مغامراااات ...في .. الشاااات
قال الرسو صلى الله عليه وسلم ..( من رأى
منكم منكراً فليغيره .. بيده فإن لم يستطع .فبلسانه فإن لم يستطع ..
فبقلبه ..وذلك أضعف الإيمان )..
وقفت أتأمل هذا الحديث ..و أتأمل .. مراراً وتكراراً ..فتذكرت غرف الدردشة ( الشااااااات ) وما يحدث بها .. فإنه والله المنكر بعينه .. ( ولا أعتقد أحداً يجهل ..ما يحدث بها من منكرات ) فعزمت أن أدخله ناصحة .. لهؤلاء الشباب . والفتيات .. ممتلئة بالأمل والطموح ..وأن أجد قبولاً وترحيباً ...راسمةً أجمل الصور في مخيلتي.. غير أني تفاجئت ...بردة فعلهم ونظرتهم لي بسبب دخولي بمسمى ( فتاة الإسلام ).. فوجدت منهم سخرية واستهزاء لاذع .. أخذت أناقشهم وأحاورهم .. وأطلب منهم تفسيراً منطقياً لماذا ..كل هذا الاستغراب ..وهل في هذا المسمى ما يحتاج لكل هذا الجدل والصراع .. وما أذهلني .وشتت فكري ..قولهم بأن من أراد الدعوة فليذهب إلى المسجد لا إلى البار .. فسألتهم .. أيُّهم أشد حاجة للنصيحة من هم في المسجد .. أم في البار ..؟؟؟ فبهذا السؤال ..زاد الاستهزاء والسخرية .. مرَّة أخرى .. فأخذوا يرمونني بكلمات .. ساذجة سخيفة .. تحط من العقل والفكر ..وتدنوا بهم إلى الحضيض والوحل .. (* تعرف البار .. شكلك مصاحبه ..راقصة.....الخ*) فخرجت وأنا أجر أذيال الخيبة ورائي عازمةً على عدم دخولي غرف الدردشة مرة أخرى ....
إلى أن طلبت ...مني إحدى الأخوات الآتي يقمن بالنصح والإرشاد .. ( لا أريد أن أقول الدعوه لأن لها أصول وفنون ) في غرف الدردشة ... طلبت مني مساندتها .... فأخبرتها بصعوبة الأمر واستحالته ... لأن شبابنا وفتياتنا ... لا يتقبلن النصيحة .. ولا النقد ... واعتذرت لها .. لأني في الحقيقة لا أملك ... تلك الموهبة والمعرفة في أصول الدعوة ...
كما أنَّ لي لسان لاذع وعصبية فادحة ... وقد لا أحتمل ...منهم أكثر ...فيفلت اللسان ويحصل ما لم يكن في الحسبان ...
إلا أنها أصرت ... على ذلك .. وقالت لي احتسبي الأجر عند الله ... فقلت لها ان شاء الله .. متى سمحت لي الفرصة .. دخلت ...وفعلت ما تريدين ..
فتوقفت .. عدة أيام ... ثم عاودت الكره ...تنفيذاً لطلبها .. ( وليتني لم أفعل ) تحت مسمى ... أخر وهو (هاله )
فوجدت ترحيباً وقبولاً عظيماً ... سعدت به لأنه كان كفيلاً .. بترميم جروح الأمس ولم الشتات ...
وأخبرتهم منذ البداية ...بمطلبي ومطمحي ...
فتحول ذلك الترحيب .... إلى نحيب ...!!
والكلمات المعسولة .... إلى سهام مسمومة ..!!!
وأخذ كل واحد منهم يطلبني على الخاص بكلمات مبتذلة رخيصة ..( ياعلمانية ... انقلعي ... وجع ... الخ وما خفي كان أعظم )
فطار مني العقل ... وفلت مني اللسان .. فشتمتهم ..وهزأتهم ... وأخبرتهم ... بأنهم ..مجرد .. حثالة في المجتمع ..وشباب سخيف ...تافه .. منحط ..لا يرى أبعد من أنفه ... لا يستخدم التقنية ..إلاَّ في التسلية ..المبتذلة البعيدة كل البعد عن أصول الأدب والأخلاق ...
فقالوا .... وهل هذا أسلوب للدعوة والنصيحة ...؟؟!!!
لا حول ولا قوة إلا بالله ... أصابتني الحيرة .. منهم ...ولم أعد أعرف كيف أتصرف معهم .. فمنذ البداية لم يتقبلوا ...مني أي كلمة أو نصيحة .... وكأني والعياذ بالله .. أطالبهم بشيء محرم .. ؟؟!!!!
فقررت الخروج ..قبل أن أتحمل ذنب أخر بسبب شتمي لهم ..
وخرجت وقد تحطمت في داخلي كل المعاني الجميلة والصور الرائعة التي كنت أرسمها في مخيلتي .. لغرف الدردشة ... وحينها فقط ...أدركت معنى ...مسمى ..دول العالم الثالث .. !!!!!
فيا أخواني ... وأخواتي في الله ..:
فوالله .. الذي لا إلاه إلا هو .... إن أقصى ما أتمناه ... هو ... أن تتحول غرف الدردشة .. وما يحصل بها من نقاش هابط وهراء ... وبذاءة ... وأمور أخرى محرمه ...!!
إلى منبر للعلم والمعرفة ... فلو استخدم الشات استخدام سليم ..لجنينا منه الكثير ... أولها ..تقوية ملكة ..الحوار والنقاش والجدل ... تبادل المعارف والمعلومات ..
فتخيلوا معي ...تلك الغرف وقد امتلأت بالنقاش الجاد والحوار الصريح ...و طلب المعرفة في أمور الدين ..
فوالله سوف نسأل يوم القيامة ... يوم لا ينفع مال ... ولا بنون .. إلا من أتى الله بقلب سليم .. عن هذا الوقت الذي يهدر بلا فائدة والشباب الذي يضيع في البحث عن المنكرات والمحرمات ....
وقفه ...
فإذا دخلت الشات ... وقابلت مثل هذه الشريحة ... فعليك أولاً ... أن تتجرد من الأخلاق وأداب الكلام ..
تلغي جميع الحدود ... فلا خطوط حمراء هناك .. بل يختلط الحابل بلنابل ...
وإن رأيت منكراً ... فأنت أمام ..خيارين ..
إما أن تصمت ... وتغمض عينيك ...وتقفل فاك ... أو ..تمتدح ذلك الصنيع ..وتشارك به .. حتى يكون لك حضور ...
والخيار الأفضل .. هو أن تخرج وقد حافظت على القليل من الكرامة التي تهدر على أبواب هذه الغرف ..
استفهام ؟؟؟
مما يثير غضبي ... ويقظ مضجعي .... أنه بعد كل تلك المغامرات ..والمحاولات .. لإصلاح الشات .. ودعوة مرتاديه للخير والصلاح ..!!
أصبحت أنا المخطئة .. وأن ما أطلبه .... هو المستحيل بعينه ....؟!!
تحياااتي للجميع .... وأعتذر على الإطاله ..
العرض الشجري
