لفت انتباهي ذلك الشاب الذي وارى رأسه بين ركبتيه واسند ظهره على جدار في شارع بالرياض وكأنه يذرف الدموع على مصيره المجهول!!
حاولت الاقتراب منه وقطعت عليه شرود ذهنه بادرته بالسلام وسألته عما يضايقه محاولاً مساعدته أخذ يحدثني بصوت حزين وقال اسمي ..... وعمري 22عاماً لا يوجد لي أحد في هذه الحياة والدي متوفى ووالدتي تزوجت بعد وفاة والدي وعشت معها وزوجها ولكنه كان يعاملني بقسوة.. كان يضربني باستمرار.. ووالدتي لم تستطع منعه لأن مصيرها سيكون الشارع لو عارضت قام بادخالي دار الأيتام بالرياض وأمضيت فيه عدة سنوات وتم اخراجي قبل أشهر ومنذ ذلك الوقت وأنا أعيش في الشوارع دون ان أعرف أين اذهب وما هو مصيري في هذه الحياة.
سألناه أين تنام؟ وكيف تأكل؟
- اختفى صوته وخفت حدته ثم عاد للحديث معنا بصوت متقطع حزين وقال والدموع تتساقط من عينيه أنا أعيش مشرداً في الشوارع أحياناً أنام في الحدائق وأحياناً تحت الكباري وفي بعض البيوت المهجورة أما الأكل فأحياناً لا أجد ما آكله لمدة يوم أو يومين وأحياناً أجد بعض أهل الخير الذين يجودون عليّ ببضع ريالات أنا أحياناً أكره نفسي وأتمنى الموت عندما أشاهد من هم في سني مع آبائهم وأمهاتهم أما أنا فأعيش مشرداً مع القطط والكلاب في الخرابات وكثيراً ما تعرضت للخطر من أناس يعيشون مثل حالتي لكنهم أكبر مني سناً وأحياناً بعضهم فاقدو الوعي!! نظر إليّ مرة أخرى.. ثم نهض.. سرت خلفه قليلاً وهو ينظر إليّ.. أخذ قطعة من (الكرتون) وجدها مرمية هناك.. افترشها بأحد الحدائق معلناً نهاية حواره معنا. قصة واقعية لشاب يعيش حياة التشرد نتيجة ظروف أسرية تحتاج وقفة أهل الخير والجهات ذات العلاقة بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
جريدة الرياض
العرض الشجري
