في جوف ليلةٍ من الليالي كان ( أُسَيدُ بن الحُضير ) جالسا في مربده ، وابنه ( يحيى ) نائم إلى جانبه ، وفرسه التي أعدها للجهاد في سبيل الله مرتبطه غير بعيدة عنه .
وكان الليل وادعا ساجيا ، وأديم السماء رائقا صافيا ، وعيون النجوم ترمق الأرض الهاجعه بحنان وعطف.
فتاقت نفس أسيد بن الحُضير لأن يعطر هذه الأجواء النديه بطيوب القرآن الكريم ، فانطلق يتلو بصوته الرخيم الحنون :
( آلم . ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين . الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون . والذين يؤمنون بماا أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون).سورة البقره
فإذا به يسمع فرسه وقد جالت جوله كادت تقطع بسببها رباطها ، فسكت .. فسكنت الفرس وقرت.
فعاد يقرأ :
(أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون)
فجالت الفرس جولة أشد من تلك وأقوى.
فسكت ..
فسكنت ..
وكرر ذلك مرارا ، فكان إذا قرأ أجفلت الفرس وهاجت ، وإذا سكت .. سكنت وقرت .
فخاف على ابنه يحيى أن تطأه ، فمضى إليه يوقظه ، وهنا حانت منه التفاته إلى السماء ، فرأى غمـــــــامه كالمظله لم تر العين أروع ولا أبهى منها قط وقد علق بها أمثال المصابيح ، فملأت الأفاق ضياء وسناء ، وهي تصعد إلى الأعلى حتى غابت عن ناظريه .
فلما أصبح مضى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقص عليه خبر ما رأى ..
فقال له النبي عليه الصلاة والسلام :
( تلك الملائكه كانت تستمع لك يا أسيد ، ولو أنك مضيت في قراءتك لرآها الناس ولم تستتر منهم )
____________________________________
معاني المفردات الصعبه :
المربد : فضاء وراء البيت.
ساجيا : ساكنا .
تاقت نفسه : رغبت وأشتاقت .
جالت جوله : دارت دوره .
أجفلت الفرس : نفرت .
______________________________
يعني في حديث الرسول الأخير لأٌسيد بن الحضير إنه لو أستمريت بالقراْه لنزلت الملائكه ولرأها الناس إلى يومنا هذا ، ولا تستطيع الملائكه أن تستتر منا ؛ يعني كان ليومنا هذا وحنا نشوف الملائكه .
____________________________
أتمنى أن القصه أعجبتكم ، وأكيد تتمنون ألحين لو أنه أستمر بالقراءه كان لحد الآن نشوف الملائكه صح ..
تحياتي:
خبوووووووووووووولة