في ظل إنتظار كل من المسلمين والهندوس قرار المحكمة الهندية العليا بشأن أرض المسجد البابري الذي هدمه هندوس متعصبون عام 1992, لم يتمكن رئيس وزراء الهند آتال بيهاري فاجباي من إخفاء حقيقة دعم حكومته للجماعات الهندوسية المتعصبة التي تنادي ببناء معبد الإله رام فوق أنقاض المسجد البابري عندما قال بأن لدينا ما يكفي من أدلة وبراهين تؤكد أحقية الهندوس لأرض المعبد.
وعلى الرغم من أن تصريح فاجباي يرمي إلى أهداف إنتخابية, إلا أنه كشف أيضا بكل وضوح مدى زيف العلمانية التي تتغنى بها الهند, فعلى أقل تقدير يمثل تصريح فاجباي دعما سياسيا للهندوس على حساب المسلمين, بل ومن شدة حرص فاجباي على إظهار نفسه كمتعصب هندوسي صرح مؤخرا بعد إتهام معارضين له بأنه يأكل لحم البقر، قال:" إن الموت أهون علي من أكل لحم البقر". وتشير الأجواء السائدة في الهند هذه الأيام إلى أن أمر بناء الهندوس لمعبد الإله رام على أنقاض المسجد البابري بات وشيكا, فقد هددت منظمة VHP وهي من أكبر المنظمات الهندوسية المتعصبة بمحاصرة البرلمان الهندي يوم 24/2 في محاولة للضغط على الحكومة الهندية للرضوخ عند طلبات هذه المنظمة التي تعمل حاليا على شن حملة ترويج لبناء معبد الإله رام في أيوديا, وتنادي بمبادئ مثل:
1- تغير اسم الدولة من الهند إلى هندوستان ( أي بلاد الهندوس).
2- منع ذبح الأبقار في البلاد, واعتبار من يفعل ذلك مجرما يستحق السجن.
3- تجريم من يلوث نهر كانكا المقدس لديهم.
4- طرد جميع مهاجري بنغلاديش المسلمين من الهند.
وقد شلت المظاهرات التي قامت بها هذه المنظمة الحركة العاصمة الهندية نيودلهي, ورفع المتظاهرون لوحة كبيرة رسم عليها البناء المقترح لمعبد الإله رام, كما طالب قادة المنظمة من أمثال برافين توكاديا الهندوس بالإستعداد للتضحية من أجل بناء المعبد ولو بالروح, وأضاف أيضا:" يكفي كلام ونقاش, اليوم جاء وقت الفعل", وقد هتف المتظاهرون الهندوس الذين بلغ عددهم أكثر من عشرة آلاف متظاهر بمقولات مثل: ( سوف نبني المعبد في هذا المكان فقط) و ( الهندوسية فخر الهند ), وقد حوطت الشرطة الهندية موقع البرلمان بأكثر من خمسة آلاف شرطي لمنع المتظاهرين الهندوس من الوصول إليه.
وتجدر الإشارة إلى أن مجلس الهندوس العالمي قد هدد بخروج عشرة ملايين متظاهر هندوسي العاصمة نيودلهي إذا لم توافق الحكومة على بناء المعبد. ويدعي الهندوس أن الإمبراطور المغولي بابر قد بنى المسجد البابري والذي سمي باسمه في القرن السادس عشر على أنقاض معبد الإله رام, الذي يقول الهندوس بأنه ولد في نفس المكان.. وتطالب منظمة VHP الحكومة الهندية بتسليمها سبعة وعشرون هكتار من الأرض التي تحوي أنقاض المسجد البابري وما حولها, وتضغط على رئيس وزراء الهند من أجل المبادرة في إصدار قرار من البرلمان الهندي بأغلبية تتيح للهندوس بناء المعبد في أسرع وقت.
ويرى المراقبون أن كل المؤشرات تدفع باتجاه بناء الهندوس لمهبدهم المزعوم، خاصة مع ما يشهده الموقف العربي والإسلامي من ضعف وتفرق وهوان, فغياب العالم الإسلامي عن مجزرة كجرات الأخيرة والتي راح ضحيتها أكثر من ألفي مسلم, جعل الهندوس يتمادون في تحقيق أهدافهم مهما كان الثمن