واحدة من أهم المشاكل الخطيرة التي تواجه المجتمعات في الغرب هي ارتفاع نسبة الإدمان بين صغار السن. وما هو ظهور واضح في الغرب قد يكون يحدث في المجتمعات الأخرى، إلا ان عدم وجود الدراسات في المجتمعات الأخرى لا يعني ان هذه المجتمعات في منأى عن هذه المشكلة. والحقيقة ان مشكلة إدمان صغار السن للكحول والمخدرات. ربما يكون ظاهرة عالمية، أثارت قلق بعض العاملين في منظمة الصحة العالمية، خاصة فيما يتعلق بمشاكل الطفولة والمراهقة، فكثير من المراهقين وبعض الأطفال أصبحوا مدمنين فعليا للكحول وبعض المخدرات الأخرى. وكثيرا ما كان هذا الأمر ناتجاً عن مشاكل في الأسر مثل انفصال الزوجين أو الخلافات المتواصلة بين الوالدين، وعدم وجود من يرعى هؤلاء الاطفال.
لقد أثارت هذه المشكلة وسائل الإعلام المختلفة، وعرضت قناة البي بي سي في واحد من أهم برامجها وهو برنامج "بانوراما" عن إدمان صغار السن، وتعرضت لكيفية شراء هؤلاء الصغار للكحول الرخيص، وكيف يقودهم هذا الادمان لعالم الجريمة وان يصبحوا وسيلة سهلة للعصابات المنظمة ويستخدمونهم في الجرائم المختلفة، وفي أكثر الأوقات، يستغلونهم في البغاء والدعارة المنظمة، وهذا الأمر ربما يكون أكثر المشاكل التي تترتب عليها إدمان صغار السن.
ونتيجة لعدم وجود دخل مادي ثابت لهؤلاء الصغار فإنهم كثيرا ما يلجأون إلى الكحول الرخيص والذي غالبا ما يكون خطيرا.. ومصنع في أماكن غير مرخصة لصناعة المشروبات الكحولية. الأمر الآخر وهو ان هؤلاء المراهقين والأطفال يشربون دون معرفة تامة بالأضرار الخطيرة للكحول والمواد الأخرى التي يستعملونها، فتجدهم كثيرا ما يبالغون في الشراب ويبالغون في تناول المواد المخدرة أو المنشطة التي يستعملونها، وهذا يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة لهؤلاء المراهقين والأطفال.
كثيرا ما يستخدم المراهقون والأطفال مواد رخيصة الثمن لتخديرهم وتغيير مزاجهم مثل الباتكس والغراء والبوية، لأنها رخيصة السعر، رغم ان خطورة هذه المواد وضررها على الجهاز العصبي بالغ الخطورة والضرر.. ويؤدي إلى تلف خلايا الدماغ ويقود إلى أمراض عقلية ونفسية خطيرة.
إن هذا الأمر بالغ الخطورة وقد لاحظ بعض العاملين في مجال الطب العام في عيادات رعاية الصحة الأولية بأن هناك ارتفاعاً في نسبة عدد صغار السن الذين يتعاطون المخدرات والكحول، وكذلك لاحظ بعض العاملين في مجال الإدمان بأن كثيراً من المدمنين بدأوا تعاطي الكحول أو المخدرات في سن مبكرة، واستمر هذا الإدمان، وقاد إلى مشاكل صحية خطيرة أدت إلى الوفاة في كثير من حالات الادمان.
ان التوعية بأضرار الكحول والمخدرات بين الشباب بوجه خاصة، ذا أهمية بالغة، ويجب ان تشارك فيه المدارس والجامعات والأندية، وكذلك وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، ويجب ألا نمل ولا نيأس مهما كان هذا الأمر صعبا ومهما شعرنا بأن جهودنا غير مجدية، يجب ألا نتوقف، فهذا الأمر في غاية الخطورة وما يترتب عليه في المستقبل أمر يهم الأجيال القادمة، ويهم مستقبل الأمة أجمع.. إن أمر الادمان في سن صغيرة أمر في غاية الخطورة، ويجب أن يؤخذ هذا الأمر بكل جدية.. فهو حقاً أمر خطير..!!
العرض العادي
