تسقط حبّات المطر .. تبتل الأشياء
ومع هبّات الريح .. تشم رائحة الشتاء البارد
لترى الأشجار ساكنةً .. مبتلة
تهدّل أوراقها الخضراء .. كأنها تقول شكراً للسماء
ويبدأ الظلام بالهبوط .. تختفي الطيور
ويختفي البشر .. حتى سكّان ما تحت الحجر
تترقرق الدموع الحمراء على النوافذ
تتراقص ألسنة الدفء بفرح
تنظر .. تتأم .. تستمع إلى لحن السماء
موسيقى لا ترحب إلا بالذكرى .. بالآلام
تعود ومعها صور العمر .. وأقمار السّمر
تعود بالحزن .. بالحسرات .. تعود بالضجر
تعود فتحترق دمعة على وجنة الورد المشتعلة
وتحترق معها شموع العمر
يتوقف المطر .. تشرق الحياة .. وتخرج الطيور
وتبقى الدمعة مشتعلة .. لتحرق كل الصور
وتلتزم الصمت والصبر
فما لك سوى أن تقول
شكراً للسماء ... شكراً للقدر