.... أخي العزيز .. أختي العزيزة....
* جدد \ جددي حياتك *
هذه الكلمة هي صدى الهموم ولحظات الترقب والقلق ، حينما تشعر بإنعدام في العلاقات ، وإنهدام في رسالة الحياة وإنهدام لقواك الداخلية ، عند ذلك تشعر بالضعف ،، فأقول لك ((( جدد حياتك )))
أحبتي
ماذا تعرفوا عن الطاقات الأربع ؟
كل إنسان منا لديه أربع طاقات وهي : . العقل . . الجسد .. العاطفة .. الروح . وعندما ننمي طاقاتنا تتجدد الحياة في كل جانب ، عندها تعطي الضوء الأخضر لممارسة الحياة بشكل أفضل وأكثر فعالية ، وذلك مثل عضلات الجسم .. فالعضلات موجودة وسبب بقاءها بشكل نافع ومفيد هو التمرين والتدريب . كذلك الإنسان لديه طاقات في عقله وسوف تضعف إذا لم ينمها ويدربه ، وكذلك العاطفه ، فالإنسان الخالي من العاطفة . والذي لا يعرف أن يقول كلمتين نافعتين لن يواصل التواصل في علاقاته ، وسوف تذوب وتنهار .
وسوف أبدأ معكم بأول طاقة .. وهي العقل ...و عقل الإنسان ينمى بثلاثة أمور ...
( أولها القراءة )
فليس خيار إلا القراءة ، لأن القراءة فيها المنطق والحجة والإقناع ، والثقافة لن تنمو دون تخصيص وقت يومي للقراءة ، وكذلك ليس أي قراءة بل اقراءة النابعة من تركيز ووعي ، فأول ما أنزل الله تعالى .. ( إقرأ بأسم ربك الذي خلق ) ...
( ثانيها .. إستقلاق الذات والحرية ... )
الإحساس بحرية التفكير .. فلا يوجد أحد يفكر غيرنا ، حتى ولو كان الأب والأم ، فدورهما مساعدتنا على التفكير السليم .. وإن معظم الناس يلغي عقول الآخرين بمقولة ( أنا أكبر منك ) أو ( أنا أفهم منك ) أو ( أكبر منك بيوم أعلم منك بسنه ) فمعناها لا تفكر ، دورك أن تتبعني ، متناسياً أن من أوائل القضايا التي حاربها الإسلام التقليد بقوله تعالى ..( بل قالوا إنا وجدنا آباؤنا على أمةٍ وإنا على آثارهم مهتدون ) .. فإن مصدر ذلك تقديس الغير .. وعندها يلغى العقل .. وإن ديننا الإسلامي الحنيف يحترم العقول ويقدر المواهب ، ويقدر آدمية البشر ، بأنهم يعرفون ما يضرهم وما ينفعهم ..
( ثالثها .. الفهم المتوازن للحياة ... )
بجوانب الحياة المختلفة ، والإحتكاك بأهل الإختصاص فيزيده في الفهم والوعي ، ويؤدي إلى معرفة الواقع وكيفية التعامل معه ..
وثاني طاقة هي .. الجسم.. والجسم ينمى بثلاثة أمور ....
( أولها الحركة ... )
يجب أن تنمى جسمك بالتمارين الرياضية .. فلا تسمح للكسل والمرض أن يسقطاك ..
( ثانيها . الغذاء السليم ..)
يجب إختيار طريقة الغذاء وذلك للمحافظة على صحة الجسم ، وإختيار أنواع مناسبة لفاعلية الجسم ، كترتيب مواعيد الطعام ، ... إلى غير ذلك ..
( ثالثها . الإيمان وتقبل الهزيمة ..)
وهي رياضة نفسية ، تجعل كل جوانب حياتك تسير بشكل متوازن ، والمشكلة تكمن في أن الإنسان لا يستفيد من أخطائه .. وتتعلم من الخطأ أضعاف ما تتعلمه من الصواب ، بشرط الإستعداد لتقبل الهزيمة ، أما الذي يتكبر سينهار في يوم من الأيام .
وثالث طاقة هي .. العاطفة .....
العاطفة تبنى بالمبادئ الصادقة ، والنابعة من الأمن الاخلي .. وهو لا يأتي مما يعتقده الناس فينا ، أو كيف يعاملوننا ، ولا يأتي من النصوص التي أورثونا إياها ، ولا يأتي من ظروفنا بل ينبع من الداخل ، من مبادئنا القويمة القابعة في أعماق عقولنا وقلوبنامن الحياة المليئة بالحب الصادق ، وخدمة الآخرين ، ومساعدتهم بطرق تنم عن عاطفة جياشة وحب صادق ، تعامل مع علاقة العاطفة كالبنك ،، تعامل على أنها حساب في البنك ، إذا كنت في بنك وعندك حساب ، وسحبت منه فسوف ينقص ، وإذا كنت دائماً تسحب ولا تودع فسوف تكون في يومٍ من الأيام مفلساً .
الحساب المصرفي يضمن لك علاقة ذات مدى بعيد ، فكر في علاقاتك بهذا الأسلوب ، فكل كلمة قاسية هي سحب من الرصيد ، كل خطأ تخطئة تجاه شخص لك معه علاقة هو سحب من الرصيد ، فإذا أردت زرع قيمة أو تصحيح سلوك ، فإستعرض حسابك وسوف تعلم النتيجة .. وهناك معانٍ جذابة في الرصيد ترفع من قيمته ، وهناك معانٍ تسحب من الرصيد بشكل سريع ..
وعندما نذهب إلى حساب الإيداع .. نجد ..
( شيك الكلمة الطيبة ) و ( شيك الوفاء بالوعد ) و ( شيك الوضوح ) و ( شيك القدوة ) و ( شيك ضبط النفس ) و ( الإعتذار بإخلاص ) و ( جلسات الحوار ) ..
وعندما نذهب إلى حساب السحب .. نجد ..
( شيك التجاهل ) و ( شيك إخلاف الوعود ) و ( شيك النفاق ) و ( شيك الغموض ) و ( شيك الغضب ) و ( شيك الإصرار على عدم الفهم ) و ( شيك التعالي ) ...
ولقد علمتني الحياة أن هناك أوقاتاً للتعليم وأوقات لا يصلح التعليم فيها ، فعندما تكون العلاقات متوترة والجو مشحون بالإنفعالات يصعب التعليم ... والذي يسحب من رصيده بدون ما يودع سوف تنهار علاقاته ، وعندها تنهار قدرته على الشعور بالعاطفة مع الآخرين ، فالذي يزرع الكلمة الطيبة وينميها مع الزمن تبذر علاقة طيبة ، والذي لا يزرع كلمة طيبة ولا يودع أنصحه بأن لا ينتظر من الآخرين شيئا ..
والطاقة الرابعه والأخيرة هي الروح ..
وعندما نأتي عند الطاقة الروحية التي في الإنسان نجد أنها هي التي تجعله ينمو في الحياة ، ويصمد في الفتن ، وقوة الروح بالإضافة إلى قوة الإيمان مهما كانت الضغوط فإنها تجعل الإنسان يصمد ويقاوم .. وعندما نتأمل ونتفكر في مراجعة القيم والمبادئ .. ومراجعة العلاقات التي خسرناها .. ومراجعة الضمير .. ومراجعة الإيمان والعبادة .. ومراجعة القلب .. ومراجعة العلاقة مع الله عز وجل .. والتأمل فيما بعد الموت والتأمل في الحقيقة البشرية ..... وأعظم ما يدعو إلى دائرة التأمل هو الصلاة .. والإنفراد مع الله .. وهي لحظات المناجاة .. قال تعالى .. ( الذين يذكرون الله قيماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار ) كل ذلك بحاجة إلى خلو مع النفس ، إلى التألم في الفرآن الكريم ، كتاب الله فهو الروح الباعثة على الإستمرارية نحو تخطئ كل العقبات ، وهو المرجع لكل الناجحين ، منه يستمد مناهج النجاح ، وبه يستطيع الإنسان أن يتغلب على المعارك الداخلية فتسكن النفس وتستقر ولن يكون ذلك إلا حينما تتخلص من مجرد السماع أو القراءى المجردة ، دع الكلمات تدخل في صميم قلبك ، تعبد الله بترتيله .. تحرك به لتغير ملامح القرن الحادي والعشرين إلى النجاح ، لابد لأي روح يراد له أن تؤثر في القرن الحادي والعشرين من خلوة وعزلة بعض الوقت وإنقطاع عن شواغل الدنيا وضجة الحياة وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة ..
ولكي تواصل أخي العزيز أختي العزيزة تجدد الحياة عليك بالصبر والإصرار وتحدي العوائق والعقبات ، وهي التي تقوي الروح وتشعل الفتيل نحو المواصلة ..
وأخيراً أخواني الأعزاء أود أن أقول إذا توازنت لديكم هذه الطاقات الأربع فأنا أضمن لك بعد الله تجدد حياتكم في أيامك القادمة بإذن الله ..