عقده التشبه!
لا ابالغ اذا قلت اننا اصبحنا نعاني من عقده اسمها (عقدة التشبه) التشبه باصحاب الديانات والمذاهب الاخرى من غير المسلمين , تلك العقده التي ترسخت وتجذرت في واقعنا الفكري ومناهجنا الفقهيه حتى شملت الكثير من مناحي الحياه العاديه والبسيطه والتي لا تعبر عن علاقه محدده او واضحه بغير المسلمين ولا تمثل شكلا من اشكال موالاتهم او محبتهم او الركون اليهم, واصبح التشبه بذاته دليلا قطعي الثبوت قطعي الدلاله يحلل به الحرام ويحرم به الحلال, وادخلت معظم مظتهر الحياه العاديه والطبيعيه تحت قوله صلى الله عليه وسلم ( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه) رواه البخاري.
وحقيقه ان هناك مايمكن ان يطلق عليه التراث الانساني العام الذي لا يرتبط بدين معين او مذهب محدد والذي يعد مصدرا اساسيا للكثير من المظاهر الحضاريه والعلاقات الاجتماعيه المعاصره سواء فيما يتعلق بالازياء او الملابس او الطرز المعماريه او اساليب الحياه او العمل او الاداره وكلها نتاج لتطورات حضاريه حديثه لا ترتبط بدين او مذهب او طائفه بعينها, والتي ساهمت فيه وسائل الاتصال بشكل كبير بينما حديث الرسول عليه الصلاه والسلام واضح والتحذير في اتباع سنن من قبلنا فيما هو شعار لهم له مواصفات الخصوصيه ولا اظن ان مظاهر الحياه المدنيه المعاصره داخله فيه مالم يكن فيها مخالفه شرعيه او اتيان لفعل محرم, واغلب هذه المظاهر داخله تحت قوله تعالى (( قل من حرم زينه الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق ))الاعراف 32
اخيرا....يجب علينا فض الاشتباك بين ماهو تراث انسانس مشترك وبين ما يمكن ان يكون تشبها باصحاب الاديان والمذاهب الاخرى حتى لا تكون افهامنا الخاصهعوائق امامعمليه التحديث والتطويرالتي يحتاج اليها المسلمون في كافه المجالات الحياتيه, الاقتصاديه, الاجتماعيه , الثقافيه والسياسيه
الشيخ أحمد بن باز
العرض الشجري
