العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 05-11-2003, 02:30 PM   رقم المشاركة : 1
المفكر
( ود جديد )
 






المفكر غير متصل

بلاد السعودية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله

س :فضيلة الشيخ : كما تعلمون أن من نعم الله تعالى على هذه البلاد أنها على منهج الكتاب والسنة ، ولكن هناك من يقحم بعض المناهج أو الدعوات وربما بعض المذاهب الضالة كمذهب الخوارج أو مذهب يشتت الصف ويفرق الكلمة فهل ترون بهذا يا فضيلة الشيخ مسوغاً ؟ ج: لقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبه يوم الجمعة وفي مناسبات أخرى أن خير الكلام كلام الله ، وأن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وإذا نظرنا إلى هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وجدنا أنه يريد أن تكون الأمة أمة واحدة ، لا تتفرق ولا تختلف ولا يكون في قلوب بعضها شيء على الآخرين حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم ترك ما هو اختيار لدرء الفتنة ، وحتى أنه صلى الله عليه وسلم أمر بالصبر على ولاة الأمور على ظلمهم وعلى جورهم وعلى أثرتهم واستبدادهم وأخبر أن هذا سيكون فيقال للأنصار رضي الله عنهم ( إنكم ستلقون بعدي أثرة – أي استئثاراً عليهم – فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)). وقال صلى الله عليه وسلم ( من رأى من أميره ما يكره فليصبر)) . وقال صلى الله عليه وسلم حينما سأله رجل عن بعض أمراء يسألون حقهم ويمنعون حق الرعية فقال ( اسمعوا وأطيعوا ، فإن عليهم ما حُمَّلوا وعليكم ما حُمَّلتم)). ولا شك أن مما يخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم إيغار الصدور على ولاة الأمور، والحديث بما يوجب كراهتهم وبغضهم ، وذلك لأن الأمة الإسلامية يقوم أمرها على صنفين من الناس :على العلماء وعلى الأمراء ، وهم أولو الأمر الذين قال الله عز وجل فيهم : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم). قال المفسرون وغيرهم من أهل العلم : أولو الأمر هنا هم العلماء والأمراء فالعلماء قادة الأمة بشريعة الله ، والأمراء قادة الأمة بسلطان الله عز وجل فلولا العلماء ولولا الأمراء ما استقامت الأمة لأن العلماء يقودون الناس بالشريعة ، والأمراء يقودون الناس بالسلطة والتنفيذ. فإذا تكلم أحد في الأمراء أو تكلم في العلماء بما يوجب عداوتهم والحط من قدرهم ، فإن الأمة تضيع ، لأنه لا يكون لها علماء تثق بأقوالهم فتضيع الشريعة وليس لديها أمراء تثق بتصرفاتهم فيضيع الأمن ، لهذا نرى أن من الخطأ الفاحش ما يقوم به بعض الناس من الكلام على العلماء أو على الأمراء ، فيملأ قلوب الناس عليهم بغضاً وحقداً ، وإذا رأى شيئاً من هؤلاء يرى أنه منكر ، فالواجب عليه النصيحة وليس الواجب إفشاء هذا المنكر ، أو هذه المخالفة ، ونحن لا نشك أنه يوجد خطأ من العلماء ويوجد خطأ من الأمراء سواء كان متعمداً أو غير متعمد ، لكن ليس دواء المرض بإحداث مرض أعظم منه ، ولا دواء الشر بشر أشر منه أبداً ، ولم يضر الأمة الإسلامية إلا كلامها في علمائها وأمرائها ، ما الذي أوجب قتل عثمان ؟ هو الكلام فيه ، تكلموا فيه وأنه يحابي أقاربه وأنه يفعل كذا ويفعل كذا فحملت الناس في قلوبها عليه ، ثم تولد من هذا الحمل كراهة وبغضاء ، وأهواء وعداء حتى وصل الأمر إلى أن قتلوه في بيته وتفرقت الأمة بعد ذلك. ما الذي أوجب قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلا هذا ؟ خرجوا عليه وقالوا إنه خالف الشرع وكفَّروه وكفَّروا المسلمين معه ، وحصل ما حصل من الشر. فالواجب علينا أيها الإِخوة ونحن في هذا البلد ولله الحمد ، كما قال السائل بلد آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان ، وهي من خير ما نعلمه في بلاد المسلمين تطبيقاً للشريعة ، وهذا أمر مُشاهد ولا نقول إنها تامة مائة في المائة ، بل عندهم قصور كثير ، ويوجد ظلم ، ويوجد استئثار ، لكن الظلم إذا نسبته إلى العدل وجدت أنه أقل ومن الظلم أن ينظر الإنسان إلى الخطأ ويغمض عينيه عن الصواب فإذا كان كذلك فالواجب أن الإنسان يحكم بالعدل لقوله تعالى ( يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين)) سورة النساء:135 . وقال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلُوا)) شنئان يعني بغض ، ويجرم بمعنى يحمل ، يعني لا يحملنكم بغض قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله ) سورة المائدة:8. فأقول : إننا ولله الحمد في بلاد آمنة ولله الحمد والمنة ، هي خير ما نعلمه في بلاد المسلمين في تطبيق الشريعة . فالواجب علينا أن نحرص على توحيد الكلمة ما استطعنا ، وأن نجعل الخلاف الذي يقوم بيننا من باب الاجتهاد المأجور صاحبه مع حسن النية إما أجرين إن أصاب أو أجراً واحداً إن أخطأ . وأن نتناقش فيما بيننا فيما يظن بعضنا أنه خطأ حتى نصل إلى الصواب جميعاً ، وإذ علم الله من نيتنا أننا نريد الحق يسره الله ويسر لنا الاجتماع عليه ، هذا ما أحببت أن أقوله حول هذا الموضوع ، وأرى أنه يجب الكف عن نشر مساوئ الناس ولا سيما العلماء والأمراء , وأنه يجب إصلاح الخطأ بقدر الإمكان ، ولكن بالطريقة التي يحصل بها المقصود ونسلم فيها من المحذور. من إجابة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في اللقاء التاسع والثلاثون من لقاءات الباب المفتوح


منقول







 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:47 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية