العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 16-04-2003, 10:23 AM   رقم المشاركة : 1
نفس الشا طر
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية نفس الشا طر
 





نفس الشا طر غير متصل

العلم الإيماني جماع المعرفة

العلم الإيماني جماع المعرفة
القرآن الكريم في المفهوم الإسلامي هو مصدر العلم بالحياة بجميع صورها وبالكون بجميع مظاهره وفيه القواعد المنظمة لحياة الفرد والجماعة وما يترتب عليها من أحكام لمجتمع سليم يسود فيه الأمن والعدل ويشيع فيه الخير والإحسان.
وقد صيغت آياته ببيان محكم, فيه سحر النغم لجذب الأسماع إليه حتى يستقر في الضمير الإنساني فيكون هاديا له ويسترشد به العقل فيكون له نورا يكشف به عن أسرار الحياة والكون ويصل به إلى معرفة الله بعلم مبني على الإيمان.
من أجل ذلك كان على المتعلم, لكي يصبح عالما, أن يفهم القرآن بالتفسير مستعينا باللغة والنحو وأن يحكم فهمه بالمنطق وأن يعلم أحكامه بالفقه وأن يستخلصها بالأصول وأن يكشف عن عالم السماء وما فيه من كواكب بالفلك وعن عالم الأرض وما فيه من بحار وأنهار وجبال وسهول وحيوان ونبات بعلم الطبيعة وأن يسير في الأرض ويكشف عن مسالكها ومعالمها بعلم الجغرافية وأن يتقصى أخبار الماضين ويتتبع مسيرة أحداثهم بعلم التاريخ وأن يعرف عوامل الصحة وأعراض المرض وعلاجها بالطب, إلى غير ذلك من العلوم المتصلة بها أو المتفرعة عنها, وبذلك كان القرآن هو القوة الدافعة لطلب العلم.
وإذا كانت المعرفة بهذه العلوم لا يمكن أن تستوي, وقد يزيد بعضها على بعض في العلم, فإن على العالم أن يلم بمعرفة كافية فيها إلى جانب والعلم الذي اختص به.
فيعقوب الكندي وأبو بكر الرازي كانا إلى جانب شهرتهما بالطب عالمين بالفلسفة والفلك والكيمياء والموسيقى,
وكان ابن سيناء فيلسوفا وطبيبا وفقيها وشاعرا, وكان الفارابي إلى جانب شهرته بالفلسفة موسيقيا وعالما بالطب. وكان البيروني إلى جانب علمه بالفلك عالما بالفلسفة والرياضة والجغرافيا. وكان أبو حنيفة الدينوري إلى جانب علمه بالفلك والرياضة عالما بالنبات.
وكان ابن النفيس (ت: 687هـ) إلى جانب شهرته بالطب عالما بالأصول والحديث وكان الزمخشري (ت: 538هـ) إلى جانب علمه بالتفسير جغرافيا وعالما باللغة والأدب, وكان ابن أبي أصيبعة (رشيد الدين) (ت: 616هـ) إلى جانب علمه بالطب عالما بالرياضة والفلك وكان شاعرا.
وفي الأندلس كان أبو الصلت الأندلسي (ت: 529هـ) إلى جانب علمه بالطب والفلسفة بارعا في الفلك والرياضة وكان شاعرا ووشاحا وموسيقيا, وكان ابن باجة (ت: 533هـ) إلى جانب شهرته في الطب عالما بالفلسفة والرياضة وكان بارعا في الفلك وكان شاعرا وموسيقيا ووشاحا.
وكان ابن الطفيل (581هـ) إلى جانب شهرته بالفلسفة فلكيا وطبيبا, وجمع ابن رشد (الحفيد) (595هـ) الشهرة في الفقه والقضاء والطب والفلسفة, وجمع ابن مضاء القرطبي الشهرة في الطب مع الرياضة والفقه والقضاء.
وكان ابن ليون التجيبي (ت: 750هـ) إلى جانب شهرته في الطب عالما بالفلسفة وشاعرا وعالما بالفرائض, وكان ابن زهر (الحفيد) (ت: 596هـ) إلى جانب شهرته بالطب شاعرا ووشاحا. وكان ابن الرومية (ت: 637هـ) إلى جانب شهرته بعلم النبات محدثا.
وكان أكثر علماء ذلك العصر على مثال من أتينا على ذكرهم, فكان إذا سئل أحدهم عن مسألة في علم من العلوم وعجز عن الجواب أخذ في دراسة ذلك العلم حتى يلم به.
من ذلك ما رواه ابن خلكان عما جرى لأبي منصور الجواليقي (ت: 539هـ) العالم بالحديث واللغة والنحو والأدب. فقد تقدم إليه شاب وهو متصدر للتدريس في بغداد وسأله أن يفسر له بيتين من الشعر لم يفهم معناهما, فقال له أنشد فأنشد:
وصـل الحـبيب جنان الخلد أسكنها
وهجـره النار يصليني بـه النارا

فالشمس بالقوس أمست وهي نازلة
إن لم يـزرني وبالجوزاء إن زارا



فقال له الشيخ: يا بني هذا معنى من علم النجوم وسبرها لا من صنعة أهل الأدب, فانصرف الشاب واستحيا الجواليقي من أن يسأل عن شيء ليس عنده منه علم, فآلى على نفسه أن لا يجلس في حلقة دروسه حتى يدرس علم النجوم ويعرف سير الشمس والقمر.
فلما حصل على العلم بسيرهما جلس للناس وشرح معنى البيتين وهو: أن الشمس إذا كانت في القوس كان الليل طويلا فجعل ليالي الهجر فيه, وإن كانت في الجوزاء كان الليل قصيرا فجعل ليالي الوصول فيها.
وشبيه بذلك ما فعله أبو بكر الأبيض القرطبي (ت: 544هـ) الشاعر والوشاح المشهور, فقد سئل مرة عن مسألة في اللغة فعجز عنها بمحضر خجل منه, فأقسم أن يقيد رجليه بقيد من حديد, ففعل ولم ينزع القيد حتى حفظ الغريب من اللغة.
وهكذا نرى أن العلم في المفهوم الإسلامي وحدة جامعة لكل أنواع المعرفة, والقرآن الكريم هو المورد الذي ينهل منه الصادي إلى المعرفة الإيمانية.
ويحسن الاستشهاد هنا بما روي عن فلكيين مسلمين كانا يقرأان في باحة الجامع في كتاب (المجسطي) الذي دون فيه بطليموس اليوناني ما عرف عن علم الفلك حتى زمانه. فمر بهما جماعة من علماء الدين, فسألوهما عما يقرأان, فكان جوابهما: إننا نفيد منه في شرح الآية أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الجبال كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحت .
وفي ذلك شاهد على أن القرآن الكريم قد فتح أبواب المعرفة للوصول إلى معرفة الله تعالى







التوقيع :
الــــــــــــــشــــاطــــــــــــــر

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:42 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية