بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي واخواتي هذا الموضوع يتكلم عن مبدأ الشورى الشورى واتمنا من الله بان يكون علم نافع لمن اراد ان يتعلم ويكون على بصيرة
************************************************** **********************
مبدأ الشورى من اهم الصفات التي امتاز بها المجتمع الاسلامي ، وقد امتدح الله بها المسلمين في كتابه العزيز ، واعتبرها صفة من صفات الانسانيه ومبدأ من اقدس المبادئ الحضارية .
فقال الله تعالى (( والذين استجابوا لربهم واقاموا الصلاة وامرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون * والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون ))
هذا المبدأ القويم هو مبدأ ((اسلامي)) اصيل وتعنى رجال الغرب وزعمائهم واعتبروه مبدا لمدنيتهم وحسنة من حسنات حضارتهم(( وعدالة قادتهم)) وهو في الاساس منهج اسلامي
ويكفي دليلا على سمو الشورى بان رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو المنزه عن العيوب يامره الله(( بمشورة قومه والرجوع الى رايهم في المشكلات ))والمعضلات فقال((فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر))
ولقد حاور الله ملائكته في خلق ادم وتعمير الارض وهو العليم بخفايا الاشياء واسرارها البصير بمبدئها ونهايتها لا تخفي عليه خافية ومع ذلك استشار ملائكته
ولا شك بان غاية الكمال ان يشاور الانسان اخاه وان يسترشد برايه وهذا بعض ما للمسلم على المسلم من حقوق يجب ((التعاون عليها والتظاهر فيها.))
ولا يستغني عن المشاورة الا(( احمق جاهل مستبد)) لان العقل البشري مهما كمل ذكاؤه لا يمكنه ان يتبين صواب الراي وحده . كالسيف وان كان صارما حادا لا يمكن ان يستغني عن يد بطل صنديد .
وكثيرا ما راينا من الافراد والجماعات من طوح بسعادتهم الاستبداد في الراي .
فالزواج الفاشل والتجارة البائرة والصناعة الكاسدة ((والمشاريع المعطلة والامة المحتلة)) كل هذه النقم كلها ترجع الى الاستبداد ، ويكفي الشورى فضلا وفخرا انها تجنب صاحبها عواقب الندم وشماتة الاعداء وملامة الناس .
وفي الشورى اياك ان تاخذ (((راي نسر يرتدي راس حمام))) لان مثل هؤلاء كمثل الشياطين يحسن للانسان الضر ويزين له هلاكه حتى اذا وقع فيه نكص على عقبيه وتبرا منه واظهر الشماتة ((واذ زين لهم الشيطان اعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال اني برئ منكم))
والحازم الحكيم بعيد النظر واسع التجربة هو من يتبع المنهج الاسلامي ويبتعد عن (((الشبهات))) حتى لا يقع فيها ويصبح قصة ترويه عنه الاجيال والايام وخير تراث يتركه الانسان بعد موته ذكر جميل تتحلى به سيرته.
وان المشورة ((امانة الله في عنقه)) فان لم ينصح فقد خان(( ومن خان فانما خان الله وان الله لا يحب الخائنين))
والشورى سنة من سنن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهدى من تعاليم ديننا في كل الامور الفردية والجماعية وهي من مقوماته واركان عزته وقوته وسيادته فلنتشاور في امورنا ولنتعاون فيما بيننا على اظهار الصواب
فان عدم المشورة (((والافراد في الراي هلاك هلاك هلاك .)))
قال صلى الله عليه وسلم((ثلاث مهلكات شح مطاع ، وهوى متبع ، واعجاب المرء بنفسه))رواه البزار والطبراني والبيهقي من حديث انس رضي الله عنه .
******************************
وتقبلوا تحياتي
بكاء التاريخ
العرض العادي
