نـــداء .. نـــداء .. يا أبنـــاء أمة الاسلام ***
الآن يا أبناء أمتي أفقتم , الآن صرختم الآن شجبتم ,,
وماذا ينفع الشجب والصراخ وماذا ينفع العويل والبكاء ,
إخوانكم يقتلون أمام ناظريكم كالفراخ , والعصافير البريئة تسلب أرواحها
الرقيقة بلا ذنب اقترفته ولا قبح جنته سوى أن أنا ملها الصغيرة لم تعد
تقوى لتبقى أسيرة وهي تسمع أنين الأقصى يعلو يوما بعد يوم فألقت
قطعة الحلوى التي لم تخالط الريق منذ سنين وقبضت بدلا منها على
قطعة صخر ملقى وكأن راحتها لم تخلق إلا له ..عشقته فعشقها فلم
تعد ترى سواه ألذ وأحلى وكيف لا وهي لم تعد تملك سواه تتصدى به
أعداء الأقصى وتذب عن حماه متسلحة بالتحدي والشجاعة أمام
الصاروخ والدبابة يحاولون أن يهدونها لباس الفزع والخوف فتنجح هي بأن
تلبسهم إياه حللا حللا ,فيصرخون ويركضون هلعا وذعرا من قبضة
حجارة , قبضة وأي قبضة إنها قبضة راحة لهامات لم تبلغ عنان الثريا
وحسب بل سابقتها رفعة وعلوا , هامات تتنافس من يصل إلى الجنان
أولا بل وتنادي بعضها في المنام أبطأت علي رفيقي فإني لرؤياك على
اشتياق فأسرع بالقيام ,, سبحان الله من علم هذه الطيور الصغيرة التي
بلغت بأحلامها العملاقة ما لم يبلغه المعمرون وهي التي لم يتسنى لها
أن تتربع أمام الخطب والمحاضرات لتشحنها ولا أن تسمع نداءات
واستغاثات تستنهضها وإنما كفاها مشهد واحد يفتت الحجر الأصم ,
إنه دموع الأقصى الحزين رأوه بعيون قلوبهم , سمعوه بآذان أرواحهم ,
فهل تملك عقولهم متسعا للتفكير والمقارنة أم للمفاضلة , إنها الفطرة
التي لم تغبرها الأيام وتطمس معالمها السنون .. فطرة أجابت نداء الله
ورسوله قبل أن تسمعه ..
إنهم نماذج ضربوا أروع الأمثلة لكل تمثال جامد على كرسيه ينظر ويتفرج
ويحوقل ولا يحرك ساكنا ,, لكل من طغى عليه الوهن وحب الدنيا
فتثاقل إلى الأرض وأبت همته التطلع للجنان فرضي بالحياة الدنيا من
الحياة الآخرة .. ولا أستغرب من ذاك الذي يخاف على ملكه وسلطانه
حينما أسمع أحدنا يقول كيف أستغني عن ( مشروبي الغازي )
المفضل .. سبحان الله ,, إني والله لا ألوم إذا أصحاب الملك والعروش
حينما لا يتحركون خوفا على عروشهم إذا كنا نحن لا نملك أن نتخلى
عن أضعف شهواتنا ( المشروب الغازي ) ويا للأسف ,
هذا والله هو الوهن الذي ابتلينا به يا أمة الإسلام في هذا الزمان وإن
سألتموني ما الوهن أخبرتكم بما أخبر به الحبيب محمد صلى الله عليه
وسلم أصحابه : (هو حب الدنيا وكره الموت ) هذا والله هو بلوى كل
كبير وصغير فينا , هذا ما جعل مليارنا كالزبد على السيل يعبث كل من
يشاء به على هواه ويتكالبون علينا كما يتكالب الآكلون على القصعة
يخططون ويقسمون ويوزعون على هواهم حتى أصبح هذا حالنا ,أشلاء
مترامية بعد أن كنا أرضا واحدة وقطرا واحدا من المحيط إلى الخليج ,
بعد أن كنا جسدا واحدا يديره قلب واحد أصبحنا قلوب موزعة مشتتة
كل قلب يغلق بابه على ترانيمه ويقول نفسي نفسي , كفاني ما أنا
فيه .. لا شيء يحركها , لاشيء يفزعها لا شيء يستنهضها سوى ما
يصيبها في صميمها حينها تصرخ وتستنجد ولكن ما من مجيب ,,
سوى قلوب قد لاح منها شعاع بريق من أمل وصرخت بداخلها تنهيدة
من تباشير الحياة لتعلن أنها ليست في مواكب الأموات المقبورين ..
هذا البريق أرى سناه يلوح لي من أرض الإسراء أرض بيت المقدس ..
في قلبها طائفة لا يزالون على الحق قائمين ظاهرين حتى ينصرهم الله
ببشرى من نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ..
إنهم قوم قد أزاحوا غطاء الوهن عن نفوسهم علموا أن الدنيا إنما هي
ساعة ليعمروا فيها مساكن طيبة لساعات لن تنتهي وأيقنوا أنه ( وما
متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ) فصارت الجنة هي جل الغايات
والشهادة سبيلهم إليها ولا ألذ منها ولا أحلى حينما تكون في سبيل
الأقصى فأعظم بها من غاية يرخص لها كل ثمين ويطيب لها كل غالي
من دم ومال وولد , نعم .. نزرع أبنائنا شوكا ليدوس عليه كل من
يتخطى حمى المسجد الأقصى وتتفجر أرواحنا قنابلا في صدور من
يعتدي على مقدساتنا وسنصمد جيلا بعد جيل حتى يأتي نصر الله
ويحرر الأقصى الأسير فإنا نعلم أن نصر الله قريب
(( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب))
.. ألا إن سلعة الله غالية .. ألا إن سلعة الله الجنة
..(( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين آمنوا منكم ويعلم الصابرين ))
,, ترى إخواني من منكم لا يعشق الجنة ؟
من منكم لا يحلم بطيب ريحها ؟
بالله عليكم ماذا أعددتم لشرائها ؟
لا أطلب جوابا فلسان الحال أبلغ من المقال ..
تعالوا إلينا أحبتنا ..أرواحنا بشوق تناديكم فإنا والله لنجد ريح الجنة
من خلف أسوار الأقصى سيروا على خطانا ولتعلموا أن الله لا يغير ما
بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم , ابتغوا العزة في رضاء الله يعزكم الله ولا
تبغوها في غير الله فيذلكم الله
/..
نامت عيونهم وعين القدس لم تنم = ترمق أبناءها ترى أين ذوي الهمم
بكى الأقصى ألا تسمعون نحيبه = أم ابتليت مسامعكم بداء الصمم
فدوت صرخة أشبال عمالقة = تسابق الجبال في رفعة الهمم
أ نأكل الحلوى في نعيم وأقصانا = بكت عيونه بدلا من الدمع دم
لا نامت مآقينا وطوبى لنا ولمن = أزاح عنك يا أقصى مرير الألم
منقول..
العرض العادي
