لأم.......
ذلك الكيان العظيم والركن الشامخ الذي نأوي لنستدفئ بظله ونحتمي به من عوائق الدهر ومصادفات الأيام.
هي المرأة التي تشعر دائما أمامها بصغرك وضآلتك وطفولتك مهما كبرت ولو كنت أبا أوجدا. المرأة التي
تحمل مخزونا ضخما من الحنان والود والعطف والشفقة ما لو حمّل غير قلبها لناء بحمله .
رحلت أمي وكان رحيلها أشبه بالصدمة والمفاجأة رغم أنها لم تكن تعاني من شيء رحمها الله وغفر لها
واسكنها فسيح جناته ورزقنا الصبر والسلوان.
وقد كنت دائمة السؤال عنها عند أبي بعبارة ( أين أمي ) فجاءت هذه الأبيات
أبتاه رد عليّ 00000
أبتاه أين حبيبتي تلقاني
أين التي إن رمت شيئا عندها
ضحكت بقلب صادق وحناني
وتفوهت بلسانها من قلبها
أقبلي حبيبتي والتزمي أحضاني
أقبلي وخذي ما شئت واطبعي قبلة
من فيك دافئة تهز كياني
واجلسي على حجري بُنية
وترن بقول حبيبتي آذاني
إن غبت عنها أجهدت بسؤالها
عني وعن صديقاتي وعن أخداني
أو جئتها ضحكت ومدت كفها
.في جيبها تعطيني بدون تواني
أبتاه أين النور في أفيائنا
شمس خبت وتجددت أحزاني
أبتاه قل لي أين ينبوع الصفا
أين الملاذ إذا سطت افكاري
قل لي وقل لي ياأبي عن قصة
عبر بها عن حرقتي وهواني
واذكر بها أبتاه كل إضاءة
رسمت بها البسمات ملئ مكاني
أبتاه اني ان حزنت مكبل
عجزي عن التعبير قد أشقاني
ودموع أصحابي وأهلي أرسلت
والدمع ملئ محاجري أضناني
مهلا ًفإني قد وترت بفقدها
قلعت جذوري واستخف جناني
واسير فوق الأرض إلا أنني
جسم وكل جوارحي تنعاني
ان كنت تذكر ما ذكرت وتشتكي
مر الفراق ولوعة الحرمان
أنت الكبير وذقت من ودها
شيئ يقاس بوابل هتاني
قل كيف تبدوا شكوتي وصبابتي
وأنا النديمة لها مدى الأزماني
وأنا التي قد نالت شطر حنانها
وأنا التي بدعائها تغشاني
وأنا الذتي قطفت الزهور بقربها
ربي الكريم بفضله أعطاني
وأنا التي نذرت لذيذ حياتها
من أجل سعدي دائما ترعاني
وأنا التي منذ أن ولدت وقلبها
حولي يرفرف دائم الخفقاني
ان كنت ذا مرض تسهد نومها
أو كنت في سفر لها تِحناني
أبتاه مهلا إن في قلبي أسى
الحزن قطع مهجتي وكواني
وأنا التي فقدت الحياة بفقدها
وأصابني من ذلة الخسران
باب الى الجنات أغلق بعدها
ياويح قلبي والأسى أرداني
أبتاه ادعو لها وابتهل
للواحد المعبود ذو الإحساني
ان يجزل الإحسان يجعل قبرها
روض الجنان وساحة الغفران
وتكون في الفردوس أكرم منزل
جني قطوف من ثمارٍ داني
( لا أدري لم تحتضني آلامي ويأبى الحزن إلا أن يضمني بذراعين طويلتين ويأسرني
في عالم رحب لا حدود له)
آه يايـــــــــــــمه