لم يجد من يقومه بذكر الله و عبادته .. والدعوة إلى سبيله .. نعم الدعوة إلى الله التي غفلنا و غفل عنها الكثير .. ما أجمل تلك الأيام التي حملت بها هم الدعوة .. ووجدت حولي أخوات في الله يعينون على السير في طريقها .. أيام زالت و تحولت إلى ماض اتذكره .. ولم يبقى منا إلا هم الدعوة لكن دون معين .. كم من اللحظات تمنيت لو كنت شابا لما لديهم من اتساع مجال الدعوة .. مقارنة بمجتمع النساء .. وكفى الشباب فخرا مجالستهم للعلماء و نهلهم من علمهم .. فكم حرمنا من هذا الخير العظيم مما ولد في نفسي الحزن العميق و اليأس و عتاب نفسي ..لكني كففت عن هذه الأمنية حين تذكرت قوله تعالى :
( و لا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ) .. الدهر يمضي و تمضي بنا سفينة العمر لا تقف لحظة تمخر عباب الحياة .. تشق طريقها دونما صبرا أو انتظار .. ونحن لا ندري في أي لحظة يكون الارتحال من هذه الحياة التي لم نطبق فيها الغاية التي من أجلها خلقنا ..ولم نسع في أرضها ونقيم حدود الرحمن بيننا .. فنحن نعيش في اضطراب .. وستغرق سفينة الحياة في أعماق المعاصي .. واتباع الهوى فما أتعس ذلك الإنسان الذي غرقت سفينته في تلك الحياة التي يعيشها في الظلام .. تتخطفه الأوهام .. ويهوي به هواه إلى مكان سحيق .. وهو يظن أنه بلغ من الحياة قمتها .. وسار فيها إلى نهايتها .. وما أشد خوفي لو كنت ذلك الإنسان .. فلنراجع أنفسنا .. و لننقش تلك الفائدة كتابة و فهما في صدورنا ..ولنعمل بها لله الدنيا ساعة .. فاجعلها طاعة لله .. ولنقف ساعة مع أنفسنا !! ونتفكر .. و نتساءل ؟! إلى أين نمضي ؟ و في أي طريق نسير ؟ و لنجدد العهد مع أنفسنا و أخواتنا و أخواننا على المضي معا على طريق الدعوة بكل همة و إصرار .. مهما ضاقت السبل وكثرت المصاعب .. وابتعدت الأجساد .. فالقلوب واحدة .. مجتمعة على الإيمان .. حتى ولو تجرعنا مرارة الصد و الهجران .. والألم و اليأس .. فحلاوة الإيمان تنسينا تلك المرارة .. وأتذكر قول الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله : لله الراحة عند أول قدم نضعها في الجنة لله .. نجد بها العوض الكامل .. و نسيان المتاعب .. فحري بنا أن نأخذ من دنيانا لآخرتنا ما يبلغنا المنازل و المساكن في جنات النعيم ........ اللهم آمين .
*·~-.¸¸,.-~*إنما انت أيام ... فإذا ذهب يوم ذهب بعضكم ... واذا ذهب بعضكم .... يكاد ان يذهب كلكم *·~-.¸¸,.-~*
ولحديث الأوراق بقية !!!!
ساااارونه