من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه, وان تسمع داعيه ثم تتأخر عن إجابته, وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره, وان تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له, وان تذوق ألم الوحشة في معصيته, ثم لا تطلب الأنس بطاعته, وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه, ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته, وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولاتهرب منه إلى نعيم الأقبال عليه والإنابة إليه.
وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه, وأنك أحوج شئ إليه وانت معرض وفيما يبعدك راغب