ثقافتنا تبكي !
نعم … جعلناها تبكي … وهي تصرخ أين أنتم ؟
أطرح هذا الموضوع وكلي أسا على ما أشاهده من طمس لثقافتنا العربية والإسلامية الأصيلة
ويرجع ذلك في المقام الأول إلى أنفسنا في تغيب الثقافة العربية وليس في غيابها لأنها موجودة
أصلا وقائمة بحد ذاتها رغم تنوع مصادر هذه الثقافة وتشعبها بين أفراد المجتمع الواحد ولكن
للأسف أخذ كثير من أفراد المجتمع على عاتقهم أهمية تقليد الغرب والسعي وراء كل مستورد
علما أن كثير من الثقافات الدخيلة على مجتمعاتنا العربية تتنافى مع قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا
الأصيلة.
ولكن هناك فئة من الناس تنادي بالثقافة العربية وتتكلم عن هذه المبادئ … ولكن للأسف عندما
يشاهدون من يحافظ على هذه الثقافة والتي تتمثل في الحفاظ على العادات والتقاليد يقولون عنك
إنك إنسان رجعي ومتخلف.
فهل ثقافتنا التي أخذ منها الغرب في بداية عصره هل قامت على أسس متخلفة … إنه العجب
العجاب يا أخواني !!!
ليست الثقافة مجرد مسابقات أو مقالات تطرح ولكن الثقافة هي الأصاله والافتخار الذي يفتخر
بها كل مجتمع وهي الهوية الثابتة والراسخة عبر مرور الأجيال والزمن … فهويتك الأصيلة هي
مقدار المحافظة على قيمك وعاداتك وتراثك.
وكما يقول المثل " إلي ما له أول … ما له تالي " ونحن نعتز بثقافتنا وهويتنا العربية الأصيلة
وليست الدخيلة وللأسف الشديد يا أخواني الكرام إن ما تسمعه من الفئة التي تمثل شريحة
الشباب … هو الاستغراب ذاته فتسمع من يقول لك … إذا قلت شيء ما أو فعلت شيء ما
يقولون لك وبي البنط العريض … أنت مال أول !!!
ماذا تعني لهم كلمة أول …
أليست أول هي الثقافة
أليست أول هي الأصالة
أليست أول هي الماضي والحاضر وسوف تظل المستقبل للذين يعرفون مدى الارتباط الوثيق بين
النفس وبين المجتمع نعم أقولها للجميع وفخرا وأعتز بها … إنني مال أول … إنني على مبدأ
وولدت على ثقافة أصيلة، ولست مهجنا أبحث عن ذاتي بلا هوية ولا ثقافة.
إنني أناشد من يجري خلف السراب وخلف الثقافات الدخيلة المبنية على ثقافات مهجنة، ويترك
ثقافته الأصيلة ثقافة الآباء والأجداد، إلى تنظيم أمورهم والنظر بشافية إلى ما ينبغي من تغيير
في سلوكياتهم والتريث وأحكام العقل وعدم الأنبهار … إننا حريصون كل الحرص على أن تبقى
الثقافة العربية والإسلامية ذات مغزى ملموس ليقتات منها الجميع … وينهل الجميع من ألونها
والخوف كل الخوف من تحول ثقافتنا وتصبح كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال.!!!!!
تحياتي لكم: الشوق
|