في مشرقنا العربي اعتدنا أن يكون شهر رمضان شهر العبادة والتلفاز لما يقدمه شهر رمضان من برامج رائعة تستحق منا الانتظار والمكوث لمتابعتها ... وقد قدم لنا هذا الشهر الفضيل العديد من المسلسلات المتنوعة منها _ صلاح الدين الأيوبي _ الأرواح المهاجرة _ دروب الخطايا _ جرح الزمن _ للعدالة وجوه كثيرة .... الخ .. وبالرغم من وجود تلك الباقة المتنوعة إلا أن المشاهد توجه نحو مسلسل واحد ألا وهو جرح الزمن ... في بداية الأمر ظننت أن كل ما يحدث حولي ما هو إلا زوبعة إعلامية لا تلبث إلا وان تنتهي ولكن الأمر كان خلاف ذلك تماما ... فعندما كنت اتصل بصديقاتي من اجل السؤال عن الأحوال وعن المسلسلات التي يتابعنها في هذا الشهر الفضيل .. دائما يجبن بأن مسلسل جرح الزمن هو الراجح على الساحة وحتى جداتهن تجلسن للمتابعة ... ولم يقف الامر عند ذلك .. فحدثت لي أمور غريبة عندما كنت أتسوق لعدة أيام من اجل شراء مستلزمات العيد .. ففي اليوم الأول شاهدت أطفالا يتحدثون فيما بينهم بطريقة الإشارات التي كان يتحدث بها مبارك في مسلسل جرح الزمن ... فلفت انتباهي ذلك الامر
وفي اليوم الثاني .. كنت متواجدة في أحد محلات الأحذية.. وأثناء المحاسبة لم يكن عند البائع صرف فطلب من العامل أن يأتي بباقي الصرف وعندما أحضره قال له البائع _ انت راعيها _ وهي كلمة كان يرددها سلطان في مسلسل جرح الزمن ... ولم يتوقف الامر عند هذا الحد ... فعندما كنت أتجول فإذا بطفل مقعد على كرسي وكان يعاني من مرض عقلي فأشارت إليه امرأة وقالت _ هذا جرح الزمن مو مبارك _ فاستغربت فعلا للأمر ...وجلست انتظر سيارتي من اجل العودة للمنزل .. وكانت هناك سياره مليئة بالشباب في نيتهم التحرش ببعض الفتيات ... فإذا بها تقترب شيئا فشيئا ويصرخ السائق بأعلى صوته _ طاطا بطاطا طاطا بطاطا _ وهي كلمات رددها ابراهيموا _ المخبول _ في مسلسل جرح الزمن .. بعد ذلك الامر لم أتحمل الوضع فالسوق تحول كمسرح لعرض المسلسل فالكل يتحدثون بالإشارة .. والكل يُجزل العطاء بكلمة انت راعيها .. والكل يصرخ طاطا بطاطا طاطا بطاطا ... ومنذ ذلك اليوم أخذت أتابع المسلسل مرتين على الأقل في اليوم .. فاكتشفت بالفعل انه مسلسل رائع ويستحق ان يعمل زوبعة إعلامية وان يحول كل كلمات الغزل والإعجاب إلى طاطا بطاطا طاطا بطاطا
العرض العادي
