السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
البناء العبادي لتربية الطفل... الأخيرة
• نموذج للأطفال في قيام الليل:
لقد تعود أطفال الصحابة -رضي الله عنهم- أداء النوافل في قيام الليل،
كما فعل ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:
( بتُّ في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث، زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-،
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- عندها في ليلتها، فصلى النبي -صلى الله عليه وسلم- العشاء،
ثم جاء إلى منزله، فصلى أربع ركعات، ثم نام، ثم قام، ثم قال: "نام الغليم"
أو كلمة تشبهها، ثم قام فقمت عن يساره، فجعلني عن يمينه، فصلى خمس ركعات،
ثم صلى ركعتين، ثم نام غطيطة أو خطيطة، ثم خرج إلى الصلاة ).
أرأيت إلى هذه الطفولة التي تهتم بحركات حبيبها -عليه الصلاة والسلام-،
وكيف تريد أن تصلي معه بعد النوم من الليل؟! ثم نرى هذا الاهتمام
من الرسول الكريم -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- بصلاة الطفل الصغير معه،
فيصحح له ويجعله عن يمينه، بل هكذا كان شأنه -صلى الله عليه وسلم-
أنه يصلي مع الكبار والصغار،
والرجال والنساء، ويدخل الفرح إلى البيوت المسلمة:
فقد أخرج الإمام أحمد عن أنس -رضي الله عنه-:
( أنه كان هو ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمه وخالته،
فصلى بهم، فجعل أنسًا عن يمينه، وأمه وخالته خلفهما ).
رواه الشافعي في مسنده.
ومن القصص الطريفة اللطيفة، التي يقف الإنسان أمامها متعجبًا؛
لنباهة صاحبها، المحاورة التالية بين الطفل أبي يزيد طيفور بن عيسى البسطامي وأبيه:
قال الشيخ ابن ظفر المكي في كتابه (أنباء أنجباء الأبناء):
بلغني أن أبا يزيد طيفور بن عيسى البسطامي -رضي الله عنه-
لما حفظ ﴿ يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلًا ﴾،
قال لأبيه: يا أبت من الذي يقول الله تعالى له هذا؟ قال: يا بني،
ذلك النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال: يا أبت! ما لك لا تصنع كما صنع -صلى الله عليه وسلم-؟
قال: يا بني! إن قيام الليل خصص به -صلى الله عليه وسلم-، وبافتراضه دون أمته، فسكت عنه،
قال: يا أبت! إني أسمع أن طائفة كانوا يقومون الليل، فمن هذه الطائفة؟
قال: يا بني! أولئك الصحابة -رضوان الله عليهم- أجمعين، قال: يا أبت!
فأي خير في ترك ما عمله النبي ـ صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟!
قال: صدقت يا بني! فكان أبوه بعد ذلك يقوم من الليل ويصلي، فاستيقظ أبو يزيد ليلة،
فإذا أبوه يصلي، فقال: يا أبت! علمني كيف أتطهر وأصلي معك،
فقال أبوه: يا بني ارقد فإنك صغير بعد، قال: يا أبت!
إذا كان يوم يصدر الناس أشتاتًا؛ ليروا أعمالهم،
أقول لربي: إني قلت لأبي كيف أتطهر لأصلي معك؛
فأبى وقال لي: ارقد، فإنك صغير بعد، أتحب هذا؟
قال أبوه: لا والله يا بني! ما أحب هذا، وعلَّمه، فكان يصلي معه.
• تعويد الطفل على صلاة الاستخارة:
روى ابن السني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
( يا أنس إذا هممت بأمر، فاستخر ربك فيه سبع مرات،
ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك، فإن الخير فيه ).
• اصطحاب الأطفال لصلاة العيد:
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-:
(أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يخرج في العيدين مع الفضل بن العباس؛
وعبد الله بن عباس، والعباس، وعلي، وجعفر، والحسن، والحسين،
وأسامة بن زيد، وزيد بن حارثة، وأيمن بن أم أيمن،
رافعًا صوته بالتهليل والتكبير، فيأخذ طريق الحدادين حتى يأتي المصلى،
فإذا فرغ رجع الحذائين حتى يأتي منزله).
رواه ابن خزيمة في صحيحه (2/343) قال المحقق مصطفى الأعظمي: إسناده ضعيف.