هناك آباء يزرعون القسوة في نفوس ابنائهم من خلال تجريعهم العنف كأسلوب والفظاظة وغلاظة القلب كسلوك .
هذه التربية تصنع فردا فاقد لجوانب مهمة في حياته .
منها على سبيل المثال لا الحصر :
" الرحمة وحسن الخلق " وقد تعجب البعض الشخصية عندما تفترسها القسوة والشدة في التصرفات يتبعها احجام في العطاء فتصبح مثارا للتباهي ونشوة يبثها الشعور بتواجد تلك الصفة في نفوس من تمتلكها !!
وهو شعور غريب ان يستحسن المرء تفوق القسوة على الرحمة أو العنف على حسن الخلق .
ولعل مجابهة ذلك الأب لطفله الذي كان يعاونه في اداء أعماله اليوميه بعد ان تعرضت اصابعه لضربة من باب سيارة احد زبائنه ترسم ميكانيكية رد الفعل عند الأب الذي زاد من الم الطفل بافتعال الفروسية في موقفه عندما زجره عن البكاء من شدة الالم وكأن الإحساس بالألم حالة يمكن ايقافها بقسوة التصرف .
فالحقائق الجسدية عند الإنسان كالجهاز العصبي " مثلا " تتنامى معه عبر سنوات عمره إذ الطفولة حالة مرحلية تسير معها كافة اجهزته العصبية والفكرية بأحاسيس تتباين من مرحلة الى اخرى . ولهذا تمنحها جرعات التربية معايير تحدد السلوك المستقبلي لكل موقف يراه بمنظاره التربوي ، وقد يطول بنا السرد للمنهج التربوي في هذا الجانب والذي قد يفوتنا كثير من خلفياته العلمية .
إلا ان مايدركه الجميع ان القسوة ليست سيئة بالجملة ... وكذلك الدلال ليس حسنا فيما لو استشرى ... ولكن هناك مايسمى بالوسطيه إنها بلا شك منطلق الإنسان السوي بإذن الله .